شبكة ذي قار
عـاجـل










تواصلا مع تدوين بعض الشذرات على طريق الجهاد للرفيق عزة أبراهيم رحمه الله باللشارة أالى بعض مواقفه المهمة والاستراتيجيه ونتناولها باختصار تام ، ونقول ان الكثير منها تستحق البحث والتسجيل والتدوين حيث تعتبر تلك المواقف والكلمات والاحداث البطوليه من حق جيل مجاهد بطل لم يبخل بدمه وماله واغلى مايملك من اجل وطنه ، وستبقى من ضمن أدبيات المسيره الجهاديه العراقيه الكبرى التي أبهرت الدنيا وكانت من عجائبها في العصر الحديث ، والسطور القادمة تؤشر بعضها :

١. كان من وصايا الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله ان لاحوار مع عملاء العملية السياسيه على الاطلاق ، وينطلق هذا القرار من الفهم الدقيق بان من باع العراق وعمل مصدرا وعميلا ومتعاونا مع دولة اجنبيه أو مع قوات غازيه لن يكون مصدرا للثقه وأنه غير مؤهلا على الاطلاق لصناعة واتخاذ قرار وطني حقيقي ، وكل ذلك جاء وفقا لأستراتيجية البعث والمقاومه طويلة المدى والتي كان من أهدافها العمل على افشال العملية السياسيه المخابراتيه التي أعدها الاحتلال وجاء بمن أشترك فيها ، وبالتالي فأن التعامل مع أطراف العملية السياسيه جاء وفقا لهذا الهدف الرئيسي والمركزي والذي رفع منذ العام ٢٠٠٥ ويحصد شعبنا اليوم نتائجه الواضحه حيث لم يعد أحد من أبناء شعبنا يثق بأي من أطراف العملية السياسيه ولا بأحزابها ولا بمن يمثلها.

٢. ومن الاحاديث والرؤى المستقبليه التي كان يشير لها رحمه الله ، في أن مشروع المقاومة الوطنيه العراقيه أن لم يكتب له النجاح التام والكامل لا سمح الله وأن لم يثبت ذلك الانتصار والنجاح بشكل واضح فان العراق لن تقوم له قائمه قبل نحو ٥٠ عاما مقبله ، ولذلك نرى أن هنالك خطط ومناورات ومحاولات متعدده ساهمت في عدم أستثمار نتائج النصر الكبير الذي حققه أبطال المقاومة العراقيه الباسله والهزيمه المنكره التي لحقت بأمريكا وجيوشها الغازيه ومن تحالف معها ، وكل ذلك يتضح اليوم في حالة العراق والذي يمثل الحالة الرخوه ويقع بين هيمنة الدوله وعناصر اللادوله والتدخلات الاقليميه والدوليه الواسعه.

٣. وفي قناعة تامه ويقين مطلق وتجربة السياسي المخضرم كان الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله يكرر ومنذ العام ٢٠٠٥ بأن الولايات المتحدة الامريكيه سوف لن تضرب أو تهاجم أيران رغم كل التهويل والتهديدات المتكرره بالرغم من مايقوله المسئولين الامريكان يوميا ، وكانت قناعته بأن الولايات المتحدة الامريكيه وحلفائها قد يسمحون لايران بأمتلاك السلاح النووي حتى يتمكنون من تطويق وحلب دول الخليج الغنيه بالنفط والاموال ، وسيهددونهم بانهم سيرفعون الحماية عن دول الخليج ويتركون الميليشيات الصفويه وكلاب أيران من ممارسة أجرامهم في عواصم ومدن دول الخليج كما فعلوا في بغداد مدينة السلام والتاخي والمحبه عندما كانت تصبح على جثث أبناءها وشبابها متناثره في الطرقات بعد ان تم قتلها واغتيالها ، لكي تبقى دول الخليج العربي مرعوبة من الخطر النووي الذي يهدد مدنهم

٤. كان الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله يقدر ويحترم الرئيس الشهيد صداد حسين رحمه الله ولم يتاجر يوما باسمه وتأريخه كما فعل البعض للاسف ، ويقول وفي رسائل وكتابات واحاديث مختلفه أنه أقرب شخص الى صدام حسين وهو رفيقه ونائبه وشريكه ، وكان يلخص قوله في الرئيس الشهيد رحمه الله بان صدام حسين غادر الحياة الدنيا كواحدا من عظماء التاريخ والعراق وانه سيبقى خالد الذكر مع الخالدين من أمة العرب سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وجمال عبدالناصر وغيرهم رحمهم الله جميعا.

٥. وكان الرفيق عزة ابراهيم متدينا وفقا للطريقة الصوفيه ولم يرضى ولم يقتنع بأداء ومشروع وعقيدة تنظيم القاعدة أو الدولة الاسلاميه في العراق والشام ( داعش ) بل كان يقول بان المعركة المقبله لنا بعد تحرير العراق ستكون مع هؤلاء المتطرفين ، ولذلك لامجال للتشكيك في موقفه من هذا التنظيم المتطرف والذي كان البعثيون هم من أكثر الاطراف الذين أصابهم الاذى من هذه التنظيمات المتطرفه والتاريخ والاسماء تشهد ، ولسنا هنا في مجال التبرير والدعايه أو الدفاع فسيأتي اليوم التي ستذكر فيه جميع الحقائق وبالادله الملموسه وستكتشف الحقائق الناصعه في هذا المجال. وستبين تلك الحقائق أن البعث لم يكن يوما ورغم الاذى والاجتثاث والقتل والتدمير قريبا من تلك التنظيمات على الاطلاق.

وهنالك الكثير من الاحاديث والروايات والقصص التي سطرتها أيام الجهاد والمواقف الوطنيه للقائد والانسان والوطني الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله ، وانها ستحتاج الى وقفات طويله وتأملات ومتابعات حثيثه لرصد ومتابعة مواقف الرجل وسيرته الوطنيه والجهاديه والنضاليه ، ونحن أذ نستذكر بعض منها بعد فترة قصيرة من وفاته رحمه الله فأننا نرى أن ذلك جزءا من واجبنا الوطني والشرعي والاخلاقي في أنزال الناس منازلهم ومقاماتهم وهي دين في أعناق الوطنيين لشرفاء الذين واصلوا الليل بالنهار جهادا ونضالا وتعبا من اجل تحرير بلادهم من رجس الاحتلال والغزو.

ونقول في نهاية هذه الشذرات التي رويناها على طريق الجهاد والمرابطه ، أن تلك المسيرة الطويله والشاقه والتي أستمرت لسنوات لم تكن كلها جميله وصحيحه ومثاليه ولكنها وقعت في بعض الاخطاء والتي قد يصل بعضها الى الخطايا لاسمح الله ، وعذر تلك المسيرة المظفره أنها كانت تعمل وتتحرك وتسعى لتنفيذ مشروعها في ظروف بالغة القسوة وفي أجواء وأمواج متلاطمه من التحديات والمصائب ولكنها ظلت تحث الخطى لتحقيق أهدافها رغم تجبر الغزاة ومن ساندهم.

الرحمه والغفران والفخر الكبير بالقائد الرمز عزة أبراهيم رحمه الله تعالى ، وعذرا أن لم تكن الكلمات والسطور توفيه حقه ، والرحمه والغفران والمجد وجنات النعيم لكل شهداء العراق الذين لبوا نداء الجهاد وأداء الواجب الوطني والشرعي المقدس ، وتبا لكل الغزاة والعملاء والخونه والمتخاذلين والمرتجفين والمترددين وعاش العراق بلد الاماجد والابطال والنشامى والاحرار ، ومن الله النصر والعون والتوفيق.


بغداد
٦ كانون الاول ٢٠٢٠






الاثنين ٢١ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الفريق الركن محمد صالح علوان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة