شبكة ذي قار
عـاجـل










لم أرك
ولكنّني كلَّ يومٍ أراك
حين أغمضُ عيني أرى شاشةً
وأراك بها ها هناك تصلّي العشا
خلف قضبان سجنك
وتبدو لي كعمود الضياءِ
نحيفاً ..
وكما بابِ بيت به وحشةٌ من غياب
انطويتَ حزيناً ..
وأمعنُ أخرى .. أراك تسبِّحُ لله ِمصطبراً
فألمحُ أجنحةً بيضَ تدنو إليك
تمسّد رأسك
ولم أتبيّنها .. قد تكون نوارسَ دجلةَ
أو رفيف ملائكةٍ
طاف حولك
*
وأغمض عينيّ كيما أرى
فأرى جسداً واهناً عذّبته المواجع
سنيناً ومبضعُهم في حشاشته يتسلّى
أيُّ عذرٍ لهم في عذابِ بريءٍ
من ندى الورد أنقى ؟!
لماذا ؟!سؤالٌ كم سيؤرّقهم !وسيبقى ..
والأسير يئنُّ من الظّلمِ
واللّيل في كلّ يومٍ يطول
فلا شمسَ في قمقم الحاقدين
سوى شمس بغداد تنتظر الانعتاق
سوى أن تزلزل أرض العراق بكلّ الغزاة
وكلّ الذّئابِ وكلّ الضّواري
*
شاشتي أجهشت
رؤيتي أربكتها الدّموع
يا إلهي أعنّي
وأفرغ على القلب صبراً
وا أخاه !
لم ألاقيك منذ بغداد
والعيد والنّاس في مهرجان القطاف
منذ دجلة والنّخلُ في جانبيه عزيزٌ
يشعُّ على أفقه قمرٌ
قمرٌ من حنان
وا أخاه !
لقد حشّت الغربات خطاي
فلم أستطع أن أراك
ولكنّني حين أغمض جفنيَّ
في كل يومٍ أراك
فلا تبتئس فغداً
تحت شمس العراق
لنا موعدٌ
ولقاء




الجمعة ٢٥ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أخت الشهداء نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة