شبكة ذي قار
عـاجـل










غُيّبت حقائق أنبياء بكيد الإنسان الظالم .. وشُوهت صور أئمة وصالحين وأولياء بمكر الماكرين وتحت تأثيرات نقيع سموم الحقد.

ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين، فهو سبحانه مَن يظهر الحق والحقيقة ويقبر الزور والبهتان، ويمحق نتاج الحقد الأسود والضغينة الشيطانية.

كان صدام حسين في عرين الأسد الذي بناه لنفسه تحت أزيز الرصاص وفي أجواء رعب جهنمي تصنعها آلاف الطائرات تغطي سماء الوطن بالموت وآلاف الدبابات تحفر قلب العراق بسرف صنعت من أضراس المقت الفارسي الصهيوني.كان الرجل يبني عرينه وجحافل جيوش امبراطورية العالم الظالمة المجرمة تجوب كل شبر من أرض الوطن :

بنى العرين هناك على ضفاف دجلة وبين نخيل العراق وزرعه الوارف ليبدأ مسيرة أخرى في درب النضال والجهاد هو ورفاق الانصهار الرسالي ورجال العراق الشجعان، بناه ( موضع مقاتل كذاك الذي بناه ملايين العراقيين في حرب حماية العراق من أشرار فارس والجيوش المتصهينة ) ليبث منه رسائله الصوتية للعالم أجمع، وفحواها الأهم أننا لم ولن نستسلم، بل سنستمر نقاوم الغزو حتى ندحره، ورسائل مكتوبة بمئات القطع الورقية توزع بانتظام من العرين إلى مواضع وأوكار الرجال المقاومين عبر القائد البطل عزة إبراهيم وعبر رفاق آخرين من قيادة قطر العراق الشجعان.

من عرين الأسد الذي بناه كان يتحرك إلى حيث يشاء من أرض الوطن المقاتلة.

كان يزوره مَن يريده أن يزوره من رفاقه للتخطيط والإيعاز بالتنفيذ لزخ غضب العراق على جيوش الاحتلال وعبيد العبودية.

في عرين الأسد أعاد صدام حسين مشهد الرجل الثائر الذي لم يجلس على كرسي السلطة ليموت عليه، بل إن الثائر يغادر الكرسي وكأن الله ما خلق الكرسي، ليعود يندمج بتراب الوطن ومائه ونخله.

من العرين ذاك الذي سيخلده الزمن تمثلاً بخلود غار ضم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر رضوان الله عليه، كان الأسد صدام حسين يزور النهر ويصيد سمكاً ويعبر إلى جزر الأحلام المزروعة بعشق الوطن سباحة، وكان يشعل ناراً في الحطب والطائرات فوق رأسه ويمر من نقاط تفتيش الأعداء ضاحكاً ساخراً من غبائهم وجبنهم.

كان يسمع نعيق البوم كل ساعة وهو في عرين الأسد وخارج العرين يعانق الدور أو سامراء أو تكريت أو ديالى أو حزام العاصمة المسكونة بالموت.

من رأى منكم أسداً بلا عرين؟
من رأى منكم مقاتلاً بلا موضع محفور في بطن الأرض التي يقاتل دفاعاً عنها؟

نعم .. كان عرين الأسد القائد البطل الشجاع الرسالي المنصهر مع الأرض وقضية الإنسان وتوق الأمة.

كان عريناً وليس حفرة كما صورها أعداؤه وظنوا خاسئين أنها ستكون مقبرة للمجد والخلود والبطولة والقيادة الفذة، وظنوا أنها ستكون نهاية الرسالة وقبر العقيدة وتاريخ الإنجاز الفذ :
هم مكروا، غير أن مكر الله أعظم، ولا بد للحقيقة من أن تشمخ وتتعالى وتصير جبالاً لا يطالها البهتان.







الخميس ١٧ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة