بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
صدق الله العظيم

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى تنعى عائلة الفريق أول الركن المرحوم صالح مهدي عماش فقيدها الغالي وابنها البار الدكتور ثروت إدريس استاذ الجراحة في كلية الطب – جامعة بغداد ، زوج ابنتنا الدكتورة اتحاد ووالد كل من الاطباء مروان وأسامة ويمامة، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى وغفرانه ليلة الرابع من حزيران في بغداد متأثراً بمضاعفات إصابته بفايروس كورونا.

إننا إذ ننعى فقيدنا الكبير إنما نستذكر رحلة عمر قضاها بيننا فكان نعم الابن والأخ والأب، شهماً نبيلاً، رحوماً ودوداً، كريماً سخياً، باذلاً جهده في كل مسعى طيب، سباقاً للخير والعطاء الذي قل نظيره.ومع كل المآسي والصعوبات إلا أنه رفض مغادرة الوطن وأبى إلا أن يكون العراق ميداناً لكفاحه، وساحة يؤكد فيها مواقفه الوطنية الممزوجة بإصراره على الثبات والمطاولة، فوهب فقيدنا زهرة شبابه لخدمة مرضاه وطلابه.

ومع إيماننا بقضاء الله تعالى وقدره إلا إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإننا على فراق أبي مروان لمحزونون.ورغم هول المصاب وفداحة الألم نستذكر شجاعتك وبسالتك، نستذكر برّك ومساعدتك للمحتاجين، نستذكر تواضعك الجمّ وسيرتك المشرقة.

عزاؤنا فيك أنك بقيت ثابتاً في عراقنا الذي أحببت، رافضاً كل العروض المغرية التي قدمت لك حتى رحلت شهيداً على أرضه يحتضنك ثراه الغالي ..

عزاؤنا فيك هذه الذكرى الحسنة التي تركتها في قلوب زملائك وكل من تعامل معك ، وفي غزارة علمك النافع الذي غرسته في أولادك النجباء، طلبتك الذين منحتهم كل ما حُزته من خبرات عميقة ومثل سامية وقيم نبيلة.

ولا يسعنا أمام هول هذه الفاجعة إلا أن نسأل الله تعالى أن يمنّ على محبيك بجميل الصبر وعميق الإيمان، ضارعين إلى الرحمن الرحيم أن يجعل كل ما انجزه فقيدنا الغالي في ميزان حسناته ويشمله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

عائلة الفريق اول الركن المرحوم
صالح مهدي عماش
٤ / ٦ / ٢٠٢١