شبكة ذي قار
عـاجـل










أعلنت السلطة الفلسطينية على لسان رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة ( فتح ) السيد الوزير حسين الشيخ عن عودة التنسيق الأمني والمدني وكافة العلاقات مع حكومة الاحتلال، مستنداً إلى رسالة خطية تلقفتها يداه حسب زعمه، مرسلة من الجانب الإسرائيلي تفيد بالتزام حكومته بكافة شروط السلام التي أقرتها الشرعية الدولية، متناسياً ما خلفته سياساته الاستيطانية والتهويدية في القدس والضفة من وقائع استعمارية كارثية عبر سنوات التفاوض العجاف يصعب معها تصديق ما ورد في رسائل الاحتلال، ويصعب معها المضي في ما يسمى مسيرة السلام، مما دفع الشرعية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية للتداعي في اجتماعات وحوارات في كافة مؤسساتها وأطرها وخلصت إلى قرارات هامة صدرت عن مجلسيها المركزي والوطني، وتؤكد على قطع كافة العلاقات مع الجانب الصهيوني ووقف التنسيق الأمني مع أجهزته الأمنية، بل ووقف العمل بكل الاتفاقات الموقعة مع حكومة الاحتلال، بما فيها اتفاق أوسلو الشهير والذي اعترفت بموجبه منظمة التحرير بحق ما يسمى ( إسرائيل ) بالوجود على أجزاء كبيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ العام ١٩٤٨م، تلك القرارات الهامة والتي أكد عليها اجتماع الأمناء العامون للفصائل الوطنية الفلسطينية أيضاً في الثالث من أيلول المنصرم والتي جاءت بناءً على معطيات الواقع الذي يفيد بأن الاحتلال ماض في قضم وابتلاع الضفة الغربية وعاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة ( القدس ) ، وبما لا يدع مجالاً لقيام الدولة الفلسطينية المنتظرة الى جانب دولة الاحتلال المعترف بها فلسطينياً ودولياً وفق شروط التسوية السلمية خاصة الشرق الأوسط الجديد، والتي انطلق قطارها منذ ثلاثين سنة تقريباً ولم تفضِ حتى الاّن إلا لمزيد من الجرائم المرتكبة بحق الشعب العربي الفلسطيني، ومنها جرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي الممنهج، إضافة لأعمال القتل اليومي المبرمج على الحواجز والبوابات التي شيدها الاحتلال على مداخل مدننا وقرانا ومخيمات لجوئنا بعد اتفاق أوسلو البغيض، بهدف تقييد حركة الفلسطينيين تمهيداً لحبسهم في كانتونات منفصلة تجسد نظام الأبرتايد العنصري المنوي إقامته في المنطقة بديلاً عن نهج السلام المزعوم المستند لقرارات الشرعية الدولية العاجزة.

إن ما فرضته حكومة الاحتلال من واقع استعماري تهويدي في القدس وأكثر من نصف أراضي الضفة الغربية المحتلة لهو أكبر بكثير من بضع كلمات وثرثرات يبيح فيها السيد حسين الشيخ عن إلتزام حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة بشروط السلام وفق مقررات الشرعية الدولية، بينما جرافات ومجنزرات جيشها المجرم تجهز على عروبة المكان وتطال أنيابها بيوت السكان وأطراف العتبات المقدسة، كما وتؤكد هذه الحكومة كل يوم مضيها قدماً في كافة مشاريعها الاستيطانية والاستعمارية وكل سياساتها الفاشية المبنية على القمع والتنكيل والقتل والإبادة والتطهير والحصار والحبس والتجويع والقهر وسرقة المزيد من الأراضي الزراعية خاصة السكان العرب في كل أراضي فلسطين التاريخية.

بناءً على ما تقدم فإن قرار عودة التنسيق الأمني والعلاقات مع الاحتلال المفاجئ يعد خروجاً عن المخرجات الوطنية الصادرة عن كافة هيئات ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وعلى البرنامج الوطني المرحلي الذي أكد عليه الأمناء العامون للفصائل الوطنية الفلسطينية، وما قد يلحقه ذلك من ضرر واسع على العلاقات الوطنية ومسارات الحوار الوطني الحثيث نحو تحقيق الوحدة الوطنية وردم هوة الانقسام السحيق الذي أضر كثيراً بقضية شعبنا العادلة وأضر بألقها وبريقها على المستويين الإقليمي والدولي، مما يستدعي صحوة عاجلة لكل الأحرار الوطنيين لوقف عجلة التدهور في الحالة الفلسطينية وبذل جهود غير مسبوقة في رأب الصدع ومداواة الأمر قبل فوات الأوان.




الاحد ٢٠ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني الشولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة