شبكة ذي قار
عـاجـل










ما زال بعض المخدوعين ينكرون علاقة الإخوان بإيران ويتغاضون عن الحقائق التاريخية التي تثبت تلك العلاقات الوطيدة التي تمتد جذورها إلى زمن مؤسس جماعة الاخوان المسلمين ، وهذه العلاقة أثبتها قياديون في جماعة الإخوان نفسها منهم رجل الأعمال الثري الذي يقيم في إيطاليا يوسف ندا وهو مسؤول العلاقات الدولية للإخوان وقد ذكر في قناة الجزيرة في لقاء مع الإعلامي أحمد منصور {{ أنهم كانت لهم زيارات وتنسيق مع الخميني لما كان مقيماً في باريس ويعد العدة للقيام بثورته في إيران ، وهو الذي اختار لنفسه اسم المرشد تأسياً بالإخوان }} ، العلاقات الإخوانية الإيرانية قديمة وترجع بداياتها إلى العام ١٩٣٨ والى الآن فقد كشف ثروت الخرباوي عن وثيقة تاريخية بقيام الخميني عام ١٩٣٨ بزيارة المقر العام لجماعة الإخوان المسـلمين وتشـير هذه الورقة إلى لقاء خاصّ تمّ بين المرشـد الأول للجماعة حسـن البنا والخميني الذي أصبح فيما بعد - الخميني مفجر (( الثورة الإيرانية )) - وعندما تبنى الأزهر الشريف سياسية التقريب بين المذاهب زار رجل الدين الإيراني محمد تقي القمي مصر والتقى حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان وشارك الرّجلان في اجتماعات التقريب بين المذاهب ، ولكن الأمر كان أساسا للتنسيق حول إمكانية القيام بثورة إسلامية هنا أو هناك تكون الحاضن للتنظيمات الأخرى وتدعم المشـروع الإسلامي ، ويقول الباحث الدبلوماسي الإيراني عباس خامة يار {{ تعود العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وإيران إلى زمن مؤسس الإسلام السياسي سيد قطب فقطب الإخواني يعدّ دون مبالغة من مؤسسي (( الخمينية )) التي قادت اليوم إلى حكم ولاية الفقيه بل إنّ حسن البنا أول مرشد لحركة الإخوان ، كان أحد أبرز دعاة التقريب بين المذهبين السني والشيعي ، الأمر الذي أطلق فكرة التقارب بين الإسـلام السياسي السني ممثلا في الإخوان والإسـلام السياسي الشـيعي ممثلا في إيران ويذكر علي خامنئي الولي الفقيه الذي ورث قيادة إيران السياسية والروحية من الخميني في بياناته الشخصية أنّه هو من قام بنقل فكر سيد قطب الإخواني المصري إلى الفارسية وخاصّة كتاب (( مستقبل هذا الدين )) وكتاب (( الإسلام ومشكلات الحضارة )) ، وهي الان من كتب مرجعية التي تدرس في مدارس الحوزات الشيعية في قم بل إنّ لقب (( المرشد الأعلى )) هو لقب مشترك بين أعلى سلطة في الإخوان وأعلى سلطة في إيران }} ، ومن الأمور التي لابد من الإشارة اليها شهدت الثورات العربية تراجعا واضحا في دور وفاعلية قوى إقليمية عربية تقليدية وهذا ناتج عن حجم التأمر والتعرض الى الحركة الجماهيرية العربية من قبا أعداء الامة والشعوبيين والكاتب سعد بن عبدالقادر القويعي كتب في موضوع جدلية العلاقة بين إيران وجماعة الإخوان فقال {{ تعلم إيران أن التحالف مع الأقوياء ، هو الذي سيجلب لها امتيازات في المنطقة ، حتى وإن غابت تفاصيل تلك العلاقة بين منهجي الإسلام السياسي عند فريق الإخوان المسلمين إلاّ أن نقطة العداء للغرب ، ستكرس فرضية التقاء الطرفين ، هذا من جهة ومن جهة أخرى ، حاجة مصر - في الوقت الحالي - إلى الدعم الاقتصادي والاستثمارات الخارجية بقوة يشهد لذلك ما أكده نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان لصحيفة السياسة الكويتية بأن طهران (( تشعر بالارتياح لوصول الإخوان إلى أماكن متقدمة في قيادة بعض الدول العربية بعد اكتساحهم نتائج الانتخابات البرلمانية كما حدث في تونس ، ومصر ، والمغرب )) ثم إنّ القاسم المشترك بين الطرفين ، هو إحياء مشروع الأممية الإسلامية كأيديولوجية ، تحكم كل أوجه الحياة السياسية ، والاقتصادية والاجتماعية وإن اختلفت ذهنيتهما في التفاصيل }} وبفعل الهجمة التي تعرضت لها الامة العربية عبر تاريخها ومازالت نرى ان هناك متغيرات لصالح ايران وتركيا على حساب المصلحة القومية العربية وامال الشعب العربي وقد تناول الكاتب ياسر قطيشات الموضوع تحت عنوان (( إيران وثورات الربيع العربي )) بما يلي {{ لقد صاحبت الثورات العربية تراجعا واضحا في دور وفاعلية قوى إقليمية عربية تقليدية ، خاصة الدور المصري إبان العقد الأخير من حكم الرئيس حسني مبارك في عديد من ملفات المنطقة المهمة ، وبالمقابل تزايد دور قوى إقليمية جديدة في المنطقة ، لتحل تركيا وإيران - على سبيل الحصر - على حساب قوى عربية أخرى وهو ما كان جليا في عديد من المشاهد الإقليمية ، سواء خلال حرب لبنان عام ٢٠٠٦ ، أو في حرب غزة نهاية عام ٢٠٠٨ والحصار (( الإسرائيلي )) لقطاع غزة ، والتعدي على أسطول الحرية ، الأمر الذي ساهم في رفع رصيد تلك القوى عربيا وإسلاميا كما أظهرت نتائج استطلاعات الرأي العام العربية خلال تلك السنوات ، وواكب تلك المرحلة دخول الطرفين العربي - الإيراني في مرحلة اختبار جديدة ازدادت ضبابية مع انطلاق ثورات الربيع العربي منذ نهاية العام ٢٠١٠ خاصة مع صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم في عدد من الدول العربية }}

يتبع بالحلقة الثانية





الثلاثاء ٥ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة