شبكة ذي قار
عـاجـل










على عكس كل من ردوا على ادعاء عمرو موسى وكذبوه فيما أورده في مذكراته والتي ادعى فيها أنه زار العراق سنة ٢٠٠٢ وأنه مارس عملية الصراخ بوجه الرئيس العراقي صدام حسين، على عكس كل أصحاب القدر العالي من رفاقي وأخوتي من أكاديميين ودبلوماسيين وإعلاميين، أنا سأعلن عن تصديقي لما زعمه عمرو موسى لأكون أول بعثي من العراق يقبل ( لوهلة ) زعم الرجل لغرض واحد فقط لا غير هو محاكمة الادعاء بطريقة تتعارض مع ثورة الازدراء والاستنكار والتسخيف والاستهجان التي أصابتني وأصابت كل من قرأ أو سمع بهذا اللغو البذيء.

سأصدق عمرو موسى في أنه صرخ بوجه الرئيس الشهيد، ولكنني سأوجه سؤالاً ليس له بل لكل من صدق أو قبل بما كتبه، وسؤالي به تفرعات :
هل من الأدب، الأدب والأخلاق واللياقة فقط لا غير، أن يرفع عمرو موسى صوته على رئيس دولة، أي رئيس دولة كان؟
بأي حق، ومن منح عمرو موسى طاقة الاعتداء بالصراخ على رئيس دولة، هل يوجد عرف يبيح لشخص مثل عمرو موسى أن يرفع صوته ويتكلم بقلة أدب مع رئيس دولة محاصرة وتحارب عدوان دولي واقع عليها؟
هل حقاً إن عمرو موسى قد صدق كذبته على نفسه بأن هناك عربي واحد يمكن أن يصدق زعمه الذي يشبه كابوساً قد عاشه في عز الظهيرة قبل أن يخطه قلمه؟

وسؤالي الآخر لعمر موسى :
ماذا كانت ردة فعل الرئيس الشهيد صدام حسين على صراخ عمرو موسى بوجهه : هل خفض رأسه مثلاً أم وضع كفيه فوق وجهه واستدار ملتفتاً إلى الوراء ومنسحباً إلى خارج مكان اللقاء الذي جمعهما؟
وسؤال آخر : ما ردة فعل العراقيين الحاضرين مع الرئيس الشهيد من وزراء أو مستشارين أو مرافقين على نزق واستهتار وقلة أدب عمرو موسى التي دفعته للحظة تهور، على افتراض أنها قد حصلت فعلاً؟
هل وضعوا أيديهم على وجوههم واستداروا تاركين المكان لعمرو موسى؟

وسؤال آخر : هل يستطيع عمرو موسى أن يثبت لأي مخلوق على وجه الأرض أن الرئيس الشهيد صدام حسين كان في حالة انهيار نفسي وجسدي وفاقد لقناعاته التي يعرفها القاصي والداني بدءاً من أمريكا وانتهاء بأبسط فلاح مصري بأنه يقود حق العراق في الدفاع عن نفسه، وفي حماية أمن العراق وأمن الأمة العربية ضد العدوان الأمريكي الصهيوني والمتمثل حينها بوجهين بشعين هما الحصار الظالم الجائر والعدوان العسكري المتكرر، والذي تواصل لأربعة عشر سنة قبل أن ينفجر الغضب من صدر عمرو موسى إلى لسانه في صيغة بعيدة عن التهذيب، حتى لو كانت زعماً كاذباً؟

هل يعرف عمرو موسى أن الشهيد صدام حسين ورفاقه كانوا يقاتلون من أجل وطنهم وأمتهم، وأنهم على استعداد للشهادة في أية لحظة، ومن يعيش أجواء الشهادة لا يقدر حتى الجن الأزرق أن يرفع صوته عليه؟

وسؤال آخر : من بقي مع عمرو موسى في الغرفة أو الصالة التي حصل بها اللقاء بعد أن انسحب الرئيس الشهيد ورفاقه من الصالة ليستشهد به ويشهد له، فادعاؤه هذا قد برهن للقاصي والداني أنه ممثل فاشل ويحتاج إلى شهود اثبات؟

وسؤال أخير : هل تعاقد عمرو موسى مع منتج أفلام مصري لتصوير فيلم عن أهم حدث حصل له في حياته التعيسة البائسة، ألا وهو الصراخ بوجه أشجع رجل عربي وأقوى رئيس عربي وأعظم قائد عربي عرفه التاريخ الحديث والمعاصر، وكم دفع أو سيدفع ذاك المنتج لعمرو موسى مقابل هذا الخيال المريض؟

أسئلتي وما كتبته إلى الآن محض خيال، يحاول أن يتماهى مع الخيال الموغل في السقم الذي مارسه عمرو موسى في السطور السقيمة التي ظن أنها ستكون مفتاح انتشار لكتابه، غير إنه وبفعل وقوعه في الوهم القاتل قد وقع في فخ فجور ذاته ونتيجته الكارثية التي تسطع كإشعاع الشمس وكأنوار الفجر بأن الانتشار الذي سعى له لمذكراته قد صارت وبالاً على هذه المذكرات لسبب بسيط هو : أن عمرو موسى على ما يبدو لا يعرف الشعبية التي يمتلكها الرئيس الشهيد صدام حسين عند العرب في كل الأمة العربية، وهي شعبية ستغرق الانتشار الذي سعى إليه في بحار من الاحتقار العربي له، بل إنها قد أغرقته فعلاً، كما أننا على يقين أن عمرو موسى قد اندفع في زعمه المريض متعكزاً على خيانة النظام الرسمي للعراق ولقيادة العراق التاريخية، وهو هنا أيضاً خاسر ليس لأن نسبة هذا النظام لا تساوي شيئاً أمام حجم القناعة الشعبية العربية التي تؤمن بأن العراق وصدام حسين كانوا ومازالوا على حق وأنهم لم يرتجفوا أمام جبروت الكون المجرم ولم يسمحوا لكائن من يكون أن يعلو صوته على صوت العراق، وأن عمرو موسى لا يساوي حجم بعوضة أمام هذه الحقيقة التي حاول الصعود عليها وتزويرها ليعطي لنفسه موقفاً وهيبة بعيدة عنه، ولن ينالها لا واقعاً ولا خيالاً.




الثلاثاء ٣٠ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة