شبكة ذي قار
عـاجـل










سقوط نظام مبارك ونجاح حزب الله اللبناني في تهريب عناصره من السجون المصرية الذين حضروا الاحتفالية في الضاحية الجنوبية يعني ان ثورة مصر وتونس لم تكن وحدها في نطاق اهتمام حزب الله ، فامتداد الثورات العربية التي بدأت تزهر في أكثر من عاصمة وخاصةً في البحرين وسوريا على أبواب لبنان تحديداً وضع الحزب أمام مواقف صعبة ووفق المصالح الإيرانية التي يؤديها حسن نصر الله الذي لم يتردد بالإعلان بان كل تسليحه ومعاشه .. الخ من ايران وهنا لابد من الإشارة الى أنّ إقصاء صوت (( الشيعة العرب )) المنتمين لعروبتهم من قِبلِ التابعين للتشيع السياسي الإيراني ، لا يعني أنّ إيران وقياداتها الدينية والسياسية ولية على الشيعة خارج حدودها الجغرافية لإيران ، وأنّ الشيعة ليسوا خاضعين لمرجعية دينية أو سياسية محددة وإنّ ما تحدث به المرحوم هاني فحص أو المرجع العلامة علي الأمين أو الشيخ صبحي الطفيلي الذي كان أميناً عاماً لحزب الله اللبناني عام ١٩٨٩ وتمت إقالته لأسباب تتعلق بخلافاته مع إيران ورفضه العلني لهيمنت المرشد على حزب الله والتدخل بالشأن اللبناني ، أو مرجعية السيستاني التي ترفض أي مرجعية شيعية دينية سوى تلك الموجودة في العراق نفسه ، وغيرهم كالمرحوم علي شريعتي المفكر الإيراني الذي اغتيل عام ١٩٧٧ لفكره التنويري ونقده انحراف المرجعيات الشيعية عن مسارها ، عمد الإعلام الإيراني وإعلام أتباعه كحزب الله ومنظمة امل والمليشيات الولائية بمختلف مسمياتها إلى تشويه صورهم وشيطنتهم كشيعةٍ عرب واتهامهم بالكفر أو الولاء للغرب أو أنّهم (( أعداء المقاومة والممانعة )) وهو ما تنتهجه إيران اليوم وينتهجه حزب الله خصوصاً في الخليج العربي حيث تحاول إيران التقرب من دولٍ بعينها من خلال قراءة خاصة للأزمة الخليجية تعتمد المصلحة والتخريب كعلاقتها مع قطر ، كما تمد يدها للحوثيين في اليمن ، وتدعمهم بالمال والسلاح ، حتى يبقوا مهددين للسعودية والإمارات والبحرين ، والوطن العربي بالمحصلة الحالية تقوم بتوظيف القضية الفلسطينية في الخطب الاستعراضية لحزب الله والحوثيين ، متهمة العرب بالتقصير والخيانة مكتفية بشعارها الفاقع (( الموت لأمريكا وإسرائيل )) في محاولةٍ لجعل الطريق المزعوم إلى فلسطين ينحرف تجاه أطماعها التوسعية لإحياء الإمبراطورية الفارسية الصفوية البغيضة كشعارهم الذي رفعه خميني تحرير القدس يمر عبر بغداد وهو يلوح بعبائته التي تضلل الخارطة العراقية والكل يتذكر الرد الشجاع الذي رد به الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله واسكنه عليين على ادعاء خميني عندما قال {{ لتمر القوات الإيرانية نحو فلسطين من عاصمتنا الحبيبة بالحالة التي تسقط مخططكم الخبيث الذي لا نجد فيه صدق وعزم تحرير ثالث الحرمين من براثن الاحتلال الصهيوني }} ، أو من خلال الجنوب اللبناني والجولان كي يكون لها موطئ قدم وقواعد عسكرية متقدمة لتحقيق هدفها التوسعي وليس كما تدعيه تحرير فلسطين العربية ، لا يفصل التواجد الإيراني وحزب الله عن ساتر الدفاع الصهيوني في الجولان المغتصبة ومزارع شبعا سوى بعض المئات من الأمتار ولم نرى او نسمع فعلا إيرانيا او ذراعها حزب الله سوى الفقاعات المتفق عليها والمعدة لغرض ادامة الادعاء والشعارات الغير صادقه ، أو ادعاء الملالي دعمهم المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس والذي ما هو الا توافق سياسي لان منبعهم واحد وكما اشرت في الحلقات السابقة التي بينت فيها العلاقة بين الخمينية والاخوان المسلمين واليوم انكشف الامر وبيح بالسر من قبل احد قادة حرس خميني { الثوري } عندما قال بتغريدته - ان سلاح المقاومة في لبنان واليمن وغزه هو خط الدفاع الأول الإيراني - ، يقول الدبلوماسي الإيراني عباس خامه يار برسالة الماجستير التي اجيزت وطبعت ككتاب بعنوان - إيران والإخوان المسلمين - صدرت طبعته العربية الأولى عن مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق في بيروت سنة ١٩٩٧ (( فإيران التي صدر عنها الكثير من التصريحات الداعمة للقضية الفلسطينية ، صدر عنها أيضا الكثير مما يؤذي هذه القضية ، مثل دعمها لنظام سوريا النصيري الذي ارتكب المذابح ضد الفلسطينيين في لبنان ، كما أن الحركات الشيعية المدعومة من إيران وسوريا وخاصة حركة أمل هي الأخرى ارتكبت بحق الفلسطينيين مذابح يندى لها الجبين كما في حرب المخيمات سنة ١٩٨٥ ، وإذا أضفنا إلى ذلك التعاملات السرية بين إيران ، والدولة اليهودية فيما عرف بـ " إيران غيت " خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية ( ١٩٨٠ ـ ١٩٨٨ ) علمنا أن الدعم الشيعي للقضية الفلسطينية ، لم يتجاوز في كثير من الأحيان الدعم " الشعاراتي " الذي كان يصادمه الفعل فكم سمعنا عن جيوش المتطوعين التي تسجل أسماءها من الإيرانيين للاستشهاد في فلسطين ، دون أن نرى تطبيقاً عملياً لذلك )) واعتراف الشيخ صبحي الطفيلي الصريح والمحدد الذي لايقبل أي لبس بما تعمل به ايران وما تهدف اليه فيقول بالحرف الواحد {{ لو لم نقل اننا مع النظام في سوريا بل نحن مع الصلح ومع حل المشاكل سلمياً في سوريا وتوجهنا الى الجميع للتفاهم وانا اقصد الذين يدعمون النظام السوري تحديداً (( ايران و حزب الله )) ، في سوريا نحن بين امرين لا ثالث لهما واذا حاول احد اقناع نفسه فأنا ما أقول هو الحقيقة سوريا ذاهبة الى التغيير والى حرب أهلية إلا إذا تم هناك إعادة نظر بالمواجهة من قبل النظام ، كي تدرس حسابات ايران علينا ان ندرس الاستراتيجية الإيرانية فهل صحيح ان استراتيجيتهم توحيد الأمة وقضية فلسطين ؟ بنظري لهم استراتيجية أخرى ففي بداية عملنا في المقاومة كانت لنا قواعد أهمها الصدق في اعلامنا مهما كانت النتيجة والمقاومة من دون تأثيرات سياسية من اي جهة ، لا يجوز ان نقوم بعملية من اجل هدف سياسي في مكان آخر ، ايران لا تهتم بالشيعة الشيعة هم وقود دفعوا ثمننا ونقطة على السطر ، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتفككه كانت ايران تدعم أرمينيا في وجه أذربيجان حيث معظم سكانها من الشيعة ، وسألت حينها وزير خارجية ايران عن الموضوع فحدثني عن شؤون ومصالح سياسية ولذلك فان آخر هم ايران الامر الشيعي ، لو كانت ايران تهتم فعلاً بمصالح الشيعة خصوصاً في الخليج فما كان عليها إلا ان تسكت الشيعة حتى يتحرك الشارع السني عندئذ كان يمكن ان يصلوا الى كل مطالبهم والى كل ما يريدون فعملت ايران بالعكس حركوا الشارع الشيعي حتى اخافوا الشارع السني ولاذ بالسلطة ، وبالتالي فان ايران من خلال تحريك الشارع الشيعي في الخليج اضرت بالشيعة الفائدة ان هناك وضعا متأزما في طهران وهناك شعب خافت السلطة ان يثور فتحاول بكل الجهود ان تسكته }} ان ثورة تشرين في العراق الجريح و التحرّك الشعبي الحاصل في بيروت يحمل السمات الوطنية القومية العابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب الموجودة في السلطة والنظام ، وهو يعبر عن درجة كبيرة من الوعي عند الشباب العراقيين واللبنانيين الذين فقدوا الثقة بالنظام الطائفي ورموزه ، وهو بداية جريئة تؤسس لمرحلة جديدة في العراق ولبنان الواحد وطناً وشعباً ودولة ، والمطلوب أن تكون علاقة إيران مع العراق ولبنان واليمن واي قطر عربي من خلال الدولة وقوانينها حصرا" وليس من خلال خلاياها الإرهابية المتمثلة بحزب الله وانصار الله { الحوتيين } والمليشيات الولائية التي تدعي انها عراقية

خسأ الخاسؤن وانتصر المرابطون الصادقون بولائهم للامة العربية وقضيتها المركزية فلسطين

تنويه : سأكتب في موضوع إيران والإخوان علاقة السر والعلن .. والمصالح الإيرانية الامريكية في الحلقات القادمة






الاحد ٣ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة