شبكة ذي قار
عـاجـل










وهنا لابد من الإشـارة الى توافق أفكاره أي خميني مع الاخوان المسلمين فالعلاقات الإخوانية الإيرانية قديمة وترجع بداياتها إلى العام ١٩٣٨ وحتى الآن ، فقد كشف ثروت الخرباوي عن وثيقة تاريخية بقيام (( روح الله مصطفى الموسوي الخميني )) عام ١٩٣٨ بزيارة المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين وتشير هذه الورقة إلى لقاء خاصّ تمّ بين المرشد الأول للجماعة حسن البنا وروح الله مصطفى الخميني الذي أصبح فيما بعد الإمام آية الله الخميني مفجر (( الثورة الإيرانية )) كما يحلوا للمتأثرين بالأيديولوجية الخمينية العدائية والمهوسين بإحياء الإمبراطورية الفارسية بوجهها الصفوي الجديد ، ولا عجب أن كان أول المهنئين له بوصوله للسلطة وفد جماعة الإخوان ، والتنسيق بينهم وبين الخميني لم يكن مفاجئاً بل هو تابع لما كان بين الإخوان ومحمد تقي القمي و ونواب صفوي من مودة وموالاة كانت من بداياتها تقديم بعضهم اسم آية الله الكاشانى ضمن الأسماء المرشحة لتولي إرشاد الجماعة بعد مقتل حسن البنا وكان حسن البنا قبل ذلك يستضيف محمد تقي القمي في مقر الجماعة وأثمرت علاقتهما القوية فيما بعد إنشـاء ( دار التقريب بين المذاهب ) وأصبح القمي سكرتيراً لها والرؤية الشيوعية للنظام العالمي ، فعند تنفيذ أمريكا والغرب وخاصة بريطانيا وفرنسا عقوباتها للشاه وتغير النظام الإيراني واسـتثمارا" للثورة الشـعبية الإيرانية تمكن خميني من سـرقة الثورة وبناء مؤسسـته تحت ولاية المرشـد الأعلى للثورة الإسـلامية الإيرانية وتكوين القوى الضاربة {{ حرس خميني والذي يكنى الان بالحرس الثوري }} كان لحزب الدعوة ولنقول اغلب قيادته وكوادره الموقف الجديد لمبايعة النظام الإيراني الجديد والعمل وفق الياته ومهامه واسبقياته {{ تصدير الثورة الإسلامية }} لان حزب الدعوة يعتبر نفسه جزء من الحركة الإسلامية العامة فينفتح على الإسلاميين انطلاقا من هذه الرؤية ، وبما أن الثورة الإسلامية الإيرانية كما يسمونها حققت النصر وأقامت الدولة الإسلامية في وقت كان الحزب يدعي انه يمتلك رصيدا شعبيا قويا وهي مجاورة للعراق فكانت طبيعة العلاقات جيدة ، سيما أن المنحى الفكري للحركتين كان سواء وأن نظرية حكومة المرجع التي طرحها محمد باقر الصدر تعد مترادفة لنظرية ولاية الفقيه لدى الخميني ، وعقب التغير في إيران في ١١ شباط ١٩٧٩، خرجت بتوجيه من محمد باقر الصدر والذين معه في التوافق مع أفكار خميني عندما كان في النجف قبل الطلب منه مغادرة العراق الى الكويت واتخذ قراره الإقامة في فرنسا مظاهرات في النجف تأييدا وابتهاجا ورفعوا فيها صورة الخميني و الصدر ، و أصدر حزب الدعوة بيانا في ذي القعدة سنة ١٩٧٩ تأييدا لانتفاضة الإيرانية وأعلن أنه يساند هذه المعركة الإسلامية بكل وسعها ، كما ذهب محمد مهدي الآصفي إلى باريس ممثلا حزب الدعوة ليعلن تأييد الحزب له ، وجاء رد الخميني سريعا عبر إصدار بيانا في ٦ جمادي الثانية سنة ١٤٠٠هـ بمناسبة اعدام الصدر وأخته بنت الهدى ودعا الشعب العراقي (( لأن يثوروا ضد النظام الظالم )) والتقت مجموعة من حزب الدعوة الخميني في بيته في ٧ ذي الحجة ١٤٠١هـ وحضر هذا اللقاء كل من محمد مهدي الآصفي ، وحسن الشبر ، وحسن فرج الله ، ومجيد الصيمري ، وهاشم الموسوي ، وعبد الزهرة عثمان { عز الدين سليم } وإبراهيم الجعفري وقد أكد خميني ضرورة طرح الشعارات والمبادئ الإسلامية كما جرى حديث بين الوفد واحمد الخميني نجل الخميني وشكوا له مواقف مهدي الهاشمي العائقة لنشاطات الحزب ، وأنشأت إيران الخميني لحزب الدعوة عدة معسكرات تدريب منها معسكر ( الشهيد الصدر ) في الاحواز المحتلة وقد ضل هذا المعسكر هو أكبر تجمع لحزب الدعوة في إيران حتى عام ١٩٨١م وتمكن من تدريب ٧٠٠٠ مقاتل من أعضاء حزب الدعوة أو الهاربين ، لغرض تنفيذ عمليات سرية داخل العراق لصالح المخابرات الإيرانية منها جمع المعلومات عن الجيش العراقي وإرسال قوائم بأسماء الكفاءات العراقية والقيام أيضا بعمليات تخريبية في العراق وقد جهز المعسكر المخصص لتدريب حزب الدعوة بأجهزة طبية وهندسية والدفاع الجوي والدروع والقوات الخاصة ، وشارك حزب الدعوة في الحرب الإيرانية المفروضة على العراق ١٩٨٠ - ١٩٨٨ وكان لهم خطة شاملة لإسقاط النظام الوطني تبدأ باستعادة مدينة المحمرة فتتراجع قوات الجيش العراقي إلى داخل مدن الجنوب حيث كان في مناطق الأهوار قوة قتالية موالية للحركة الإسلامية مهمتها ألتعرض للقوات العراقية المتراجعة وفق تصورهم ، إلا أن خطة أحبطت من قبل مهدي الهاشمي الذي أعدمه خميني ، وقد بعث الخميني وفدا لينقل تحياته لمقاتلي حزب الدعوة ، كما قامت مجموعة (( الجهاد الإسلامي )) الموالية للخميني والتي ترتبط بحزب الدعوة وتقيم قواعدها في لبنان وإيران - بنسف السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت في أواخر عام ١٩٨٣ واختطفت طائرة ركاب كويتية بعد عام وقد انضم كثيرون من هؤلاء المنفيين إلى الدعوة في قاعدته في إيران ومن ابرزهم أبو مهدي المهندس { جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم } المقيم في الكويت ان ذاك وهو الذي كان يميل إلى قبول فكرة الخميني عن حكم رجال الدين ، وبدأ الزعماء الدينيون للدعوة منجذبين بنوع خاص إلى المذهب الخميني - ولا أقول الأيديولوجية الخمينية - يتحركون من اجل احتواء كافة تنظيمات الدعوة

يتبع بالحلقة الثالثة





الاربعاء ٨ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة