شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس زيارة عادية ولا هي زيارة استوجبتها موضوعات حوار الأديان وحوار الحضارات، إنما هي زيارة أملتها الظروف الطارئة، وفرضتها حالات التصعيد القصوى للعنف ذي الواجهة الإرهابية التي يقودها النظام الإيراني وهو يمارس اقصى اساليب الخداع والمراوغة والتهديد بالنووي وبإشاعة الفوضى، ليس في المنطقة التي تعاني من ويلاته منذ عام ١٩٧٩ وهي تحمل موجات من سياسات افعال مؤدلجة تتحدى القوميات الأخرى وتتحدى الأديان الأخرى إنما بزعزعة الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء، فيما تمارس امريكا سياسة الردع القصوى المتفق عليها على مسرح الصراع الأمريكي - الإيراني في العراق والمنطقة.

والتساؤل المباشر والصريح ما الذي يريده الفاتيكان وهو الدولة المسيحية التي لها تمثيل دبلوماسي مع العراق ومعظم دول العالم، ما الذي يريده الفاتيكان من العراق ؟ ما الذي تتوجسه دولة الفاتيكان من جملة تصرفات النظام الإيراني الحاكم في العراق ممثل بأحزاب السلطة السياسية التي تهيمن عليها مليشيات فارسية ذات توجه طائفي؟ ثم ما موقف الفاتيكان من تمدد النظام الإيراني في المنطقة تحت منابر التشيع الفارسي، وهي منابر تعلن عن دين التشيع الفارسي الجديد بالضد من الإسلام والسنة النبوية الشريفة ؟!

وعلى اساس هذا المدخل، يمكن الإستنتاج الآتي :

١ - إن التصعيد المتبادل بين الفعل الإيراني ورد الفعل الأمريكي غير المتناسب من حيث الحجم والتأثير والمرمى، طالما تتبع امريكا إستراتيجية ( الردع القصوى ) دون أن تدخل في مفهومها الإستراتيجي مفردة الحرب، وفي المقابل تتبع ايران استراتيجية التصعيد دون إكتراث للنتائج طالما اعتقدت أن حرباً لن تقع بفعل دواعي الإستراتيجية الأمريكية المعلنة التي لا ترغب بخوض الحروب.

٢ - الردع الأمريكي الأقصى قد استنفد خواصه تماماً وبات مبعثاً للضعف والتراجع المستكن وإظهار عدم القدرة على إحكام السيطرة على زمام الواقع الأقليمي الذي تزعزعه إيران وبتحدٍ سافر ووقح، يشترط كبح جماح العدوانية الإيراني بتكبيلها ووضعها في ( قفص ) ، وإن الدبلوماسية كأسلوب للحوار الحضاري لن تنفع.

٣ - النظام الإيراني يسعى بتحدياته السافرة الى قلب معادلة الصراع في المنطقة من اجل فرض آيديولوجيته التشيعية الفارسية بجعل العراق مسرحاً لعمليات الإحتكاك والتصادم، في إطار سلسلة من التنصلات تحت مسميات ( الطرف الثالث ، والفصائل المنفلتة ، والقبعات الخضراء او الزرقاء ، والسلاح المنفلت ومنظمات إرهابية كداعش وهي من ابتكار ( سوري - ايراني - عراقي - تحت رعاية امريكية ) أملتها إستراتيجية امريكا لمحاربة الإرهاب من جهة، وتتمسك بها ايران بتثبيت وجود الحشد الشعبي المسلح الذي ابتلع الدولة العراقية على غرار الحرس الإيراني من جهة اخرى.

٤ - ( الشيعة العرب ) في العراق كثر وهم وطنيون يعتزون ببلدهم ، و ( الشيعة الفرس أو من أصول فارسية ) في العراق فهم قلة مواليه لإيران وفي خندقها، يمسكون بالسلطة والمال والسلاح، هذه القلة قاتلت الجيش العراقي الذي يدافع عن أرضه وشعبه وسيادته الوطنية وباتت جزءاً اساسياً من المؤسسة العسكرية الإيرانية كمنظمة ( بدر ) التي يرأسها هادي العامري الذي قاتل مع الجيش الايراني بالضد من جيش العراق، والمجلس الأعلى الذي غير اسمه الى منظمة ( الحكمة ) التي يرأسها عمار الحكيم وهو فارسي وعائلته فارسية وخاضع للخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الايراني وأجِلَ من أدائها بطلب عراقي رسمي قبل بضع سنوات، والجعفري الإشيقر وجبر صولاغ وعلي الأديب .. أما الباقون كالخزعلي والفياض وآوس الخفاجي وأبو ولآء الولآئي والخراساني وغيرهم ، فهم فرس يعملون بإزدواجية مع المحتل الغازي ويقبضون رواتبهم الشهرية - حسب وثائق الـ ( CIA ) التي تشرت مؤخراً ويعملون مع النظام الايراني ويتلقون رواتب شهرية - حسب قوائم الأسماء الخاصة بالبنوك الإيرانية في العراق – فضلاً عن فتح خزائن العراق لهم دون قيد او شرط.

٥ - في ظل هذه الاوضاع التي يحتدم فيها ( الصراع ) الامريكي الايراني على ارض العراق ، ما الذي يريده الفاتيكان من حكومة العراق المحتل ؟ أو بالأحرى ما الذي يريده الفاتيكان من إيران ومن أمريكا من خلال هذه الزيارة؟

هل ان الزيارة تهدف الى وضع حد للفساد في العراق وهو مستشري من القمة إلى السفح .. فإذا كان المرمى هو وضع حد للفساد فهذا يستوجب إزاحة رؤوس الفساد ( نوري المالكي ومملكته الفاسدة ، وعمار الحكيم ومملكته الفاسدة ، وهادي العامري ومملكته الفاسدة ، ومقتدى الصدر ومملكته الفاسدة، وهم ( شيعة السلطه ) ، فضلاً عن رؤوس ( سنة السلطة ) هؤلاء الحثالات يتحملون نتائج اوضاع العراق المفزعة طيلة ثمانية عشر عاماً من القتل والنهب والتدمير.؟

وهل الزيارة تهدف الى إنتزاع الحقد الفارسي الأسود من قلوب وعقول الذين يحكمون العراق بالقتل والتهجير والتشيع الطائفي، ونشر التسامح والوئام والسلام بين الأديان والقوميات في العراق، فيما يؤمن شيعة السلطة بالإقصاء والتسلط والتفرد ونفي وجود الاخر والاحقية لهم بالمطلقات .. وهل ان هذه الزيارة سترسي الوئام وتسترجع أملاك عوائل المسيحيين العرب التي استحوذ عليها عمار الحكيم ومليشيات الحشد الشعبي في بغداد - الجادرية والعرصات وأماكن عديدة متفرقة من العاصمة، وكذلك في الموصل والبصرة وغيرها من محافظات عموم العراق - ؟

لدى البابا في العراق تمثيل على مستوى سفارة تعلم بالتفصيل عن هذا الموضوع وموضوعات اخرى كالتهجير القسري والسجن والإغتصاب لعوائل الطائفة المسيحة العريقة في العراق.

٦ - رافق البابا في زيارته الى العراق ( جواد الخوئي ) الذي يحمل الجنسية البريطانية وعلاقاته معروفة بالمخابرات البريطانية – والمعروف ايضاً أن ( آل الخوئي ) مقيمون في بريطانيا وجنسياتهم بريطانية واموالهم في البنوك البريطانية منهوبة من العراق، كما أن ( آل السيستاني ) مقيمون في بريطانيا وجنسياتهم بريطانية واموالهم وممتلكاتهم في بريطانيا ومصدرها العراق ، و ( آل الصدر ) بزعامة السفير الصدري في لندن، جنسياتهم بريطانية وأموالهم محولة ومسيرة من العراق أيضا – والسفير البريطاني في بغداد يرعى مصالح بلاده وينسق مصالح ايران ولصوصها في العراق.

كما ان من مرافقي البابا في بغداد ( ريان الكلداني ) الأمين العام لما تعرف بإسم ( حركة بابليون ) الموالية لإيران تسليحاً وتوجيهاً، وهي إحدى فضائل الحشد الشعبي ، كما رافقه ( هادي العامري ) رئيس منظمة بدر الإرهابية ورئيس تحالف ( الفتح ) في البرلمان الصفوي في العراق.

الهدف من زيارة البابا للعراق في ظروف التصعيد ( الايراني - الامريكي ) المتفق عليه، الذي يمهد لمرحلة جديدة تقوم على ( التطبيع ) ونبذ ( العنف ) ، هو لتهدئة الأوضاع بتكريس واقع حكومة المحتل ( الأمريكي - الإيراني ) ودعمها وتشذيب دوافعها ووضعها على طريق التخادم الكامل والشامل وبما يتماشى مع النهج العام المرسوم للمنطقة على اساس إرساء نظام الأمن الإقليمي الجديد ولا دور للأمة العربية في هذا النظام الذي سيقتصر على ( تركيا وايران وإسرائيل ) تحت اشراف امريكي يكون الكيان الصهيوني فيه قائداً اقتصادياً لما يسمى تنمية الشرق الأوسط.!!

٧ - زيارة البابا للعراق في ظروف خاصة وبتوقيت خاص، هي في حقيقتها بعثة أمريكية لترطيب الأوضاع الملتهبة بأداة ( فاتيكانية ) جاءت تنفيذاً لمشورة بريطانية .. اعتقاداً من دهاقنة السياسة الأمريكية والبريطانية والصهيونية والفارسية، بأن هذه الوسائل ستخمد شرارة ثورة الشعب العراقي وتسكت حناجر ثوار تشرين التي انطلقت لإسقاط نظام الاحتلال والعمالة في العراق.

٨ - اما موضوع علي السيستاني فهو يدخل من باب الحرص على إبقاءه مدى الحياة بهذه الهيكلية المفبركة الجامدة التي لا تتحرك، فكلما استجدت وتصاعدت الخطورة على العملاء يقومون بإخراجه من متحف الشمع في النجف ويلتقطون له الصور البائسة وتتبناه وسائل الإعلام الفاشلة في اجواء الجهل والتجهيل والفقر والمرض، تمرر تحت يافطة الكذب والدجل .. فهو مُرَسَمْ في لآئحة المخابرات البريطانية ( M - ١٦ ) وتعامل مع رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي منذ عام ١٩٨٧ واستلم منه قبل الاحتلال مبلغ ( ٢٠٠ ) مليون دولار مقابل فتوى عدم محاربة جيش الأحتلال الامريكي عام ٢٠٠٣.ويعتبر حجر الزاوية في البناء الإستخباري البريطاني - الأمريكي - الإيراني ، لا يفقه شيئاً في علوم الدين ولم يصلي بجموع المسلمين ولم يخطب بالمسلمين يوم الجمعه ولم يحج بيت الله الحرام وليس له أعلمية علمية يشار لها بالبنان .. يا شيعة العراق العرب ويا مسلمو العالم ، هذا الرجل والذين يحيطونه ويسمونهم بالمرجعية الطائفية ليسوا سوى بيادق تتحكم بها مخابرات الدول العظمى والكبرى والإقليمية ، انتبهوا لحجم الكارثة ، انتبهوا لما آل اليه وضع العراق بسبب هؤلاء وفتاواهم التي لا تمت لمصالح الشعب بصلة على الإطلاق .. الآن تكشفت الكثير من الخبايا والزوايا المظلمة وبات الشعب على يقين من وجود هؤلاء الكارثة، ولا سبيل إلا بعزلهم وفضحهم ونبذ تصرفاتهم .. إنهم لصوص بإسم المذهب لصوص بإسم الدين، وكما يوضح تاريخهم انهم بنو مملكتهم المالية في بريطانيا بمليارات الدولارات أل الخوئي وآل السيستاني وآل الصدر وآل الحكيم .. استيقضوا من سباتكم واحموا بلدكم من الضياع ، إنها فرصتكم التاريخية التي تصنعونها بدمائكم وجهودكم ولا تنتظروا احداً يدافع عنكم او يحميكم ، إنكم مع كل الشرفاء في العالم ماضون من اجل حريتكم وخلاصكم الوطني.!!







الاربعاء ٢٦ رجــب ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة