شبكة ذي قار
عـاجـل










إهانة ضابط في الجيش العراقي في كل الأنظمة السابقة وبخاصة النظام الوطني السابق، كانت تعتبر من الجرائم الكبرى وتجاوزاً للخط الأحمر، ويحاسب عليها القانون بقوة ودون شفقة أو رحمة.

وكان الجيش العراقي يتميز بالمهنية والحرفية العسكرية والانضباط العسكري الشامل بأدق التفاصيل، كل ذلك لأن الدولة تعرف جيداً أن قوتها من قوة جيشها وولائه التام لها.

لهذا كان جيشنا الوطني باسلاً ومغواراً في الدفاع عن البلاد وعن الأمة، وكان يصنف ضمن الجيوش العالمية القوية.

من يظن أن الجيش الحالي هو امتداد لذلك الجيش فهو مخطئ ومتوهم ومخدوع، فإن كان بعض عناصر الجيش السابق قد انضمت لهذا الجيش فهو من باب التطعيم والترقيع ليس إلا.

إن اضعاف الجيش العراقي واهانته وإذلاله وإبعاده عن دوره الحقيقي وأهدافه هو موضوع مسبق التخطيط له من قبل أمريكا وإيران والكيان الصهيوني، نفذه العملاء والجواسيس بدقة.

الحيش الإيراني لغاية العام ١٩٨٠ كان خامس أقوى جيش في العالم، وعندما تحطم على صخرة العراقيين وجيشهم الباسل هبط إلى ذيل القائمة بالترتيب، وهي أيضاً نفس المهمة التي كلف بها "خميني الدجال" لإعدام الجيش الإيراني، وكانت الطريقة بإنهاكه في حرب طويلة أولاً، وثانياً تأسيس جيش آخر يقابله لكن بصلاحيات وأولويات أكبر.

كذلك الجيش العراقي تم انهاكه واشغاله عن دوره الحقيقي واشراكه في مهام داخلية بعيدة جداً عن مهامه الأصلية، كما تم تعشيقه بعناصر متخلفة لا تفقه من العسكرية إلا ملابسها الهجينة واخضاع ضباطه الكبار لأوامر الأحزاب، ودفع ميليشياتها للانضمام له لضمان الولاءات وتقوية كلمتها، وأصبحت هي الصوت العالي ولها كلمة الفصل في كل شيء.

وتم تشكيل جيش آخر يقابله من الميليشيات الولائية لإيران ليكون دورها كدور الحرس الثوري في إيران، وتكون لها اليد الطولى العليا، ولها الشجاعة بإهانة أي عسكري مهما كانت رتبته العسكرية ومهما كان مهنياً ومحترفاً كي يكون أداة طيعة بيدها لتنفيذ ما تأمرها مرجعيتها الحزبية والولائية لإيران.

هذا الجيش بوضعيته الحالية لا يمكن له أن يؤدي أي دور وطني، ولا يمكنه الاستبسال، لأنه بلا عقيدة ولا غيرة، منتهك الشرف العسكري، مهزوزاً ضعيفاً، ولاحظناه في أول معركة مع العدو هربت خمس فرق بعددها وعدتها أمام مائتين أو ثلاثمائة من عناصر داعش تاركين كل أسلحتهم وعتادهم وآلياتهم.

فاليوم لا ينفع فيه إصلاح أو تعديل، فهو جيش لا يرتقي إلى مستوى الجيوش الوطنية، وعلى أي نظام وطني يحترم نفسه أن يحله عن بكرة أبيه ويعيد تشكيل جيش آخر وبعقيدة عسكرية منضبطة أساسها الوطنية، ويستلم مهامه المناطة به للدفاع عن البلاد وحدودها أمام أي تهديد أو اعتداء.




الثلاثاء ٢٢ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد العساف الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة