شبكة ذي قار
عـاجـل










خلاف لكل الدراسات والبحوث الرصينة التي تطلقها مراكز الابحاث العربية والعالمية، يطل علينا " مأمون فندي " الأمريكي من اصول مصرية في صحيفة الشرق الاوسط يوم ١٥ / آذار الجاري ليزف للشعب العربي، إن الغرب لم يتأمر على الوطن العربي، إذ ليس هناك ما يدعو الى التآمر على بلدان محدودة الدخل والاقتصاد ومنهكة بالمرض، ولكن إذا كان الغرب يجد سبباً ليتآمر على الصين كقوة عظمى فلماذا يتآمر الغرب على منطقة مجمل ناتجها القومي لا يساوي اجمالي ناتج دولة اوربية فقيرة مثل اسبانيا ؟ ، ويضيف فندي – لماذا يتآمر الغرب على منطقة معظمها بكل هذا الفقر منطقة لو تخيلناها كواحدة من احياء مدينة مثل لندن او نيويورك لكانت اسعار البيوت فيها هي الارخص بما فيها من فقر وعزوف الناس عن السكن فيها، وبعد مرور عقد من الزمان ( عقد الربيع العربي ) ما زال الحديث عن مؤامرة كبرى على الأمة العربية.!!

ويضيف – لسنا وحدنا في هذا العالم ، إن احد أهم اسباب الثورات في العالم حسب ( Ted Robert Guar ) ، يكمن في تلك الفجوة ( بين ما يتوقعه الناس من النظام الحاكم مقارنة بما يحصلون عليه فعلاً ) ، في كتابه – لماذا يتمرد البشر ؟

في هذا الاستعراض يتنكر مأمون فندي لواقع الامة العربية التي تعرضت الى التآمر الاستعماري ثم الصهيوني والفارسي منذ زمن بعيد .. فماذا يقول فندي حين اعلن نابليون بونابيرت بعد احتلال مصر ( إنه لا يسمح بإقامة جسر يربط بين مصر وسوريا ) ، ثم جاء اتفاق الغرب على إنشاء الكيان الصهيوني في قلب فلسطين العربية وتنفيذ وعد ( بلفور ) ، ألم يكن ذلك مخططاً غربياً - صهيونياً يا فندي؟ ثم جاء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ نتيجة لتأميم قناة السويس، ألم يكن يافندي تخطيط يمنع مصر من التقدم والنمو والإزدهار؟ ، ثم ماذا كان يعني تكالب الأستعمار البرتغالي والاسباني والإيطالي والبريطاني والأمريكي والفارسي على اقطار الأمة العربية إذا كانت الأمة فقيرة ومعدمة وناتجها القومي الإجمالي لا يساوي حي واحد فقير في لندن ونيويورك؟

ألم يكن الغرب الصهيوني وامريكا في المقدمة ومنذ عقود بعيدة في القدم :

اولاً - تمنع الأمة العربية من ان تصل الى وحدتها العربية أو أية خطوة نحو الوحدة أو الاتحاد او حتى التكامل والتعامل الاقتصادي ؟ فيما تَشَكَلَ في اوربا إتحاداً اوربياً يقوم على وحدة سياسية وصناعية واقتصادية ونقدية اليورو ؟

ثانياً - تعمل على تجزئة الوطن العربي ومنعه من التقارب السياسي والاقتصادي والعسكري والشعبي، وإبقائه مجزءًا ، وتطويق نظمه الوطنية وتعمل بكل الوسائل لإضعافها ومن ثم إسقاطها لأنها خرجت بالتنمية والتطور عن الخط الأحمر المرسوم لها - غربياً وصهيونياً وأمريكياً -.

ثالثاً - وتعمل على نهب ثرواته الطبيعية وفي المقدمة منها الطاقة ( النفط والغاز ) والمعادن الخام النادرة التي لها علاقة صميمية بالصناعات الامريكية الكبرى الخاصة بالأمن القومي الامريكي بإعتبار انها تشكل الاساس للصناعات والتقنيات النوعية الحديثة المستقبلية .. ألم تعقد امريكا مؤتمر الطاقة في عام ١٩٧٣ بقيادة هنري كيسينجر التي حددت قراراتها السيطرة على منابع النفط في المنطقة العربية وطرق إمداداته، و شكلت لهذا الغرض قوات التدخل السريع تحت اسم ( R.D.F ) وما زالت هذه القوات عاكفة على العمل تحت مبدأ كارتر المعروف ؟ منْ الذي يخطط يا فندي؟ وهل تلغي دور التخطيط الامريكي - الصهيوني - الفارسي المشترك على ان ذاك يقع بذريعة (( ثقافة المؤامرة )) ؟ ومن الذي ساعد وناصر النظام الايراني منذ عام ١٩٧٩ ولحد هذه اللحظة في إستباحة المحرمات والمقدسات في المنطقة العربية يا مأمون فندي، إليس هي أمريكا التي اراك تغطي على جرائمها بفذلكات غامضة وخبيثة وداعرة؟

رابعاً - ألم ترسم امريكا وورائها الصهيونية العالمية مشروع الشرق الاوسط الكبير بإشاعة الارهاب الدولي الذي صنعته هي والذين تتخادم معهم – النظام الايراني ونظام المنطقة الخضراء المتعفنة في العراق – وحزب الله الماسوني في الجنوب اللبناني – والحوثيين المرتزقة في اليمن – من اجل تنفيذ الفوضى الخلاقة وكسر حدود دول المنطقة بالمليشيات الايرانية المؤدلجة بالطائفية والعنصرية والمدججة بالسلاح الايراني وهي تصل الى حافات البحر المتوسط وباب المندب وقواعد صواريخها البالستية على طول الحدود العراقية السعودية وهي تنتظر اللحظمة المناسبة لإشاعة الفوضة وعبور الارهاب الى الدواخل السعودية والاردنية، فيما يتم إستيقاظ الخلايا الفارسية النائمة في دول الخليج للقيام بالأدوار والمهمات المرسومة لها لساعة الصفر.؟

ومع كل هذا الذي يحصل على الأرض وليس تنظيراً على الورق، أراك يا مأمون فندي تغطي نوازع اسيادك والذين لقنوك وعلموك كيف تخدع أبناء جلدتك في الوطن العربي وفي مصر العزيز وشعبها العظيم الذي يستطيع أن يكنس أي عميل أو خائن أو من ركب موجات الربيع العربي المسروق إسرائيليا وأمريكياً .. والطامة الكبرى هي ان صحيفة الشرق الأوسط تنشر لك قاذورات اسيادك إستلطافاً لهم أو مداهنة فاجرة، والزمن يسرع الخطى نحو التدمير والتقسيم والتفتيت .. والسلطة الرابعة المسؤولة عن النشر تلعب لعبة قذرة بحق الشعب العربي في السعودية وباقي ارجاء الوطن العربي .. فهل هي صفحة للتخادم أم صفحات من غباء مستشري في قيادات الوحدات السياسية العربية وهي على مشارف المسالخ ؟ وهرولة البابا فرنسيس الى العراق من أجل أن يفتح مرحلة جديدة مع إدارة امريكية جديدة تضع المنطقة العربية بين خيارين التطبيع وبين التفتيت الطائفي والعرقي .. والتطبيع يعني التذويب .. وما الدعوة التي حملها البابا الى العراق والمنطقة تحت تسمية مريبة هي ( التعايش الإبراهيمي ) تحت سقف صهيوني واشراف امريكي، فيما تبقى ايران الكلب المسعور مربوط على مقربة من سواحل الحكام العرب.!!






الاربعاء ٣ شعبــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة