شبكة ذي قار
عـاجـل










اكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، ان التدخل الايراني في شؤون لبنان يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية ويفاقم ازمته الداخلية.جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية رداً على التصريحات الاخيرة للمسؤولين الايرانيين حيال دورهم في لبنان والمنطقة العربية ،وفي مايلي نص البيان.

في غمرة التصعيد الاعلامي ،حول مواجهة افتراضية بين اميركا والنظام الايراني ، في الذكرى السنوية لمقتل قائد مايسمى بفيلق القدس قاسم سليماني ، خرج مسؤولون ايرانيون سياسيون وعسكريون وامنيون ،بتصريحات تنذر بالويل والثبور وعظائم الامور ، اذاما اقدمت اميركا على ضرب اهداف ايرانية ،وان الرد سيكون شاملاً وساحقاً وماحقاً ضد الوجود الاميركي في المنطقة وضد من يتماهى معه ،تحالفاً او تنسيقاً او تنفيذاً لاملاءاته.وهذا يبدو واضحاً من تلك التصريحات التي اعلنها قائد مايسمى بالحرس الثوري الايراني حسن سلامي ،عندما اعاد تأكيد موقف نظامه بأن الجزر الثلاث في الخليج العربي هي جزء لايتجزأ من الاراضي الايرانية ، وتصريحات قائد القوة الجوية في الحرس علي حاجي زاده ،بأن غزة ولبنان هما خطا المواجهة الامامية "لاسرائيل"،وان الصواريخ الايرانية فيهما ستستعمل للرد في اي حرب مع ايران.

ان النظام الايراني ،ومن خلال تصريحات مسؤوليه السياسيين والعسكريين والايرانيين ،يعتبر وجوده العسكري المباشر في بعض الدول العربية ،وغير المباشر عبر الاذرع العسكرية والامنية والميليشياوية التي ترتبط بمركز التحكم والتوجيه الايراني ، انما هو وجود يوظف ويتم الاستثمار به لخدمة المشروع الايراني الذي يعتبر الوطن العربي مدى حيوياً لنفوذه.فمن سبق واعلن ان ايران باتت تسيطر على اربعة عواصم عربية ،هي بغداد ودمشق وبيروت ،لايجد غضاضة في تطويع ساحات هذه العواصم خدمة لمصالحه ،واياً كانت الاثمان السياسية والاقتصادية التي تدفعها هذه الدول وبكل التداعيات والانعكاسات الضاغطة على معطيات الاوضاع الداخلية.

ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، وهي تدين التدخل الايراني في الشؤون الداخلية اللبنانية والتصريحات الاخيرة بعضاًمنها ،كما كل تدخل خارجي وخاصة الاميركي منه ،يتخذ من لبنان ،ساحة لادراة مشاريعه السياسية والاقتصادية والعسكرية ، ترى ان احد اسباب تأزم الوضع السياسي وانسداد افاق الحلول، هو التثقيل الايراني للوضع اللبناني ، وهوالذي يعتبر نفسه مسيطراً على لبنان وله الامتياز باستباحته واتخاذه منصة لادراة مشروعه التوسعي وتمكين تغوله في العمق العربي.

ان النظام الايراني الذي مايزال يعتقد ان التضليل الاعلامي الذي يروجه ،وهو انخراطه في مواجهة شاملة مع اميركا "كشيطان اكبر "، "واسرائيل"، كشيطان اصغر ، فان هذه البربغندا الاعلامية لم تعد تنطلي على احدٍ.والادلة المثبة لذلك اكثر من ان تحصى.فعلى سبيل المثال لا الحصر ، ان من يقدم التسهيلات لاميركا ويفتح ارضه واجواءه لغزو العراق واحتلاله، ومن يتحالف مع اميركا بحجة مقاومة مايسمى بالقوى الارهابية ،ومن يعترف ان "داعش"،هي منتج اميركي - ايراني مشترك ،لايمكن ان يكون عدواً لدوداً لاميركا ،والكل يعرف ان اميركا هي التي مكنت ايران من التغلغل في مفاصل الوضع العراقي ، وهي التي غضت النظر عن الدور الايراني المباشر وغير المباشر في شؤون العديد من الاقطار العربية وخاصة في سوريا واليمن.

واذا كان النظام الايراني يعتقد ان تصريحاته بتدمير "اسرائيل "، هي مواقف ذات مصداقية ، فإن مانتج عن تغول النظام الايراني من تخريب وتدمير في البنى الوطنية العربية هي الجواب على التخرصات الايرانية.فمن يدمر العراق وسوريا واليمن ويفاقم ازمة لبنان بتثقيله الامني والاقتصادي ، ويساهم في تكريس الانقسام الفلسطيني لايمكنه ان يكون مع تحرير فلسطين.

و النظام الايراني اذا كان يعتقد ان مايقدمه من مساعدات عسكرية اوغيرها لقوى لبنانية اوفلسطينية ،بهدف تحرير فلسطين ،فان هذه المساعدات ومن خلال سياقاتها واهدافها المضمرة ،هي للامساك بناصية القرارين اللبناني والفلسطيني ،وللاستثمار السياسي بالقوى الملتحقة به خدمة لاجندة اهدافه وتحسين مواقعه التفاوضية مع "الشيطانين الاكبر والاصغر ".

اما اذا كان اللبنانيون كما الفلسطينيين قاتلوا وقاوموا "اسرائيل" وما زالوا ، فليس بسبب مايصلهم من تقديمات مادية وعسكرية وعلى اهمية ذلك ، بل لان "اسرائيل"هي دولة احتلال ، وكل شعب تحتل ارضه ينخرط بمقاومة الاحتلال.واذا ماتوفرت بعض وسائل الدعم والاسناد للمقاومة ، فإن هذه المساعدة لاتسقط الهوية الوطنية للشعب المقاوم.ان اللبنانيين قاوموا الاحتلال الصهيوني ، لانهم وطنيون لبنانيون وقوميون عرب ،والكيان الصهيوني عدو قومي للعرب ،والفلسطينيون انطلقوا بثورتهم التحريرية لان ارضهم الوطنية احتلت ،ولانهم جزء من الامة العر بية المستهدفة بالمشروع الصهيوني وهذا،مايجعل من مشروع تحرير فلسطين ،مشروع قومي بامتياز ،وكل من يحاول ان ينفذ الى مسرح الساحة الفلسطينية من خارج البعد القومي ،انما يرمي الاستثمار السياسي في قضية تحتل الموقع المركزي في الوجدان العربي.

ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وهي تضع بعض هذه الحقائق امام جماهير لبنان وقواه السياسية من طبيعة الخلفية لطبيعة الدور الايراني التخريبي والتدميري للبنى الوطنية العربية ولبنان منها ،فلكي تنكشح الغمامة التي تغطي الحقيقة ، ولكي يعود الجميع الى ذاتيتهم الوطنية والى التظلل بخيمة الوطنية الصادقة.الوطنية التي لاتبنى على استقواء بعض الداخل بالخارج ،ولا بارتهان بعض الداخل للخارج اقليمياً كان او دولياً ، بل الوطنية التي تبنى باستقواء اللبنانين ببعضهم بالبعض على قاعدة المساواة بالحقوق والواجبات ، وعندها لايكون هناك اي خوف اوقلق ،مع علاقات تنسج مع الخارج على قاعدة الندية وحماية المصالح الوطنية.

على هذا الاساس ،على اللبنانيين الحريصين على وحدة لبنان وحريته واستقلاله الوطني ان يرتقوا بمواقفهم من الاخطار المهددة للبنيان الوطني ومنها التثقيل الايراني الى مستوى المسؤولية الوطنية.كما على المسؤولين الايرانيين ان يقلعوا عن اطلاق المواقف التي تستفز شعور الشرائح العظمى من اللبنانيين كما تستفز شعور العرب عامة والعراقيين خاصة ،الذين يهتفون في بغداد والنجف وكربلاء والبصرة وذي قار وكل حواضر العراق "ايران برا برا بغداد تبقى حرة" ، وانطلاقاً من ادراك يجب ان يعوه جيداً ، هو ان الشعور بالانتماء الوطني والقومي هواقوى من اي انتماء اخر ،وان الجينات الوطنية هي اقوى من كل الجينات الاخري دينية كانت او طائفية ومذهبيةاو عشائرية.فلبنان قاوم الاحتلال لان الوطنية مغروسة بنفوس مقاوميه.وان من يبني استراتجيته على معطى المرحلية ، فمعطياتها تزول بزوال موازين القوى التي افرزتها ،وان اللبنانيين كما سائر العرب مع نسج علاقات ايجابية مع ايران ، لكن على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ،وهذه لاتقوم من طرف واحد.

ان هذه يجب ان تكون ثابتة من الثوابت الوطنية وهذا بقدرمافيه مصلحةللبنان بكل فئاته وطيفه السياسي والاجتماعي ،فيه مصلحة لايران التي عليها ان تدرك ان كل احتلال الى زوال طال الزمان او قصر والجواب عندها.


القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في ٣ / ١ / ٢٠٢١







الاربعاء ٢٢ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة