شبكة ذي قار
عـاجـل










قال الخميني للزائر الأمريكي وارن زيمرمان المستشار السياسي في السفارة الأمريكية في فرنسا في ٥ كانون الثاني ١٩٧٩ وحثّه على نقل رسالته إلى واشنطن (( يجب ألّا يكون هناك أي خوف بشأن النفط ، ليس صحيحًا أننا لن نبيع النفط للولايات المتحدة )) ، نقل الزائر رسالة الخميني وأرسل الملاحظات إلى السفارة الأمريكية وفي اجتماع مهمّ في غرفة العمليات في البيت الأبيض يوم ١١ كانون الثاني ١٩٧٩ توقّعت وكالة المخابرات المركزية أنَّ الخميني سيتراجع ويسمح للرجل الثاني في القيادة محمد بهشتي بإدارة الحكومة ويرى المسؤولون الأمريكيون - أنَّ بهشتي سياسي نادر ورجل الدين واقعي يتحدث الإنجليزية تلقى تعليمًا جامعيًا لديه خبرة من العيش في الغرب ، وتربطه علاقات وثيقة بالخميني - باختصار كان هو الشخص المناسب الذي يمكن أن تتفاوض معه أمريكا ، وقال رئيس مكتب استخبارات وزارة الخارجية آنذاك فيليب سـتودارد (( نحن نقلّل من قـدر الخميني إذا اعـتبرناه مجرد رمـز للتعليم المنفصل ومعارض لـحقوق المرأة   )) شعر الرئيس كارتر بارتياح شديد بعد وصول الجنرال هويسر إلى طهران ، لقد كان هويسر بارعًا في اتباع الأوامر ، وكان يحظى بثقة القادة العسكريين الإيرانيين بعد وصوله إلى طهران ، كانت مهمة هويسر هي معرفة آراء كبار ضباط الجيش وإقناعهم بوضع هيبتهم جانبًا ومقابلة بهشتي كانت الولايات المتحدة تعتقد أنَّ مثل هذا الاجتماع سيؤدي إلى ( توافق ) الجيش مع الخميني وللمساعدة في كسر حالة الجمود ، تغاضى الرئيس كارتر عن مكانته الخاصة وفي مساء يوم ١٤ كانون الثاني ، أرسل وزير الخارجية الأمريكي سايروس فانس برقية إلى سفارتيّ الولايات المتحدة في باريس وطهران (( لقد قررنا أنّه من المستحسن إنشاء قناة أمريكية مباشرة بحاشية الخميني )) وبوشر بالتفاوض السري بين خميني ومن يمثله والإدارة الامريكية في ظهر يوم ١٥ كانون الثاني ١٩٧٩ وصل المستشار السياسي وارن زيمرمان من السفارة الأمريكية في فرنسا في فندق هادئ في بلدة نوفل لوشاتو خارج باريس ، حيث يعيش الخميني وكان زيمرمان قد اقترض سيارة رئيسه البيجو التي لا تحمل لوحات دبلوماسية ، لتجنب تعقبه وقال زيمرمان (( دخلت وكانت هناك غرفة طعام كبيرة فارغة ورجل يجلس على طاولة ، وكان هذا الرجل هو إبراهيم يزدي كبير مستشاري الخميني ، وهو طبيب إيراني أمريكي وقال أحد سكّان هيوستن بولاية تكساس إنَّ يزدي تربطه علاقات مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن من خلال عميلة قام بها ريتشارد كوتمان ، عميل سابق لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كان قد تحوّل إلى باحث ليبرالي ، مناهض الشاه إقامة صلة مباشرة مع الخميني كانت مسألة حسّاسة للغاية إذا تمّ الكشف عنها ، سيجري تفسيرها على أنها تحوّل في سياسة الولايات المتحدة ، وهي إشارة واضحة للعالم كله أنَّ واشنطن تتخلى عن صديقه القديم الشاه يوم ١٧ كانون الثاني ١٩٧٩ ، كتب الرئيس كارتر في مذكراته أنه كان يضغط بقوة لإبقاء الخميني خارج إيران ولكن في اليوم التالي أخبرت إدارته الخميني أنّها ليس لديها مشكلة مع عودته إلى إيران )) وبالفعل بدأت إدارة كارتر محادثات سريّة مع الخميني بهدف التوصل إلى اتفاق مضلّل بين آية الله والجيش.

ومن الممكن أيضًا أنهم أرادوا إبطاء زخم الخميني أو معرفة نواياه. ولكن انتهى بهم المطاف بعدم تحقيق أي من تلك الأهداف أراد الخميني نصرًا حاسمًا ، وليس مجرد صفقة ولكن العلاقة التكتيكية مع واشنطن أفادته كثيرًا الخميني ، في الواقع ، كانت لديه مجموعة من الأسئلة الأساسية لتحديد التزام كارتر تجاه نظام الشاه وتوجيه الجيش الإيراني لقد كانت أكبر مخاوف الخميني هي أن أمريكا كانت على وشك القيام بانقلاب في اللحظة الأخيرة لإنقاذ الشاه.وبدلًا من ذلك، تلقى إشارة واضحة أن الولايات المتحدة ترى أن الشاه انتهى، وتبحث عن وسيلة لحفظ ماء الوجه لحماية الجيش وتجنب استيلاء الشيوعيين على السلطة ، وردت واشنطن على أسئلة الخميني حول مستقبل النظام الملكي وتوجيه الجيش والآن جاء دور آية الله أرادت إدارة كارتر معرفة مستقبل مصالح الولايات المتحدة الأساسية في إيران الاستثمارات الأمريكية ، وتدفق النفط والعلاقات السياسية والعسكرية ، ووجهات النظر حول الاتحاد السوفيتي ، أجاب الخميني عن تلك الأسئلة خطيًا في اليوم التالي ، وأرسلها مع يزدي وكتب الخميني (( سنبيع نفطنا لمن يشتريه بسـعر عادل وسـوف يستمر تدفق النفط بعد قيام الجمهورية الإسـلامية ، باسـتثناء بلدين جنوب أفريقيا وإسرائيل )) الجمهورية الإسلامية ، على عكس نظام الشاه ، لن تكون بمثابة شرطي دول الخليج ، لكنها لن تدخل في أعمال تصدير الثورة كذلك وفي هذا السياق قال الخميني (( لن نطلب من الشعوب في السعودية والكويت والعراق أن يطردوا الأجانب من بلادهم )) ، لقد أثارت الفوضى في إيران قلق معظم الدول العربية المجاورة التي كانت تخشى أنه بعد سقوط الشاه سوف تسيطر الجماعات الماركسية المسلّحة على إيران ، وخلص تقييم وكالة المخابرات المركزية إلى أنَّ المحافظين العرب وجدوا أنّه من الصعب تصديق أنَّ الخميني أو النظام المرتبط بأفكاره يمكن أن يشكّلوا حكومة دائمة في إيران ، لكن آية الله سرعان ما قضى على جميع الجماعات الماركسية التي دعمت نضاله وقبل تصفية اليسار أطاح الخميني وأتباعه المتطرفين بالمعتدلين ، بما في ذلك يزدي ، على أساس أنهم كانوا من المؤيدين للولايات المتحدة وليسوا ثوريين حقيقيين في الواقع ، كان لدى الخميني ثلاثة طلبات : تمهيد الطريق لعودته ، الضغط على الحكومة الدستورية للاستقالة وإجبار الجيش على الاستسلام ، وحذّر أيضًا أنه إذا انهار الجيش ، فإنَّ أتباعه سيوجهون العنف ضد المواطنين الأمريكيين في إيران

يتبع بالحلقة الرابعة






الاحد ١٧ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة