شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت جميع الانشقاقات التي تم التطرق اليها ترتكز إلى خلافات تنظيمية وشخصية ومزاجية وبعضها كان خلافاً على توجهات زعامة الحزب ، كما في انشقاق عام ١٩٨١ أو على المكاسب التنظيمية كما في انشقاق عام ١٩٩٩ أو على زعامة الحزب كما في انشقاق ٢٠٠٧ ولكن لم يكن أياً منها خلافاً في إطار السلطة والحكم إذ لم تنزل قطرة دم من أنف أحد من الدعاة طيلة ٥٧ عاماً من التصدعات والانشقاقات في الحزب ، بل لم يتخلل أي انشقاق لوناً من الصراع العنيف بل لطالماً عاد المختلفون والمتنافسون أصدقاء ومتحالفين غالباً ، ويأتي أكثر الانشقاق التفافا بحزب الدعوة الانشقاق الذي بدأ في ٢٠١٤ هو انشقاق بسبب السلطة التي يتمسك به المالكي الولاية الثالثة وأزمة المرجعية التي اخذت تطالب من خلال خطبها وان كان تلويحا" بعدم التجديد للمالكي ويلاحظ على مسيرة حزب الدعوة أنها واقفة تحت مبدأ ثابت عَرَّضته طوال تاريخه إلى الصدمات والنكسات وتسببت في انشقاقاته الكثيرة ، هذا المبدأ هو الحاجة إلى القائد الرمز ، ولكن لوحظ أيضا أن الحزب تتوقف محليته - مع ذلك - عندما يحاول المرجع أن يتصدى للسلطة أو يقف منها موقفا عدائيا واضحا ولم يكن الفراغ الذي تركه محمد باقر الصدر ولم يستطع الحزب أن يملأه ، فلا مرتضى العسكري ولا الآصفي ولا الحائري أو حتى الكوراني استطاعوا الحلول محل الصدر ، برغم أنهم تركوا بصمات حادة في مسيرة الدعوة ، تلك البصمات أسهمت - في الواقع - بجر الحزب إلى أزمات فكرية وبالطبع فإن مبدأ ( الولاية ) كان أول أسباب تلك الأزمات ، فضلا عن أمر نتج عن ذلك وهو أن القيادات من المعممين كانوا سرعان ما يتركون الحزب ، لأن طموحهم في القيادة كانت فرصة تحقيقه خارج الحزب أكبر وفي نطاق المرجعية ومؤسساتها ، بعد إعدام الصدر الأول ثم عارف البصري وعبد الهادي السبيتي ، والطبقة الأولى من كوادر الحزب في السبعينيات - كان الحزب واقفا يتلقى الصدمات ويحاول امتصاصها فيما بقي من مرحلته التكوينية ، وكانت أقوى الضربات بعد إعدام الصدر الأول - إعدام المجموعة التي تعرف بـ ( قبضة الهدى ) وهم {{ عارف البصري وعز الدين القبانجي وحسين جلوخان وعماد الدين الطباطبائي ونوري طعمه }} ومع أن الحزب استطاع كسب اعداد من الشباب المتبع لمنهج ال البيت إلى صفوفه خلال العقد الأول من تأسيسه وأن سرية العمل وانسحاب الصدر الأول منه في بدابة الستينيات بتوجيه من المرجع محسن الحكيم الذي أمر ابنيه محمد مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم بالانسحاب أيضا ويقال إن الحكيم وجه مقلديه بعدم الانتماء للحزب وذلك كله فضلا عن الضربات المتلاحقة من الدولة أضعف الحزب كثيرا يضاف إلى ذلك أيضا أن محمد باقر الصدر خوفا من الضربات القوية التي كانت تتلقاها قوى حزب الدعوة منع منتصف السبعينيات أيًّا من مؤيديه صراحة من الانضمام إلى أي حزب حتى إن كان الحزب إسلاميا ، وهي إشارة واضحة إلى حزب الدعوة ، وهنا لابد من الإشارة الى امر مهم الا وهو ان نظام الملالي كان له الدور الفاعل في هكذا انشقاقات لانه يبحث عن الوجوه التي تلبي اجندته وخاصة ان يكون العراق خط الصد الأول كي يبقى نظام الملالي ويتمدد من خلال بوابة العراق لتحقيق حلمه بربط قم وطهران بسواحل المتوسط وصولا الى التمدد الى البحر الأحمر والهيمنة التامة ، وسوف اتناول ذلك من خلال سلسلة مقالات تحت عنوان محطات من تاريخ حزب الدعوة صنيعة النظام الإيراني الشاهنشاهي الخميني


المجد كل المجد لمن طالته يد غدر حزب الدعوة ومن هم على شاكلته وذيولهم والعزة للعراق جمجمة العرب والنصر ات بإذن الله العلي الأعلى





الجمعة ٣ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة