شبكة ذي قار
عـاجـل










العلاقة بين إيران و (( الشيعة العرب )) خلال القرن العشرين أي ما بعد التغير المعد مسبقا مخابراتيا لنقل النظام الإيراني من الشاهنشاهي الى الملالي ترتكز على جعل إيران المرجعية الوحيدة لاتباع ال البيت عليهم السلام من العرب ان كان على مستوى الخطاب الديني او الأفعال السياسية التي بحقيقتها تدخل مباشر بالشأن الداخلي للدول العربية ، ويتضح هذا الرأي من خلال الأزمات التي سبّبتها التدخلات الإيرانية في الوطن العربي والخليج من خلال الجماعات التي تدين بالولاء لخطاب الولي الفقيه في طهران ، خصوصاً حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن ، وحزب الدعوة وقوات بدر والمجلس الأعلى اللااسلامي العراقي ومن ثم المليشيات الولائية في العراق التي تشكلت ما قبل وبعد فتوى الجهاد الكفائي والتي كانت من أفكار ودعم واسناد المالكي عندما كان في الولاية الثانية كقوة لمواجهة خصومه لتحقيق الولاية الثالثة حيث فتح لها خزينة الدولة ومخازن أسلحة الجيش العراقي يمكن الإطلالة على الآراء المتعلقة بهذا الشأن من خلال تجارب علماء وأئمة (( الشيعة العرب أنفسهم )) فرجل الدين اللبناني السياسي هاني فحص يحمل رؤية مختلفة عن رجال الدين بنظرته للعلاقات الإيرانية العربية في إطارها ( الشيعي ) وللتعريف به ، يعد ( ١٩٤٦ – ٢٠١٤ ) واحداً من أهم اتباع ال البيت عليهم السلام العرب في القرن العشرين وأنّه انخرط في النشاط الديني والعمل الحزبي ، لكنه تعامل مع الجميع برحابة صدر لأنّه دعا إلى الحوار المفتوح بين الأديان واحترام البشر لبعضهم بعضاً إضافة إلى نشاطه في المجتمع المدني اللبناني وجهوده المتنوعة في تقريب المذاهب الإسلامية والحداثة من بعضهما ، والرافض للرجعية والهيمنة السياسية باستخدام الدين لتحقيق الأهداف والمنافع من خلال البدع والدجل والتضليل والشعوذة ، وعن العلاقات الإيرانية العربية في إطارها الشيعي فانه يمتلك الرؤية الواضحة لانه كان شاهداً على فترة الخميني منذ تولّيه الحكم بعد عام ١٩٧٩ وزار إيران مرات عديدة ، والتقى الخميني وخامنئي وغيرهم ، منذ بداية صعودهم في إيران وقد خلص الى ان (( النظام الإيراني مسكون بهاجس الإمبراطورية التي يريد استعادتها بمنطق القوة الفارسية أو الشيعية أو الإيرانية )) وهذا الاستنتاج لم يكن وليد لحظه ما بل انه نتاج سنين كونه بدأ دراسته في حوزة النجف بالعراق منذ عام ١٩٦٣ وحصل على إجازة في اللغة العربية والعلوم الإسلامية وكانت ملاحظاته من خلال الأساتذة الحوزويين الإيرانيين والطلبة الإيرانيين الدارسين أنّ (( الدور الإيراني استيلائي لا يُحب أن يكون له دور وإنما نفوذ )) ، وبينما يشترط الدور الاعتراف بالآخر واحترام خصوصياته يختلف النفوذ كونه يطلب التبعية من الآخر ويهمل خصوصيته ويضيف فحص في الحوار الطويل الذي أعيد نشره في صحيفة النهار اللبنانية بعد وفاته عام ٢٠١٤ أنّ (( النظام الإيراني مسكون بهاجس الإمبراطورية التي يريد استعادتها بمنطق القوة الفارسية أو الشيعية أو الإيرانية مقابل الكثرة العربية وقد جاءت للإيراني فرصة ذهبية سنة ١٩٨٢ عندما ترك بعض العرب فلسطين ولبنان ، فاستغلّ غفلتهم ، وذهب إلى قضية العرب الأولى ، وإلى قضية السنّة الأولى وأمسك بها فجعل فلسطين هي الذريعة )) ، 

ويشير أيضا" إلى أنّ التجربة الإيرانية بعد المتغير الحاصل في النظام السياسي الإيراني (( الثورة )) إذا أمكن اعتبارها تجربة وطنية إيرانية ، فأنا والشيعة العرب ، لنا أيضاً وطننا اللبناني وهويتنا العروبية الخاصة وبصورة عامة يرى فحص أنّ للشيعة في لبنان ، قوة مالية وعسكرية ومادية يحاول (( ضراع إيراني حزب الله أن يكون الممثل الوحيد لها )) لتجييرها لحسابها الكيان التنظيمي الأول لحزب الله تمثل في فتوى دينية أصدرها الخميني بناء على سؤال وجه اليه على هامش مؤتمر المستضعفين الأول ممثلون عن علماء مسلمين كان يرافقهم ممثل حركة امل في طهران إبراهيم أمين السيد وأيضاً الشيخ راغب حرب وآخرين من بينهم المعمم الشاب حسن نصرالله السؤال (( إسرائيل قوة عظمى ونحن قلة ، فما الحكم الشرعي وما واجبنا كمؤمنين تجاه احتلال بلدنا ؟ )) فكانت فتوى الخميني (( التقية سقطت هذا زمن الحسين وكربلاء ، عليكم أن تقاتلوا ما استطعتم وسنساعدكم على قدر ما نستطيع )) هذا الكلام يؤكده نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله فيقول (( نجحت الثورة الإسلامية بقيادة الخميني فاستقطبت المؤمنين لم يكن الارتباط بالثورة موجود قبل ذلك ، ناقش الإسلاميون متطلبات المرحلة في لبنان وكيفية الاستفادة من التجربة والإشعاع الإيراني لأجل تحقيق هذه الأهداف تمت صياغة ورقة نهائية من المجموعات الإسلامية ثم انتدبوا تسعة افراد كممثلين عنهم ليرفعوا هذه الورقة للإمام الخميني فوافق عليها واكتسبت شرعية تبني الولي الفقيه لها ، عندها قررت المجموعات الإسلامية الموافقة على الوثيقة وحل تشكيلاتها التنظيمية القائمة وأنشئ تشكيل واحد جديد سمي لاحقاً حزب الله )) ويقول الخميني في أحد بياناته (( يجب أن يعتبر المسؤولون أن ثورتنا ليست مقتصرة على إيران فقط فقوة الشعب الإيراني تعد نقطة انطلاق للثورة الكبرى في العالم الإسلامي وذلك لرفع راية المهدي )) وقد أفتى الخميني قبل موته بتقديم أموال الخُمسْ للمقاومة ، وقد تشكل حزب الله من تجمع قوى أمل الإسلامية ومن مجموعات حزب الدعوة - فرع لبنان ، ومن مجموعات متدينة مثقفة كانت تأتلف تحت اسم اتحاد الطلبة المسلمين ، وبناء على الفتوى شُكلت لجنة من خمس اشخاص تحت اسم شورى لبنان ، وعقدت أولى اجتماعاتها عام ١٩٨٣ ، وكانت تنسق وصول المساعدات والحرس الثوري الى البقاع مع السفير الإيراني في سوريا وقتها محتشمي ، وبدأت شعارات تظهر تحمل اسم حزب الله الى أن قررت الشورى اعتماد تسمية ثابتة في بياناتها حزب الله - الثورة الإسلامية في لبنان - وبرز أربعة اشخاص وهم (( إبراهيم الأمين ، عباس الموسوي ، صبحي الطفيلي ، حسن نصر الله )) ، شكل حزب الله في تلك الفترة بالجهر والعلن جزءاً لا يتجزأ من الثورة الإسلامية في إيران لا بل اكثر نقل إيران الى لبنان

يتبع بالحلقة الثالثة





الخميس ٣٠ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة