شبكة ذي قار
عـاجـل










شن المنبطحون امام المنهجية الخمينية الخامنئية حملتهم الشعواء وحتى شيطنة من كتب او حلل او علق على المتغير الذي حصل في ايران في ١١ شباط ١٩٧٩ مخابراتيا" وجاء بالملالي الى دست الحكم في ايران بدلا من العصا الغليظة الشاه التي انتهت مهمتها والتي أصبحت لا تؤدي الدور الذي يتوافق والمتغيرات الدولية وخاصة بدء انهيار المعسكر الاشتراكي واتجاه الاتحاد السوفياتي الى التفكك بل الصراع المسلح فيما بين الجمهوريات المستحدثة ما بعد الانهيار ببواعث قومية او اقتصادية او سياسية ، وعندما رفعت المخابرات الأميركة السرية عن الملف الإيراني حدث الزلزال السياسي في نفوس اؤلائك المنبطحون واخذوا يكذبون ويبررون من اجل حفظ ماء وجوههم واستمرار الخداع والدجل ، المدعي بانه زعيم الثورة الإيرانية روح الله خميني حاول أن يتودد لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ففوجئ العديد من المراقبين للأحداث في الشرق الأوسط بالوثائق التي تكشف أنَّ مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني تواصل سرًا مع الإدارة الامريكية للحصول على المساعدة والتعاون عندما كان في منفاه بفرنسا وذلك قبل وبعد حصول التغيير في النظام الإيراني عام ١٩٧٩ ، في ٢٧ كانون الثاني ١٩٧٩ أرسل الخميني ما يسمى بمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرجل الذي وصف أمريكا بــ الشيطان الأكبر رسـالة سـريّة إلى واشـنطن من منزله في المنفى خارج باريـس {{ عرض فيها صفقة على إدارة كارتر ، وقال إنَّ القادة العسـكريين الإيرانيين يسـتمعون إليكم ، ولكن الشـعب الإيراني يتبع أوامري ، فاقترح الخميني أنّه إذا اســتخدم الرئيس جيمي كارتر نفوذه على الجيـش لتمهيد الطريق لتوليه السـلطة سـيقوم بتهدئة الأمة ، وبالتالي اسـتعادة الاسـتقرار وحماية مصالح أمريكا والمواطنين في إيران }} ، في ذلك الوقت كان المشهد الإيراني فوضويًا للغاية حيث اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن وأُغلقت المحلات التجارية وتمّ تعليق الخدمات العامة وفي الوقت نفسه أوقفت الإضرابات العمّالية تدفق النفط مما هدّد المصالح الغربية الحيوية ، نجح كارتر في إقناع حاكم إيران الأوتوقراطي محمد رضا بهلوي المعروف باسم الشاهنشاه البهلوي بمغادرة البلاد لقضاء إجازة في الخارج تاركًا وراءه رئيس وزراء لا يحظى بشعبية كبيرة ، وجيش عبارة عن قوة من ٤٠٠ ألف رجل مع اعتماد كبير على الأسلحة والمشورة الأمريكية في حالة من الفوضى ، خاف الخميني من الجيش الغاضب لأنَّ كبار قادته كانوا يكرهونه ، والأكثر إثارة للقلق أنهم كانوا يجتمعون يوميًا بجنرال أمريكي من القوات الجوية معروف باسم روبرت هويسر ، الذي أرسله الرئيس كارتر في مهمة غامضة إلى طهران ، عاد الخميني إلى إيران بعد ١٥ عامًا قضاها في المنفى وجعل عُطلة الشاه دائمة وكان له مطلب شخصي في أول رسالة شخصية ، أخبر الخميني البيت الأبيض أنّه لا داعي للذعر من احتمال خسارة حليف استراتيجي منذ ٣٧ عامًا ، وأكّد أنه سيكون صديقًا للولايات المتحدة أيضًا )) سترون أننا لا نحمل أي عداء خاص تجاه الأمريكيين )) ، 

هكذا قال الخميني وتعهّد بأنَّ الجمهورية الإسلامية ستكون (( دولة إنسانية وستعمل في صالح قضية السلام والهدوء للبشرية جمعاء )) رسالة الخميني هي جزء من مجموعة من الوثائق التي كشفت عنها الإدارة الأمريكية ما بعد حادثة السفارة الامريكية واخذ دبلوماسيين امريكان رهائن والتي تضم بعض البرقيات الدبلوماسية والمذكرات السياسة ومحاضر الجلسات وتحكي قصة غير معروفة إلى حد كبير حول العلاقة السريّة بين أمريكا والخميني رجل الدين الغامض الذي ألهم الأصولية الإسلامية المعادية للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم تصف هذه القصة بشكل تفصيلي كيف توسط الخميني في عودته إلى إيران باستخدام لهجة من الاحترام والمرونة تجاه أمريكا الأمر لم يتم الكشف عنه من قبل في الواقع ، كانت رسالة الخميني الى كارتر تتويجًا لأسبوعين من المحادثات المباشرة بين رئيس هيئة الأركان وممثل عن الإدارة الامريكية في فرنسا في عملية سريّة ساعدت في تمهيد الطريق لعودة الخميني لإيران والصعود السريع للسلطة ، وعقود من التوترات الشديدة بين إيران وأمريكا في السردية الرسمية الإيرانية للثورة ، تحدى الخميني أمريكا بعد هذه الرسائل وكما ادعى هو واتباعه بانه هزم (( الشيطان الأكبر )) في جهود مستميتة للحفاظ على إبقاء الشاه في السلطة لكنَّ الوثائق تكشف أنَّ الخميني كان يعمل مع أمريكا أكثر مما اعترفت به أي حكومة في أي وقت مضى ، وبعيدًا عن تحدى أمريكا كان الخميني يتودد لإدارة كارتر ، ويرسل إشارات هادئة تشير إلى أنّه يريد إجراء حوار ومن ثمّ يصوّر جمهورية إسلامية حافظة لمصالح الولايات المتحدة ، حتى يومنا هذا يزعم مسؤولي إدارة كارتر أنَّ واشنطن وعلى الرغم من الانقسام الحاد بشأن مسار العمل دعمت الشاه وحكومته وعملت من اجل اعادته الى حكم ايران بعد امتصاص الغضب والغليان في الشارع الإيراني ، لكن الوثائق تُظهر سلوك أكثر دقة من جانب الإدارة الامريكية من وراء الكواليس فبعد يومين فقط من مغادرة الشاه طهران ، أخبرت أمريكا مبعوث الخميني بأنها توافق - من حيث المبدأ - على فكرة تغيير الدستور الإيراني ، وإلغاء النظام الملكي وقدّمت لخميني معلومة هامّة تقول (( بأنَّ القادة العسكريين الإيرانيين أصبحوا أكثر مرونة بشأن مستقبلهم السياسي )) ، ما حدث قبل أربعة عقود بين أمريكا والخميني ليس تاريخًا دبلوماسـيًا فحسب لقد كانت لدى أمريكا رغبة في عقد صفقات مع ما تعتبرها الجهات البراغماتية (( أن يبحثوا عن الطرق و أن يفعلوا الأشياء التي تحقق أهدافهم بشكل أفضل لمساعدتهم على تحقيق غاياتهم المرغوبة )) داخل الجمهورية الإسلامية حتى يومنا هذا وكذلك الإرث المناهض بشدة لأمريكا الذي تركه الخميني لإيران ، وهذه ليست المرة الأولى التي يتواصل فيها الخميني مع واشنطن في عام ١٩٦٣ ظهر الخميني باعتباره من أشد المنتقدين للشاه في حزيران من نفس العام ألقى خطابًا شديد اللهجة وصب جام غضبه على الشاه وكان يتعرض لضغط شديد من إدارة كينيدي

يتبع بالحلقة الثانية





الاثنين ١١ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة