شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن التغيير الديمغرافي القائم على تهجير أصحاب الأرض بشتى الطرق والوسائل، الذي تمارسه إيران بواسطة أذرعها الميليشياوية في بعض مناطق العراق جديداً، بل هو نهج ومخطط تسعى إيران لتنفيذه منذ سنة ٢٠٠٣، ليس في العراق فحسب بل مارسته في لبنان وتمارسه في اليمن وسوريا.

ما يحدث في الطارمية الان مخطط يشبه السيناريو الذي مارسته هذه الميليشيات تنفيذاً لرغبة إيران جرف الصخر، الذي تم اخلاءه من أهله ليصبح مكاناً مغلقاً خاصاً بالحرس الثوري الإيراني وبعض الميليشيات التابعة له.

إن تنفيذ المليشيات الولائية ممثلة بالحشد الشعبي الإيراني للهجوم على الطارمية يهدف إلى إشاعة الفوضى الأمنية بحجة عودة تنظيم الدولة وإحياء الطائفية وتهجيرهم لإفراغ حزام بغداد وإيجاد ذريعة لقتل أهلها واستخدام العنف واعتقالهم.

هذا التحرك ضد أهالي الطارمية هو من ضمن مخططات إيران في العراق ومساعيها للسيطرة على حزام بغداد وتحويلها ديمغرافياً لصالحها، بعد تهجير أهلها الأصليين، كما فعلت سابقاً في مناطق أبي غريب والمدائن في بغداد وخان بني سعد في ديالى وجرف الصخر شمال بابل.

إن إيران وميليشياتها الإجرامية تقوم بزرع الإرهاب في مناطق السنة والاستيلاء عليها وسرقتها وحرقها وتدميرها، بعد تحميل أهالي الطارمية مسؤولية بعض الأحداث الإرهابية التي تحدث، وهي في الحقيقة من صنع عملاء إيران لتجد ذريعة ومبرراً للتدخل بحجة محاربة الإرهاب، وهو ما يعطي الأحزاب القريبة من إيران مبررات للتهجير واللعب بورقة الطائفية.

فالحشد الشعبي الإيراني وميليشياته هم أذناب إيران بالعراق الذين يعملون على جعل الطارمية وكراً لميليشياتهم بعدما اتخذوا من جرف الصخر معسكراً لهم، وشردوا أهلها واغتصبوا بيوتها بذريعة مواجهة الإرهاب، كاشفين عن الأهداف الحقيقية للمليشيات الإيرانية في الطارمية.
وتعالت أصوات محسوبة على العراق مطالبة باستنساخ تجربة جرف الصخر بدعوى حل معضلة الإرهاب في الطارمية، وتحويلها إلى "منطقة منزوعة السكان" وتسليم ملفها الأمني للحشد الشعبي، دون السلطات الأمنية العراقية التابعة للحكومة، وهو ما يطرح تساؤلاً كبيراً عن موقف الحكومة والقانون من تلك الدعوات الصريحة لقتل وتهجير المواطنين من ديارهم.

إن ما تتعرض له الطارمية هو ذاته ما يتعرض له العراق كله، فأهل الطارمية هم العراق نفسه وهم نواة بغداد، وغيرهم عابرون، ويتوجب على كل العراقيين والشرفاء في العلم فضح مخططات أيتام المقبور سليماني لتحويل الطارمية إلى جرف صخر ثانية.

إن المعلومات التي تتوافر تباعاً تكشف أن أحداث الطارمية صنيعة الميليشيات الولائية التي تسيطر على الأمن في العراق، وأن قتل الضابط كان بسلاح الميليشيات المجرمة بغاية تهجير أهالي الطارمية لجعلها مثل جرف الصخر كما يصرحون علانية في إعلامهم.

وما يؤكد هذه المعلومات أن الطارمية مطوقة بالكامل من قبل الجيش والحشد الشعبي الإيراني ودخول أي عدو إلى المدينة لا يمكن إلا بالتواطؤ مع هؤلاء، وهو ما يؤكد أن الإرهاب الذي تتحدث عنه إيران وميليشياتها هو صنيعة إيرانية تزرعه في مناطق محددة لتعطي مبرراً للحشد الشعبي والميليشيات الولائية لاستباحة المناطق والاستيلاء عليها وسرقتها وحرقها وتدميرها.

إن تعميم الاتهام بالإرهاب على السكان الآمنين أسلوب فاشل لم يجلب للعراق إلا الفوضى، لتستكمل إيران وحشدها الشعبي تهجير العراقيين من مناطقهم وهو ما يأتي ضمن مشروع التغيير الديمغرافي الإيراني لمناطق العراق.

إن التحركات في الطارمية التي يقودها الكاظمي واجهزته هي ضمن التهجير الطائفي وتطهيرها من العراقيين العرب، مخطط صفوي إجرامي يمارسه الكاظمي بحجة مكافحة الإرهاب، وأن كل الصراعات التي تظهر للسطح بين الكاظمي وبين العصابات المليشياوية كذب في كذب وهدفها الأول والأخير هو التغطية على عمليات حزام بغداد وطرد أهلها منه.

إن اتباع إيران وميليشياتها للنهج الطائفي في الطارمية كما غيرها من المناطق العراقية هو الملاذ الأخير بعد تراجعهم شعبياً داخل العراق وهو أمر لا يخدمهم على المدى البعيد، لذلك وجدوا أن أفضل حل لهذه المعضلة هو إعادة الطروحات والمشاريع الطائفية والتخادم مع تنظيم الدولة والإرهاب؛ لتحقيق هذه الغاية وقد بدأوا من الطارمية.

إن ما يخطط للطارمية لجعلها منطقة خالية من السكان كما حصل في جرف الصخر يعتبر جريمة بحق الإنسانية بموجب المادة ( ٧ / د ) من قانون روما الأساسي، الذي يعتبر أن إبعاد السكان أو النقل القسري لهم من الجرائم ضد الإنسانية والتي تخضع لولاية المحكمة.




الجمعة ١٤ رجــب ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابن قاسيون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة