شبكة ذي قار
عـاجـل










محادثة هاتفية يوم ٢٧ كانون الثاني ١٩٧٩ أخبر وزير الدفاع هارولد براون الجنرال هويسر بشأن رسالة الخميني السريّة ومناقشاته مع الرئيس كارتر حول هذا الموضوع أوضح براون لهويسر أنَّ عودة الخميني كانت مجرد مسألة تكتيكية منوطة بالسلطات الإيرانية ، كانت الإدارة الأمريكية ممتنة أن الخميني وافق على وسائل اتصال مباشرة وتمنى مواصلة المحادثات ، وفقًا لنسخة رُفعت عنها السرية من مسودة رد واشنطن على الخميني حذّرت الاستجابة المقترحة الخميني من إقامة حكومته ، وأكّدت على أنّه يجب حل الأزمة من خلال الحوار مع السلطات الإيرانية ، تمّ إرسال النص إلى السفارة الأمريكية في طهران من أجل معرفة رد الفعل حيث انتهى بها الأمر على الرف ولم تصل إلى الخميني في فرنسا ولكن هذا لم يكن له أي أهمية ، حيث كان الخميني في طريق عودته إلى إيران وصل الخميني إلى مطار طهران صباح يوم ١ شباط ١٩٧٩ حيث الآلاف من المؤيدين وفي غضون أيام قليلة ، عيّن رئيس وزراء منافس في ذلك الوقت ، لم يكن لدى الجيش أي مشاكل أساسية مع تغيير شكل الحكومة ، وطالما أنَّ التغيير تمّ بشكل قانوني وتدريجي وذلك وفق ما جاء في تقرير في ٥ شباط عام ١٩٧٩ نشرته وكالة المخابرات المركزية في عام ٢٠١٦ ، في هذه المرحلة تآكل تماسك الجيش بشكل كبير وكان العديد من صغار الضباط والجنود المجنّدين يؤيدون الخميني لم تكن القيادة العسكرية مستعدة لحرب أهلية شاملة ومن وراء ظهر بختيار ، عقدت اجتماعًا طارئًا وأعلنت الحياد لقد استسلموا في الواقع وهرب رئيس وزراء الشاه لإنقاذ حياته ، اليوم الذي فاز فيه الخميني بثورته الأولى ، لم يكن الرئيس كارتر في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع ذهب إلى كامب ديفيد وفي صباح يوم الأحد ١١ شباط ١٩٧٩ كان كارتر ووزير خارجيته في الكنيسة ، ولم يكن من الممكن الوصول إليهما ويعتقد الكثيرون أن إدارة كارتر التي عانت من فشل استخباراتي وانقسام داخلي ، كانت إلى حد كبير مجرد مراقب سلبي للزوال السريع للشاه ولكن من الواضح الآن أنّه في المراحل النهائية للأزمة ، عززت أمريكا رهاناتها من خلال الحفاظ على قدم ثابتة في كلا المعسكرين على أمل هبوط ناعم بعد سقوط نظام الشاه ومع ذلك ، اتضح أنَّ مناورة كارتر كانت مجرد خطأ جسيم ، إذ تمّ التغاضي عن الخطر الحقيقي ، والتقليل من طموحات الخميني وإساءة قراءة تحركاته وعلى عكس كارتر ، واصل الخميني استراتيجية وخطط لإقامة جمهورية إسلامية وفقا لنظرية ولاية الفقيه التي يعتنقها ويعمل من اجل استثمارها في انبعاث الإمبراطورية الفارسية الصفوية الجديدة من خلال شعار تصدير الثورة والتي هي استنباط من مفهوم الحكومية اللاهية التي جاء بها الاخوان المسلمين ، وتعاون مع أمريكا وقدّم لها وعود فارغة وفهم نواياها وسار نحو تحقيق حلمه في النهاية وبعد أقل من عام أعلن الخميني في الوقت الذي كان يسيطر فيه على بعض المسؤولين الأمريكيين وعشرات من الأمريكيين آخرين خلال أزمة الرهائن الإيرانية (( أمريكا لا يمكن أن تفعل شيئًا )) وبعدها احتفل بالذكرى السنوية الأولى لفوزه مع إعلان كبير إيران ستحارب الإمبريالية الأمريكية في جميع أنحاء العالم وفي النهاية قال الخميني (( سوف نصدر ثورتنا للعالم كله إنها ثورة إسلامية )) وما زلنا نسمع هتافات (( الموت لأمريكا )) في إيران كما صوّت البرلمان الإيراني للحفاظ على هذا الشعار في شباط الماضي لذلك من الطبيعي الشعور بالدهشة تجاه الكشف عن أنَّ زعيم خميني كان منفتحًا حتى وإن كان سرًا إزاء التعاون مع أمريكا في عام ١٩٦٣ و١٩٧٩ ، ومع ذلك ، فإنَّ نظرة أكثر تفصيلًا في مجرى التاريخ بعد توليه السلطة والمسار الذي استمر حتى بعد وفاته في عام ١٩٨٩ يروي لنا قصة مختلفة ففي فترة الثمانينات كانت أمريكا أو (( الشيطان الأكبر )) هي العدو اللدود لإيران كما يدعي النظام وادواته إعلاميا" ، ولكن الخفي وما انكشف حيث أمريكا ساعدت على إعادة إمداد وإعادة تسليح إيران في حرب الثماني سنوات المفروضة على العراق فيما أصبح يعرف باسم فضيحة - إيران كيت - هذا قد يصدم الذين آمنوا بالستار الزائف المناهض أمريكا الذي يدحض حقيقة أن إيران في عهد الشاه قبل عام ١٩٧٩ وتحت الملالي المتطرفين بعده حاولت دائمًا التعاون مع الإمبرياليين قد يكون من المفاجئ للبعض أن المساعدات الأمريكية لإيران خلال الحرب بين إيران والعراق تمّ تسهيلها من جانب آخر من عدو لدود آخر إيران كما يدعي نظام الملالي وادواته وهي (( إسرائيل )) ، لقد خدع (( محور المقاومة )) الإيراني الفارغ العديد من الذين ليسوا على دراية بتاريخ المنطقة والذين يعتمدون على وسائل الإعلام الرئيسية لتلقي المعلومات ، من خلال إظهار الوقوف في وجه الغرب ، واستغلال مشاعر المسلمين والإعلان في كل مرة تتبرع فيها ببنس واحد للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني ، خدعت إيران الملايين ببراعة تامة ومع ذلك سقط القناع في هذه الأيام والحفلة التنكرية توشك على الانتهاء ، مع كل المشاركين في هذه الساحة الدولية يكشفون عن حقيقتهم ، إيران ليست صديقة للمظلومين ولا هي عدو للظالمين ، إيران ليست المنقذ لكرامة المسلمين ، إيران ليست مسكن المعاناة والبؤس والجوع في أفقر البلدان ذات الأغلبية المسلمة المحرومة في عالمنا اليوم تحت حكم الملالي

يتبع بالحلقة الخامسة





الثلاثاء ١٩ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة