شبكة ذي قار
عـاجـل










تعرض ألعرب بعد غياب البعث وقيادته كما تعرضت أمتهم إلى ضربات موقوته وموجعة تركت عدة بصمات مؤلمة لامن قبل الدول الغربية ومؤازرتها ألادارة ألأمريكية فحسب , وإنما من دول إقليمية حاول حكامها أن يعززوا من إخلاصهم للدائرة الأمريكية والمعسكر الغربي برمته مما جعلت المصالح والأفكار والرؤى العربية تتحول إلى أفكار عاجزة ونحيلة الرؤية تفتقر إلى إستقلالية وإمكانية النفوذ لفرض وجودها على الساحة العربية والدولية.ومنذ إكتشاف العنصر الملتهب (( البترول )) الذي كان ولازال وسيبقى سببا للصراعات على أرض العرب.وجدت التوترات الحادة وإستمرت ولم تقف هذه التوترات عند حد وإنما أخذت بالإتساع والإنتشار.وعندما بدأ الصراع والنزاع داخل القبائل بسبب الإكتشافات المتلاحقه تلاه صراع بين الدول التي نشأت حديثا , ورغم من أن الدول التي تدفق من أراضيها البترول وعامت فوقه قبل ظهوره لم تعرف التقسيم والحدود لكن وعلى أثر هذا الإكتشاف الذي كان ولازال مفتاح الصراعات والحروب وبالرغم من أنه ملك العرب وليس لغيرهم أثبتت المراحل السياسية أنهم لايملكون القدرة أو حتى على صنع القرار أو ألتحكم بهذا العنصر المهم وإدارته بسبب معاناتهم المستمرة من ضغوط القوى الكبرى.إضافة الى عدم توحيد الرؤى التي أدت إلى الكثير من الهزائم السياسية والإقتصادية والتي الحقت بهم , إضافة إلى إحتلال أرض العرب سواء من قبل الصهيونية العالمية أو من قبل إيران الصفوية أو من قبل دول اخرى ومورست بحقهم وضدهم أبشع الضغوطات أجبرتهم على الكثير من التنازلات والخضوع والنزول الى توقيع المعاهدات والإتفاقيات التي عرفت بمناهضتها لمصالح الأمة التي كانت أصلا تهديدا لإستقلالها ومصالحها ومستقبلها.

غدر الدول المستوردة بالدول المنتجة للبترول ومواقفها العدائية
وعندما التفتت الدول الأوربية إلى العالم الثالث آنذاك وتعاقدت مع الدول المعنية أو المصدرة للبترول لتنمية إقتصادها وصناعتها وخصوصا بعد الحرب العالمية الثانية حصلت بالفعل على الكميات المطلوبة حسب العقود ألتي وقعت بين الطرفين فقد حصل العالم الثالث أو الدول المصدرة للبترول عام ١٩٧٥ على ١٢٥ بليون دولار , ولكن لإختلاط الأوراق على الدول المصدرة والعجز بإتخاذ القرار مابين التبعية والإستقلال وإفتقار العرب إلى الحنكة والخطط الاقتصادية تليها شيطنة العناصر المتعاقدة فقد بيع نفس الكمية من البترول الى المستهلك في الغرب بحدود ٩٠٠ الى ١٠٠٠ بليون دولار

أي نسبة أرباح السماسرة أو المتعاقدين ظهرت بحدود ٤٠٠ بالمائة.وهذا مادلل على أن الدول المصدرة للبترول وبالأخص في العالم العربي بدأت بتعريض مصالحها وثروتها إلى السرقة دون إتخاذ أي قرار حاسم لغرض تفادي الخسائر , والتحكم بالأسواق العالمية مع أن الأسواق كانت جائعة وبأمس الحاجة إلى عنصر البترول وبالأخص بعد الحرب العالمية الثانية وإلتفاتت المصانع الغربية إلى عنصر البترول وإستخدامه في جميع المجالات.

ضرورة إستخدام البترول كسلاح بوجه الغرب
وما غاب على العرب أو العالم العربي وخصوصا دوله المصدر للبترول لم تستفد من أزمات العالم الغربي في بداية نمو صناعته ليجعل البترول كمادة من الممكن إستغلالها ليس كعامل مساعد لهذه الدول بتطوير إقتصادها وصناعتها , وإنما كعامل ضغط بمساومة غير معلنة بعد إعتراف هذه الدول بالكيان الصهيوني وتشريد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ونكبة عام ١٩٤٨ وتوسع الكيان الصهيوني على حساب العرب , وبالأخص على حساب شعبنا في فلسطين المحتلة ولايخفوا على أحد أن الكيان الصهيوني هو من صنيعة الغرب وحتى الشرق ومنهم ألمانيا وروسيا آنذاك بعد الحرب العالمية الثانية وبعد أن لعب المستشار الألماني آديناور آنذاك دورا كبيرا ومساهماته اللامحدوده ببناء الدولة العبرية بمفاتحة البنوك الألمانية بتقديم الدعم إلى الكيان الصهيوني بداية تأسيس تلك الكيان المشئوم على أرض فلسطين الحبيبه.كما قام آديناور بمفاتحة الشركات الألمانية لتعزيز الدعم المالي ومنح الكيان الصهيوني بلايين الدولارات بمؤازرة ومساندة حكومته ودعما منها.أما المساعدات العسكرية وإملاء ترسانة الكيان الصهيوني بالأسلحة الألمانية حتى تسديد قيمة مبالغ الأسلحة التي تدفقت من تشيكوسلفاكيا إتخذت الحكومة الألمانية على عاتقها تسديدها آنذاك.إضافة الى أن المستشار هلموت كول الذي حذا حذو سيده آديناور بإهداء الكيان الصهيوني غواصات تحت دراية وبموافقة الحزب الديمقراطي المسيحي والحكومة الألمانيه عندما كان مستشارا لدولته

الاستخفاف بالعالم العربي وسياسته
لقد كان بمنظور العالم الغربي ولازال بالرغم من التحولات السياسية الغربية إتجاه العرب أن القيادات العربية غير قادرة أولا على صنع القرار وإدارة مواردهم أو حياتهم السياسية والأقتصادية.لذا فقد قام الغرب بإستغلال الضروف لإفتقار العرب إلى مواجهة التخطيط الإقتصادي الأوربي والذي إعتمد بحد ذاته على الطاقة العربية بابرام الإتفاقيات والمعاهدات ألتي أفلست العرب حتى من ربع حقوقهم بعد أن تعرضوا إلى إختراقات في التكوين الإقتصادي ألذي إفتقر إلى الدراسة والحنكة والتطبيق بما يتماشى مع مصلحة الدول المصدرة للنفط وشعوبها ومصلحة الأمة العربية بصورة عامة.وعلى أثر ذلك فقد تعرض الإقتصاد العربي ومنذ البداية إلى هزات إدارية ومصرفية.أما الخلافات بسبب التغييرات في الأسواق العالمية فقد كانت الأسباب الرئيسية التي كان أغلبها من صنيعة العالم الغربي لغرض إيقاع العرب بمنهجية الحاجة إلى الغرب بكل ثمن بسبب خروج العالم الغربي توا من الحرب العالمية الثانية ويسعى إلى تطوير الإقتصاد المهشم الذي هو بحاجة إلى عنصرين الأول البترول والثاني ايجاد خطط إقتصادية لغرض النهوض وإعادة نصابه لبناء البنية التحتية بعد تدميرها بسبب الحرب.

وبالرغم من إستعانة الغرب بخطط مثل خطة مارشال والتي شاركت بإنتعاش إقتصاد الدول مثل المانية وبريطانيا وفرنسا لكن كانت ميول وحاجة الغرب إلى ثروة العالم الثالث البترولية حاجة ماسة كعامل إضافي ومهم إلى العوامل الأخرى.ولكن وبالرغم من أن العالم الغربي كانت له الرغبة بتطوير العلاقات مع دول العالم الثالث خدمة لمصالحه لكنه إعتمد بالأساس على توسيع وتمرير المطامع وخصوصا المانيا بعد أن خسرت الحرب وأستسلمت لقوات الحلفاء.وعلى هذا الأثر فقد تكللت العلاقات بإبرام المعاهدات والإتفاقيات كمحاولة لغرض الخروج من الأوضاع المزرية مابعد الحرب التي التي عانت منها والانتقال بل الاعتماد على متانة الصناعة والاقتصاد التي بدأت فعلا لاعادة بناء بلدهم المدمر


أخطاء السياسة العربية وإنعكاساتها
وبينما بدأت الدول الغربية بالخروج من محنتها وأزماتها بسبب الحرب. , دخل العرب محن جديدة سببها النزاعات المستمرة والدامية مما أعطى المبرر للدول الكبرى مشروعية ألهيمنه على ثروات العرب بإعتبارهم غير كفوئين أو قادرين على إدارتها , وتدفق العالم الغربي وحتى الشرقي .. وأقصد دول المعسكر المناهض للغرب ومنه المعسكر الشيوعي ودول حلف وارشو التي إنضمت تحت جناحه تدفقت على العالم الثالث وتسابقت على تطوير العلاقات ليس حبا بالعرب وبتأريخهم المشرف وتراثهم القيم , وإنما لأمرين أولهم , هو الحصول على أكبر قدر ممكن من الضمانه لتدفق البترول , وثانيا فتح الأسواق لجميع المنتجات الغربية واالشرقية من خلال الإتفاقيات المشروطة التي وضعت الدول المنتجة للنفط أمام أمرين أو خيارين بسبب حاجتهم الماسة الى مايقدمه الغرب وحتى الشرق لإدارة منابع وإستخراج النفط والذي إعتمد على بحوث وتنقيب واستخراج الشركات الاجنبية ومنها البريطانية والأمريكية والفرنسية والصينية والروسية والكندية وغيرها من الدول التي كانت مؤهله لذلك .. أما الأمر الثاني والذي وضع القيود بمعصم العرب وإضطروا إلى الإنحناء له هو إستغلال رؤوس الأموال العربية في البنوك الغربية لخدمة المصالح الغربية لتطوير إقتصادها وإنعاشه فهذه أحد الإتفاقيات كما جرى في مصر إبان حكم السادات.وبعد تصميم الدول الاوروبية بالاعتماد على الصناعة , خلق ذلك طلبا على البترول بلا نهاية .. وبعد مؤتمر سان ريمو عام ١٩٢٠ أي قبيل الحرب العالمية الثانية ونهاية تقريبا الحرب العالمية الاولى , ولاهمية البترول جائت السياسة الامريكية بضغوطات من أجل
مشاركة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في البترول العراقي والذي جرى وضعه تحت الإنتداب البريطاني مما حذا برفض الحكومة البريطانية هذا الضغط رفضا قاطعا.ولو دل ذلك على شيء انما يدل على أن القرار أو المسار العربي ومنذ الوهلة الأولى كان ولازال قرارا ومسارا خاضعا للضغوط الأجنبية بالرغم من إستقلالية بعض الدول العربية ذات الإستقلال الصوري.

إستفزاز العالم العربي
ولكن وليس خفيا على أحد وبالأخص من عاصر سياسة الغرب أن الحكومات العربية ادخلت بمتاهات بعد إثارة النزعات القبلية عقب ظهور البترول في العالم العربي , كما ادخل العرب بمتاهات اخرى بصتنيف الغرب للحكومات العربية إلى حكومات متنوعة خاضعة للسيطرة الإستعمارية بحجة أن العرب لم يستطيعوا إدارة إقتصادهم إدارة حرة أو على الأقل دون توصيات أو هيمنه.لذا فقد إلتجأت الدول المصدرة للبترول بإيجاد فكرة تأسيس منظمة الأوبك والتي شارك العرب بتأسيسها لغرض إتخاذ القرارات دون أي تدخل من قبل الدول الكبرى أو الدول المستهلكة .. ولكن وبالرغم من إنتماء الدول المصدة للبترول إلى منظمة الأوبك فقد بقيت هيمنة الدول الكبرى وبعض الدول الأوربية تسيطر على الدول المصدرة بإعتبار أن رؤوس أموالها في البنوك الغربية وبنوك الدول الكبرى والتي تربطها بمعاهدات ومواثيق مع هذه الدول المنتجة للبترول مما يعتبر ذلك إستفزازا لغرض إخضاع العالم العربي الى هيمنة هذه الدول وإلى مطالبها وأهدافها الرامية الى تحجيم إمكانيات العرب والتحكم بثرواتهم وقرارهم السياسي.

المعسكر الشرقي وعروضه للعرب وموقفه إتجاه القضية الفلسطينة
من المؤكد أن ألمعسكر الشرقي مثل الصين وروسيا وكوريا وفيتنام وغيرهم اللذين كانوا مناهضين للمعسكر الغربي ودوله لم يقفوا مكتوفي الأيدي وتقديم مصالح الدول الغربية ذات الهيمنة الواسعة على مصالحها دون أن تضع يدها أو تسيطر على مصدر الطاقة في العالم العربي دون محاولات بتقديم إغرائات وعروضات مختلفة منها التنقيب والبرمجة والتنظيم والبناء وإنشاء محطات إستخراج ومحطات إنتاجيه وتدريب الخبراء العرب وتخريج المهندسين وإرسال الخبراء بتقديم دراسات عن كيفية التنقيب وفحص التربه ناهيك عن تطوير العلاقه بإسلوب يختلف عن الأسلوب الغربي باعتبار أن المعسكر الشرقي هو النقيض للمعسكر الغربي ويتفهم مشاكل العرب أكثر وبالأخص بصراعه مع الكيان الصهيوني , .بالرغم من أن أغلبية اليهود والذين قدموا إلى فلسطين هم من الدول الإشتراكية إن لم يكن أغلبهم.ولكن وبما أن الخدمات التي قدمها المعسكر الشرقي بما يتعلق بالبترول أقل كلفة من الغرب فقد غض العالم العربي النظر عن مواقف المعسكر الشرقي وآيديولوجيته النقيظة لقوميتهم ودعمه للكيان الصهيوني أولا بإحتلاله أرض فلسطين.وثانيا إعتراف المعسكر الشرقي بالكيان الصهيوني فور إقامته على أرض العرب ناهيك عن التسليح وألتي قامت به تشيكوسلفاكيا إلى الكيان الصهيوني ألذي لايحصى أو يعد بمؤازرة ومباركة اللجان المركزية للأحزاب الشيوعية ومكاتبها السياسية التي أطاحت بالحق العربي.ولكن مايجلب الانتباه ان المعسكرين الغربي والشرقي إعتمدوا على سلوكية الاستفزاز مرة اخرى ضد العرب ولم يحصلوا على دعم عسكري أو ماشابه ذلك من كلا المنظومتين سواء الغربية أو الإشتراكيه إلا بتحديدا منها.أما رغبة أو ما يحتاجه العرب لم تضعها تلك الدول محض تقديرها أو تنفيذها على الإطلاق.والدليل على ذلك ورغم تطور العلاقات التي تختلف عن علاقات الشرق والغرب مع الكيان الصهيوني , فلم يستطيع العرب الحصول على أسلحة ذات الكفائة أو القدرة الهجومية مثلما حصل عليها الكيان الصهيوني دون مقابل من كلا الطرفين.وماحصل عليه العرب فكان سلاحا مؤهلا لصيد الحمام فقط حيث ملئت ترسانتهم به وهذا ما كان سببا بإنعدام التوازن العسكري بين العرب وبين الكيان الصهيوني خاصة وحصوله على الأسلحة المتطورة ذات الفعالية والقدرة والإمكانية الهجومية أو الدفاعية وأغلبها كانت هجومية بسبب ان العرب لم يتجرؤا بمهاجمة الكيان الصهيوني مطلقا.

وآخرها
وبعد أن تأكد للعالم العربي أن المقصود بتطوير العلاقات بينهم وبين المنظومتين الشرقية والغربية كان هدفها هو ضمانة البترول لبلدانهم لإنشاء صناعة وإقتصادا متينا قادرا على دعم الأغراض والنوايا منها العسكرية التي ولدت من خلالها الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية وسباق التسلح بين المعسكرين معسكر دول حلف وارسو بقيادة السوفييت آنذاك والمعسكر الغربي بقيادة الناتو وتحت زعامة الولايات المتحدة الأمريكية .. ولكن النقطة المهمة لنا كعرب ويجب أن لايغيب عن القاريء الكريم أن الضحية الكبرى هو العالم العربي حيث لم تتأرجح كفة ميزانه لتطوير إقتصاده لغرض تحسين الأوضاع داخل الوطن العربي.على العكس فقد أصبح ضحية معمعة صراع الحرب الباردة وحرب سباق التسلح ومن خلال سلبيات هذه الأحداث ووقوع العالم العربي ضحية الأطراف المتنازعه وبالرغم من أن العرب يملكون الطاقه والتي تعتبر عاملا مهما بتحريك أو دفع الإقتصاد الغربي وبما أن الكيان الصهيوني هو صنيعة الغرب ونحن بصراع مع هذا الكيان لم يتستفد العالم العربي من إستغلال أزمات الغرب والشرق والمقصود منه كتلة الدول المسماة بالإشتراكية أن يجعل البترول كسلاح لحماية المصالح العربية.وثانيا لتسليط الأضواء على دعم المعسكرين للكيان الصهيوني وإللجوء الى إسلوب الضغط الاقتصادي كي تعيد تلك الدول النظر بإيقاف دعمها للكياني الصهيوني والأعتراف وإقرار حقوق الشعب الفلسطيني وتأسيس دولته على أرض أجداده أرض فلسطين المغتصبة





الثلاثاء ١ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة