شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس غريبا أن تجد في الأحزاب والحركات الثورية امراضا من أمراض المجتمع قد تكون قد تسللت إلى داخلها في مرحلة من مراحل النضال السري أو العلني وخاصة عندما تستلم هذه الاحزاب السلطة في بلد ما فنرى الكثير من العناصر الانتهازية والوصولية تدخل هذه الاحزاب وتعمل بجد للوصول إلى مواقع متقدمة فيه سعيا وراء الامتيازات والوجاهة الاجتماعية وغيرها ولكن هذه العناصر سريعا ما تكشف عن نواياها عندما تتعرض مواقعها ومصالحها للضرر نتيجة لتصرف شاذ أو تقصير في اداء الواجبات الحزبية أو الخروج عن قيم الخط النضالي السليم الذي يتصف به المناضلون من اجل قضية مبدئية أو هدف سامي أعلى.

أما المرض الثاني والخطير ايضا هو تضخم الأنا عند البعض فيصبحون كأنهم أناس من غير هذا المجتمع والطبيعة الإنسانية فهؤلاء لا يقرون بجهود الآخرين وإنما يريدون أن يشار إليهم لا لغيرهم وكأنما هم من انتج فكرالحزب أو وضع نظريته التنظيمية وقد يتخذون من السبق في الإنتماء لهذه الحركة أو ذاك الحزب منطلقا للتعبير عن تلك الأنا المتضخمة وخاصة لمن تهيأت له الظروف لأن يتبوأ موقعا متقدما فيها.

ومن الطبيعي جدا أن يعتز اي انسانا بتاريخه الشخصي خاصة إذا كانت مسيرته ناصعة بيضاء ولكن من الافضل ان لا يتحدث هو عن نفسه وعن منجزاته بل يدع الاخرين هم من يتحدثوا عن تلك المنجزات وثمة أمر أخر مهم جدا هو على الشخص مهما تقدم في المواقع الحزبية ان يضع في حساباته ان الحزب او الحركة الثورية هي أكبر من كل الاشخاص فيها مع الإعتراف بدور كل شخص في إغناء تجربة تلك الحركة والحزب من خلال المسيرة النضالية لكل منهم والتي تشكل في نهاية مسيرة الحركة كلها.

فلا يتوقف عمل الحركات والأحزاب على شخص وإنما تبقى حية بما تحمله من أفكار ومبادئ حية إنسانية وخير مثال معاش هو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تعرض إلى أشرس واعتى هجمة صهيونية رجعية مجوسية وأعدم قائده الرئيس الشهيد صدام حسين والكثير من قيادته وكذلك اعتقل الكثير واستشهد لحد الان اكثر من ١٦٠ الفا من مناضليه الا انه بقي قوة فاعلة على الارض ويحسب لها كل حساب واذا كنا نتحدث عن القدم في الحزب فالمرحوم الدكتور سعدون حمادي ارتبط بحزب البعث العربي الاشتراكي في العام ١٩٤٩ لكنا لم نسمع منه في يوم من الأيام انه تبجح وقال انا من أسس الخزب في العراق وانا اقدم من كثيرين في قيادة الحزب فهو يعلم جيدا أن لكل مرحلة رجالها وهو أحد مفكري الحزب الذين يشار اليهم في البنان.

اخيرا فالأنا تصلح في جمعيىات خيرية او نوادي اجتماعية لكنها لا تصلح في الاحزاب والحركات الثورية.





السبت ٢٠ شعبــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد المحمود نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة