شبكة ذي قار
عـاجـل










الحالة العراقية ما بعد عام ٢٠٠٣ التي تسودها الانقسامات الطائفية والدينية والعرقية تشكل المواصفات المثالية للدولة العراقية من وجهة النظر والتصور الصهويني فمن يسيطر على العراق يتحكم استراتيجياً في الهلال الخصيب وبالتالي الجزيرة العربية فضلا عن موارده الضخمة ، وهذه الرؤية تتطابق مع رؤية ملالي قم وطهران الذين يعملون بكل قدراتهم من احتواء العراق وجعله سائرا وفق رؤيتهم ضمن المنطقة ولهذا كان خميني مستهدفا بالدرجة الأولى العراق وتمكن من إيجاد موطئ القدم له من خلال الإسلام السياسي المتمثل بالأحزاب والتيارات والحركات المدعية اتباع منهج ال بيت النبوة عليهم السلام ، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني قال لرئيس الوزراء الصهيوني الهالك لآرييل شارون ، ان أمريكا هاجمت العراق أولا وقبل اي شيء من أجل خاطر (( إسرائيل )) ، ويقول جوناثان كوك ان (( إسرائيل )) منذ عام ١٩٨٠ قررت اتباع سياسة ملخصها هو تقسيم كل شيء على الضفة الأخرى أي في الضفة الغربية وإلى بقية الدول العربية ، ويضيف كوك أن المحافظين الجدد (( بوش الابن وادارته )) كانوا يشاركون (( إسرائيل )) بقوة في ضرورة مواصلة هذه الاستراتيجية لإلغاء أي دور لدول الشرق الأوسط واغراقها في مشكلات داخلية تعمق من ضعفها والهدف هو بدء موجة من الصراع الطائفي انطلاقاً من العراق الى كل المنطقة ، وكان العراق مكاناً جيداً لاختيار هذه الاستراتيجية لأسباب متعددة كان منها ، انه في ضل الحكم الوطني ومنهج حزب البعث العربي الاشتراكي تمكن من تحقيق وئام طائفي وإعلاء لراية الوطن والمواطنة على راية الطائفية والمكون فقد كانت نسبة الزيجات المختلطة بين الطوائف المتباينة هي الأعلى في الشرق الأوسط ، ومن هنا استهداف العراق ونظامه الوطني لانه إذا نجحت تلك الاستراتيجية في العراق فان بإمكانها ان تنجح في أماكن أخرى كثيرة وان الهدف من ذلك ادخال العراق في دائرة الاضطراب الدائم وزرع بذور شقاق طائفي الإقليمي ليقطع الطريق على دعوة القومية العربية ذات الطابع العلماني وقوتها الفكرية الأيديولوجية العربية الثورية التي يجسدها حزب البعث العربي الاشتراكي الى موقع القيادة والتوجيه المباشرة مشروع المستشرق الصهويني الأمريكي البريطاني الأصل بيرنارد لويس الخاص بتقسيم الشرق الأوسط بكامله بحيث يشمل تركيا وإيران وأفغانستان ، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام ١٩٨٣ ، وفي مقابلة له في ٢٠ / ٥ / ٢٠٠٥ قال بالحرف الواحد (( ان العرب والمسلمين قومٌ فاسدون ومفسدون فوضويون ، لا يمكن تحضرهم ، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوّض المجتمعات ، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان ، وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولاداعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ، ولذا يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل ان تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها )) ان احداث ١١ أيلول ٢٠٠١ التي اكد بومبيو وزير الخارجية الأمريكي دور ايران فيها تنسيقا مع تنظيم القاعدة أتاحت فرصة ذهبية لأصحاب رؤية صراع الحضارات وتفتيت الشرق الأوسط بالخرج من مجالس الهمس الى العلن والحالة العراقية اليوم وما يسودها من انقسامات مذهبية وعرقية موجودة مسبقاً في لبنان ونقلت الى سوريا واليمن لنشر الفوضى والتفتيت في كل المنطقة ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان السودان قد انفصل قسمه الجنوبي مسبقا ، وأن الفوضى تعم ليبيا التي أصبحت الخطر المهدد للأمن الوطني القومي المصري ، والتغلغل في الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى عن طريق تركيا الهدف منه محاصرة روسيا الاتحادية من كل الاتجاهات خشية تمكنها من احياء الاتحاد السوفياتي من جديد ، ولقد لخص حزب البعث العربي الاشتراكي موقفه من أحزاب الإسلام السياسي بتقريره الصادر عن المؤتمر القومي السادس {{ لقد اعتبر حزبنا منذ تأسيسه الحامي الحقيقي للقيم الإسلامية والمدافع عنها كتراث حضاري أصيل للأمة العربية ، ورأى في الرجعية الدينية أخطر عدو لهذه القيم ولمضامينها الحقيقية لأن هذه الرجعية كانت ولا تزال القوة الضاربة للإمبريالية والصهيونية التي هي العدو التاريخي الشرس اللدود للعروبة والقيم الإسلامية فضلاً عن أن هذه الرجعية الدينية كانت ولا تزال الغطاء الإيديولوجي للرجعية الاجتماعية والسياسية التي تحاول التستر بالدين تضليلاً للجماهير عن حقيقتها المعادية لحرية هذه الجماهير وحقها في خيرات وطنها وفي حياة كريمة .. ليس هذا بجديد على حزبنا الذي اصطدم بهذا التنظيم الرجعي العميل منذ تأسيس الحزب وقاتله في مختلف مراحل تطوُّر نضاله بل إن حركة التحرر العربية بمختلف فصائلها اصطدمت بهذا التنظيم الرجعي العميل بخاصة ثورة ٢٣ تموز بقيادة جمال عبد الناصر ، ويتابع التقرير فيقول لقد اصطدم حزبنا بالإخوان المسلمين في الأربعينات عندما ناضل من أجل الجلاء .. كما اصطدم به عبر نضاله ضد تحالف الإقطاع والبرجوازية التجارية .. كما قاتله في مطلع الخمسينات من أجل وضع دستور قومي عربي تقدمي للقطر العربي السوري وكذلك في النصف الثاني من الخمسينات إبَّان نضال الحزب ضد حلف بغداد والعدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ ومبدأ أيزنهاور ١٩٥٧ كما قاتلهم كذلك في مرحلة الانفصال .. وفي جميع هذه المراحل كان تنظيم الإخوان المسلمين رأس الحربة للرجعية الداخلية ولقوى التآمر الخارجي }} وينتهي التقرير إلى {{ أننا نعلم حق العلم أننا لسنا وحدنا المعنيين بهجوم الرجعية الدينية بل جميع القوى التقدمية في العالم كله }}

يتبع بالحلقة الخامسة





الاحد ١٣ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة