شبكة ذي قار
عـاجـل










الأجواء الحارة في فصل الصيف والارتفاع العالي في درجات الحرارة يقابلها ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية، وتالياً الحاجة الى الارتفاع بالقدرات التشغيلية لمحطات التوليد العاملة في منظومة الكهرباء الوطنية، حيث يتطلب ذلك تسخير ما هو متاح من إمكانات والعمل على توفير عوامل إضافية لتدعيمها، غالباً ما يلجأ القائمون على إدارة قطاع الكهرباء الى اتخاذ قرارات خارجة عن المألوفة منها وبعيدة عن سياقات العمل الروتينية حيث يكون فعل تنفيذها مؤثراً في مواجهة الزيادة الكبيرة في استهلاك الطاقة الكهربائية وذلك باستثمار الممكن من السعات التوليدية المتاحة مع توفير شروط الحفاظ على استمرار عملها.

في المحطات كافة التي تعمل على الوقود ( حرارية، غازية، ديزل ) تحتل خزانات الوقود فيها أهمية متقدمة لضمان عدم توقف وحداتها ويعتمد عديد هذه الخزانات وسعاتها على القدرات الإنتاجية لهذه المحطات.

في العام ٢٠٠٢ أنجزت جميع الاعمال الانشائية والكهربائية والميكانيكية الخاصة بمشروع محطة توليد كهرباء القدس الغازية ولوحدتين منها ما عدا منظومة الوقود وما يتبعها من أجهزة معالجة والتي تتيح استخدام أنواع مختلفةً من الوقود، تم تدشين هاتين الوحدتين بالتشغيل على نوع واحد منه وكان ( زيت الغاز ) الخيار الوحيد لإتمام ذلك، حيث كان المخطط له إنجاز تجهيز المنظومة وتنصيبها قبل حلول موسم الصيف لتشغيلها على الأنواع الأخرى المتوافرة من الوقود الذي يؤمن تشغيل هذه المحطة.

حلّ موسم الصيف ولم تجهز هذه المنظومة ( المنتظرة ) كغيرها من المواد الحاكمة المتعاقد على تمويل استيرادها من عوائد مذكرة التفاهم حيث كانت تجابه بالمماطلة والتسويف بهدف حرمان العراقيين منها بحجج واهية أولها إمكانية الاستخدام المزدوج لها عندها كان خيار تشغيل المحطة بالاعتماد على زيت الغاز وقوداً لها خياراً لا بديل عنه، على وفق الحسابات فإن كمية هذا النوع من الوقود الذي تجهزه وزارة النفط ضمن جداول الحصص اليومية تكفي لتشغيل وحدتي المحطة بسعتها الانتاجية المتاحة لمدة ٤ ساعات في اليوم فقط.

وهذا يعني أنه سوف تكون هناك مولدات باردة ( خارج العمل ) متوقفة لعدم توافر الوقود المطلوب لتشغيلها أمام حاجة المنظومة الكهربائية لسعاتها المعطلة، حينها، كان على إدارة هيئة الكهرباء البحث عن حلول عملية جدية فكان قرار المناورة بنقل كميات من الوقود من خزانات المحطات الأخرى المنتشرة على مناطق العراق كافة إلى موقع محطة القدس لا بديل عنه، تم تشكيل فريق عمل منح العديد من الصلاحيات لتسهيل مهمته في نقل كميات كبيرة من الوقود حددتها الدوائر الفنية ذات العلاقة، ترأس هذا الفريق السيد يحيى محمد الطخاخ وهو من مديري الأقسام المعروفين بكفاءتهم الوظيفية.

شرع هذا الفريق بتنفيذ المهمة المحددة له وبدأ الوقود بالتدفق إلى خزانات المحطة بوساطة تسخير العشرات من صهاريج النقل فكانت تشكل أسطولاً برياً كبيراً من الشاحنات يعمل بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة، وبهذا تم إنقاذ مولدات هذه المحطة من الشلل حيث أسهمت بدعم القدرات الانتاجية لمنظومة العراق الكهربائية وتالياً الاسهام في تخفيف معاناة المواطن من الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي.





الجمعة ٢٨ رجــب ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سحبان فيصل محجوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة