شبكة ذي قار
عـاجـل










المتغير الحاصل في ايران عام ١٩٧٩ تفاءل كثيرون من أن هذا النظام سيكون قريبا من العرب والمسلمين وسوف يشيع السلام والوئام وروح التضامن والتعاون التي يبشر بها الدين الإسلامي ، لكنه عام ١٩٨٠ بدء الحرب التي فرضها زمرة الدجل والشعوذة بزعامة خميني الشاه المعمم على العراق ، فبدلا من أن يكون حليفا للعراق جبهة صمود ( تحالف جبهوي عريض يليق بمستوى الأهداف التاريخية ، جبهة حقيقية للامة الاسلامية مستجيبة لمنطق العقل والضمير نتاج عذابات المناضلين المعذبين المستضعفين ) راح يشن الحرب على العراق العمق الاستراتيجي للامة ، وبعد ثلاثة أعوام تقريبا من استحواذ زمرة الدجل والشعوذة على مقاليد السلطة في ايران بالعملية ألتغييرية المصطنعة عام ١٩٧٩ بعد انجاز عملية سرقة المضامين الحقيقية للثورة الايرانية الشعبية التي ساهمت بها كل قوى الشعوب المضطهدة ما عدى الفرس ، تناول التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي القطر العراقي - الفصل السادس " المسالة الدينية " بالاتي {{ اصبحت المسالة الدينية التي كانت تثار بين الحين والآخر في الحياة السياسية العربية وفي بعض الاوساط الدولية ، اصبحت في السنوات الاخيرة مسألة بارزة ، ومع قيام الثورة الايرانية ونجاحها في الاطاحة بنظام الشاه باتت مسالة ساخنة وتصاعد حولها الاهتمام والبحث والخلاف في المنطقة وعلى الصعيد الدولي ، وفي داخل القطر العراقي اتسعت بصورة متسارعة في السنوات الاخيرة نشاطات بعض الجماعات التي اتخذت من الدين غطاءاً لاهدافها ومآربها السياسية ، وبخاصة حزب الدعوة العميل ، واتخذت طابعا إرهابيا وتخريبيا معاديا للشعب والحزب والثورة الموقف من المسالة الدينية - ما هو موقف حزب البعث العربي الاشتراكي من المسالة الدينية وكيف تعامل مها ؟ ولماذا برزت بهذه الصيغة في هذه المرحلة يالذات على صعيد القطر او في المنطقة ؟!ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الاشتراكي القومي التقدمي الايماني والثوري الوحيد ، ليس في الوطن العربي فحسب ، وانما في المنطقة أيضا ، الذي اعطى المسالة الدينية اهتماما بارزا في عقيدته ، وفي سلوكه السياسي والاجتماعي ، ومنذ البدء حدد الحزب موقفه من الدين وكما قال الرفيق المناضل القائد الشهيد الحي صدام حسين " اننا لسنا حيادين بين الايمان والالحاد ، اننا مؤمنون " ، ان حزبنا دينياً ، ولا ينبغي ان يكون كذلك ، أي القائد يقصد ان خيمة جامعة لطاقات امة تستحضر تاريخها من جديد بروح العصر ، وقد وضع الحزب للاسلام قيمة اساسية في فكره ، وفي الحياة العربية عبر التاريخ ، وفي العصر الراهن ، والحزب يعتبر الإسلام ثورة عظمى في التاريخ الإنساني ، كان للامة العربية الفضل التأريخي في نشرها على البشرية ، وقد دعا الحزب الى استلهام روح الرسالة الاسلامية في عملية الانبعاث المعاصرة للامة العربية ، وقد قال القائد المؤسس في محاضرته القيمة التي تحمل عنوان " في ذكرى الرسول العربي " في عام ١٩٤٣م " كان محمد كل العرب ، فليكن كل العرب اليوم محمدا " ومعنى ذلك بالتحديد .. ان العربي المعاصر يجب ان يستلهم روح الرسالة الاسلامية ، وان يتحلى بصفات واخلاق قائدها العظيم الرسول محمد ، صلى الله عليه وسلم والقادة الاخرين العظام الذي حملوا راية الإسلام ، وفي نظر المناضل البعثي كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قائدا عظيما ، وملهما عظيما ، وثائرا عظيما ، وكان قادة المسلمين من امثال ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن ابي عفان وعلي بن ابي طالب ، الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم وغيرهم قادة عظماء يستلهم ( بضم الياء ) منهم دروس الشجاعة ، والتضحية ، والعطاء من اجل الامة ، وعبر اكثر من ثلاثين عاما من مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي ، لم تكن هناك مشكلة بينه وبين الدين اذا صح التعبير ، وفي الواقع ان الحزب كان ، بسبب موقفه هذا من الاسلام ، يتهم بالرجعية او اليمينية من ذات الاوساط التي انساقت بدوافع انتهازية تكتيكية وراء التيارات السياسية الدينية او المسترة بالدين ، ولكن الحزب واجه كل هذه الاتهامات بموقف مبداي واضح ، وذلك لان هذه المسالة تدخل في صلب عقيدته ، وفي صلب العملية الثورية التي يقودها من اجل تحقيق انبعاث الامة العربية المجيدة ، والوصول الى أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية ولم تفلح المحاولات التي استهدفت جر الحزب من قبل مجموعة من الحزبيين الذين اصبحوا خارج التنظيم فيما بعد .. الى مواقع الالحاد انسياقا وراء الضعف امام التفسيرات الماركسية وتأثيراتها في بنائهم الفكري ولقد برزت هذه الظاهرة في اعقاب اخفاق تجربة الحزب في قيادة السلطة الثورية بعد ثورة ١٤ رمضان ١٩٦٣ في القطر العراقي وقبل التاريخ وبعده في القطر العربي السوري ، الا ان الحزب استطاع ان يتجاوز هذه الظاهرة في القطر العراقي ويجتثها كليا لأنها كانت غريبة عنه ، وقد اصبح واضحا منهج الحزب من هذه المسالة ، اتصالا بين منابعه الفكرية والمبدئية ونظرية عمله التي ارسى ركائزها وقادها ، الرفيق المناضل القائد صدام حسين وفي ميادين شتى ، ومنها هذا الميدان الحيوي والحاسم ، غير ان الحزب لم يدع الى بناء دولة على الطراز الديني وانما دعا الى بناء دولة على اساس الرابطة الوطنية والقومية على اساس وجود مكونات الوحدة في التكوين النفسي والفكري ، في اطار القطر الواحد ، وعلى اساس ان الربطة القومية في اطار الوطن العربي الكبير هي الهدف الطبيعي والمشروع ، تستلهم الاسلام كرسالة وثورة ، كما اعتبر الاسلام جوهرا أساسيا في القومية العربية مثلما دعا الى تمتين روابط الامة العربية بالأمم المسلمة على اساس الرابطة الروحية المشتركة التي تجمعهم سوية ، وعلى اساس الآمال والاهداف المشتركة التي يناضلون في سبيلها في العصر الراهن }} بهكذا رؤية كان رد البعث الخالد على كل تخرصات الملالي وادعاءاتهم المزيفه ومن اولاها تكفير البعث ونعته بنعوت يراد منها استهداف قيم الامة العربية ومبادئها السامية عبر التاريخ


يتبع بالحلقة السادسة





الثلاثاء ١٥ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة