شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس عيبا أو مخجلا من أن يفقد الإنسان مالا أو ذهبا من الممكن تعويض ذلك إن صح القول , وليس خجلا أو محرما من أن يفقد الإنسان عزيزا عليه فهذه مشيئة ألله مشيئة ربانية لايمكن التحكم بها مهما كان .. ولكن من المخجل والمعيب ووصمة عار في الجبين لايمكن أن تمحى من أن يفقد الإنسان قيمه مثلما فقدته السلطة في العراق الجريح وعملائها وميليشياتها منذ وصولها بل وحتى قبل أن تطأ قدماها أرض الوطن محمولة على ظهور دبابات الإحتلال وعرباته لترتكب أقذر جريمة بحق الأوطان وأبشعها فعلة في التأريخ , سلطة فقدت قيمها وأخلاقها وكرامتها وحيائها ومثلها , وعندما تفقد أية سلطة تلك الأركان الأربعة تصبح لاقيمة ولامكانة لها أمام المجتمعات وبين الأمم التي تتعامل بإخلاص مع شعوبها دون المساس بطموحها وحقها الشرعي بتحقيق مطالبها الشعوب التي تصنع التأريخ وليس التأريخ يصنعها

, بصراحة بحثنا كثيرا عن وصف أو تعبير يتطابق مع طبيعة تلك السلطة.لكننا لم نجد تعبيرا يتطابق مع أخلاقياتها وعملائها سوى تلك التعابير التي تعبر عن حقيقة وواقع تلك النماذج لأنها الحقيقة الثابته التي لايمكن تجاهلها أو إخفائها , أما تجاهلها تعتبر جريمة كبرى وخيانة وطنية تحاسب عليها القيم تبقى دون شفيع .. ولكن أن مايثير الكثير من التساؤلات هو ليس حياء السلطة المفقود وإفتقارها إلى القيم والعرف الأخلاقي بسبب إنشدادها إلى الإجرام والإنتهاكات وسفك الدماء فحسب , .وإنما إندفاعها وعناصرها بتعبئة الحقد والغضب والتعصب مدعومة من المبررات المبتدعة من قبل منابرها الدينية الطائفية المتشددة لغرض تصعيد المعاناة والفوضى ليجدون بذلك ضالتهم , وخصوصا بتلك الممارسات ولخلق جو من التعصب لأعوانهم لغرض الإطاحة بأبناء الوطن المناهضين لسياستهم المخزية لكي يدفعون بالمجرمين لتمرير نهج تصفية الشباب الوفي لوطنه وتوجيه المرتزقة الصفوية والعملاء اللذين سخروهم لخدمتهم لإستباحة الشوارع والميادين وحتى الدور الآمنة بشتى الطرق والأساليب محاولة لتعميم واحدة من رسائلهم الارهابية إلى أبناء الوطن لتحطيم الطاقات وفرض معسكر النفوذ بطرق القوة والسلاح , إضافة إلى إسلوب السطو والحرمنة لنهب الثروات الذي أصبح ذلك كنموذج صارخ الذي تمثل عبر ١٨ عاما من سنوات الإحتلال بالظلم والفساد ومحاولة لتدمير جميع الفصائل المخلصة بتصعيد الإعتقالات العشوائية بحق شباب الوطن , أما إنعدام الإستقرار وإفتعال الطائفية الشاذة هدفها خلق الخلافات وتهديم الروابط الاجتماعية العراقية ودفع مراكز النفوذ الأجنبي لإسقاط هيبة الوطن وهدر كرامة الأسر وحتى داخل السجون التي تغص بالأبرياء والأحداث والنسوة .. ناهيك عن أنهم راحوا إلى أبعد مدى في تمزيق وحدة أبناء الوطن من خلال السياسة العدائية المقيته باتجاه تمييز طائفة على اخرى بسياسة ومنهجية مجرمة لم يعرفها تأريخ العراق , ناهيك عن تجويع غالبية أبناء الوطن كعقوبة جماعية لمواقفهم الوطنية إتجاه وطنهم محاولة إذلالهم بكافة الطرق والأساليب الرذيلة والمرفوضة
لايخفوا على أحد أن السياسة التي تنتهجها السلطة في العراق المحتل وهيمنتهاعلى مجرى الأمور في الوطن بدأت عن طريقة الإنتهاكات لتمرير نفوذها كما هو واضح بسياسة متخبطة , أما تركيبة طبقتها كان ولازال وسيبقى من المزيج الغير متجانس وجذورهم الفاسدة , .ومن خلال ذلك أكدت بأن تلك الطبقة.طبقة ليست مبهمة فحسب وإنما غريبة المعالم إضافة إلى سلوكيتها وعلاقاتها المشبوهة وإرتباطاتها التي تتناقض مع مصلحة الوطن ومستقبله على ضوء تعاملها وشكلها القمعي والدموي , أما عناصرها المتزاحمين على تلقي الرشاوى ومضاعفة نصيبهم من الفساد أصبحت عملية تمارس ليل نهار مثلما بدأت منذ اليوم بل الساعة الاولى من الإحتلال إلى جانب الممارسات والإنتهاكات الاخرى والمتعددة التي أصبحت تشكل المثلث الذي إتجهت اليه السلطة دون مراعاة مصلحة أبناء الوطن بتنفيذ مطالبهم التي تعد مسألة شرعية وحتمية لاتقبل الجدال .. وهذا مايدل على أن تلك المنظومة أو الطبقة الفاسدة جردت تأريخيا من أية أبعاد وطنية أو شعور بألمسؤولية , وهنا يكمن تفسير تلك الممارسات وتلك المواقف بأنها مواقف خيانيا تضاف الى خيانتهم ألتي أدت ألى غزو وإحتلال الوطن وتآمرهم على أبنائه .. أما تصعيد الأحداث لتتوفر لهم الفرصة للإرتزاق اللاأخلاقي نتيجة خبراتهم التي إكتسبوها ابان سمسرتهم وعمالتهم للأجهزة الفاشية المعادية للوطن تضاف إلى صفحة فسادهم المعروف ناهيك عن إنتهاكاتهم والتي لاتقل إجراما عن إجرام الفاشية بحق الشعوب والأوطان

لقد بات بل أصبح ضروريا تعبئة القوى الجماهيرية التي تقع على عاتق القوى الوطنية من أجل تصفية الوجود المجوسي الصفوي والأجنبي على أرض الوطن وإسقاط السلطة وعملائها , .وكان ذلك ومنذ بداية الغزو والإحتلال ولازال مطلبا ملحا وسيبقى ولابد منه بإزاحة تلك السلطة أو إجبارها على الرحيل بكافة الطرق منها طريق القوة والقضاء على الواقع الفاسد لإسقاط النهج العدائي والسلوكية السلبية المتمثله بتصعيد المعاناة التي حولت المسار الصحيح الذي إنتهجته القيادة الوطنية ماقبل الغزو والإحتلال وضح المناضلون من أجله .. وإبقاء السلطة ونهجها والمحنة الهائلة على يد الدمويين والفاشيين يعني الرضوخ لجميع محاولات السلطة بإنتزاعها شرعية حقوق أبناء الوطن والمضي بإرهابها لتحشوا آذان المواطنين بدجل تياراتهم المدعومة من قبل النظام المجوسي الإيراني المعادي للعراق وأبنائه من خلال منابرها العميلة , ونجد أن الأوضاع السائدة في الوطن ستبقى عاملا بهدر الطاقات والإمكانيات مالم تتجه القوى الوفية بإتجاه التعبئة الجماهيرية وتأطيرها وحتى تسليحها إن دعت الضرورة لتغيير الواقع المأساوي والمؤلم المفروض على الوطن وأبنائه .. والسلطة التي تتسبب بنزف الدماء ونحر الوطن ماهي إلا سلطة لاتفتقر إلى الحياء فحسب وإنما تفتقر إلى القيم والنزاهة والأخلاق





الاحد ٢٤ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة