شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أن قدمنا موجزا بسيطا عن رحلته بعد الاحتلال ، نقول اننا نعلم ان هنالك المئات من الصفحات التي يمكن أن تكتب في هذا المجال وسنجد ان الكثير من الرفاق والابطال المجاهدون والذين يختزنون الاف القصص والروايات والحوادث في مخيلتهم سيدونونها يوما ما بأعتبارها أرثا أنسانيا لشعب العراق ، شعب البطولات والامجاد والذي لم يستكن للضيم والظلم وستوضح تلك الصفحات مأثر وبطولات الميامين من الرجال وتدون من خلال تفاصيلها الكثير الكثير مما تعذر ذكره في هذه الصفحات الموجزه.

وهنا لابد لنا من تأشير بعض الصفات والمزايا التي تتعلق بالرجل فقيد العراق الكبير الرفيق عزة ابراهيم رحمه الله والتي عرفناها عنه وتعلمناها منه وسندونها باختصار في النقاط التالية :

١. لقد كان الرفيق عزة أبراهيم يمتلك شجاعة حقيقيه ، ولم تكن شجاعة مصطنعه بل كان يعبر عنها في الكثير من المواقف من خلال تماسكه وصبره ومطاولته ، ولن نتكلم عن شجاعته المعروفه قبل الغزو والاحتلال ولكننا سنشير الى مايتعلق في الفترة التي أعقبت يوم ٩ / ٤ / ٢٠٠٣ ، كانت شجاعته واضحه من خلال تحمله لمسئوليه القيادة الاولى بعد الاحتلال وأعتقال الشهيد صدام حسين رحمه الله ، خاصة وان المجابهه كانت ضد قوى الغزو والاحتلال وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكيه.لم يترك الرفيق عزة أبراهيم مسدسه الشخصي المحشو بالاطلاقات ولا بندقيته الشخصيه من نوع كلاشنكوف يوما أو ساعه بعيدة عن متناول يديه ، وكان مستعدا على الدوام لمقابلة الغزاة وجنودهم وعملائهم حتى الشهاده التي كان يتمناها دوما رحمه الله .. وكانت هنالك مواقف كثيره ومتنوعه مر بها خلال سنوات قيادته للابطال المقاومين والمجاهدين وخلال تنقلاته الكثيره ،، وكم من مرة تطوق مكان أو منطقة الاجتماع الذي يديره في مناطق مختلفه من ارض العراق ولكن الله حفظه وحفظ رفاقه الابطال من المجاهدين ومن تنظيمات الحزب الاخرى .. وسيطول الحديث عن هذا الجانب ، وسيأتي يوما يكتب عن تلك المواقف والبطولات كل من كان شاهدا مباشرا عليها ومشاركا فيها.

٢. وعلى مايبدو وكما شعر الجميع وبيقين راسخ ان الرفيق عزة ابراهيم كان مؤمنا حقيقيا وهو المعروف بمنهجه الصوفي في ممارساته وعباداته .. لقد كان حريصا على الصلاة وباقي العبادات وكان ناسكا ورعا متوجها الى رب العباد وطالبا منه الحفظ والنصر على الاعداء ، ونظن والعلم عند الله أن نقاوة أيمانه وتمسكه بالعبادات هي التي حفظته من عيون الاعداء والذين شكلوا كل أشرار الدنيا.

٣. لقد أمتلك الرفيق عزة أبراهيم قرار المناضلين التأريخيين المضحين الاصلاء في قراره بمواجهة العدوان والغزو والتصدي له ، فكان يقول ولمرات كثيره في انه اليوم في بحبوحة الجهاد التي أنعم الله عليه بها ، وكان يقول أنني سأبقى أقاتل الغزاة وأحث الشعب على الجهاد والمقاومة حتى ولو تركتموني وبقيت لوحدي فأنني لن أتراجع عن هذا الطريق الذي أمنت به راغبا متطوعا ، وقد أقترن ذلك بالقرار على عدم مغادرة أرض العراق مهما أشتدت المنازله والنوائب ، وكان صادق تماما في عدم مغادرته أرض العراق ولو ليوم واحد واظن هذه شهادة يستحقها رغم ان كثير من تقارير الاستخبارات للقوات الامريكيه والحكومة العميله واراذل القوم اكانوا يكررون مرارا وتكرارا بانه في ارض اليمن او سوريا او السعوديه أو أماكن أخرى ، أخزاهم الله ورحم الرفيق عزة أبراهيم الذي تحول الى نموذج للصبر والمطاوله والمقاومه.

٤. تميز الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله بتحسبه الامني الشديد وبسبب خبرته الطويله وتجربته في فترة النضال السري وخلال تجربة الحكم الوطني كان المعلم والمرشد والموجه والمساهم في وضع الخطط الامنيه ، وبالتالي وبسبب كل ذلك وبجهد دؤوب ومستمر من رفاقه المجاهدين وتحسبهم العالي ومحافظتهم على الامن والكتمان ، لم يتمكن الغزاة الامريكان وبكل اجهزتهم الامنيه والاستخباريه وعملائهم واتباعهم ويعاونهم الفرس الاشرار ودول كثيرة اخرى من الوصول اليه ، وعلى الرغم من كثرة الاجتماعات واللقاءت الدوريه والاستثنائيه والاعتياديه التي كان يجريها مع رفاقه وفي اماكن مختلفه ، لم يتمكنوا من تحقيق أي أختراق يذكر ، طبعا كان الرفاق الابطال من الذين يحضرون تلك اللقاءات والاجتماعات الكثيره والمتنوعه هم من حاز على الثقة الكبيره في الكتمان وحفظ الاسرار وساهموا في تحقيق النجاحات الامنيه المشهوده.

٥. كان الرفيق عزة أبراهيم صلبا في موقفه ومؤمن تماما بصلاحية منهجه الذي اعتمده في الجهاد وفقا لعقيدة البعث الوطنيه والقوميه والانسانيه ، وكان محاربا عنيدا لكل من يتطاول على منهج الجهاد أو يزايد على المرابطين في ارض الرباط والجهاد ، فهو من خبر وعرف عن قرب جهدهم ودورهم وهو المطلع والعارف لما تعرضوا له من أذى وقتل وتدمير وأعتقالات ومطاردات وتهجير خاصة وهو يعيش بينهم او قريبا منهم ، وكان هو المسيطر والضابط لمسيرة الجهاد والمحذر والمنبه لكل زيغ او انحراف يحاول المساس في تجربة الجهاد في العراق ، وعلى الرغم من مداراته لبعض الطروحات ومحاولة تقبلها وقتيا الا انه سرعان مايثور عليها ويتدروش ليقاتلها في مهدها خاصة عندما تتقاطع من المنهج الوطني او مسيرة الجهاد العملاقة في العراق والتي ركعت قوات الاحتلال وعملائها.

٦. كان الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله بسيطا هادئا غير متكلفا في حياته ومعيشته ، وكان بسطاء الشعب يعتنون بخدمته ورعايته وتأمين مستلزماته ، ورغم أشتغاله بمناصب رفيعة في الدوله العراقيه قبل الغزو والاحتلال فانه لم يحاول يوما أن يعيش حياة البذخ والبطر وانما كان يعيش بين الناس وفي بيوتهم الطينيه البسيطه وأكواخهم الاعتياديه ويتنقل بأبسط أنواع العجلات ، وقد روض نفسه وبمساعدة من يخدمه على حياة الجهاد والمرابطه والتي تحتاج الى الصبر والتأني وتقبل أشياء لم يتعود الانسان عليها في الايام الطبيعيه.

٧. وخلال السنوات الاولى من الغزو والاحتلال وبعد أن كثرت وتنوعت الفصائل والجيوش والجبهات الجهاديه ضد الغزو والاحتلال والتي كانت تعتمد عقائد ومناهج مختلفه وتسوقها دوافع مختلفه كان الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله يقول ومنذ وقت مبكر أن معظم هذه القوى ستنتهي وتتلاشى من الميدان وستبقون انتم يارجال البعث والمقاومة الوطنيه الحقه في الميدان لوحدكم لانكم أنتم أصحاب القضية الاساسيه ولان الغزو والاحتلال هو من أستهدفكم بالقتل والتدمير والاجتثاث والاعتقال والتهجير ، وبالتالي أنتم من مثل الهدف الحقيقي لقوات الغزو والاحتلال ، وهذا ما أثبتته الايام والوقائع ولكل متابع حصيف.

٨. كان الرفيق عزة أبراهيم رحمه الله يقول دوما أن أمريكا أستهدفت تجربة العراق الجديده التي يقودها البعث ، ولم تستهدف دينه كما يروج بعض المتأسلمين ، لان تجربة العراق توصف بانها تجربه علمانيه رغم ارتكازها على الدين الاسلامي الحق ، أي أن الحكم في العراق لم يكن يدعي انه يحكم مثل ولاية الفقيه في ايران والتي أتخذت من الدين الاسلامي غطاءا مزيفا لمشروعها ، ولذلك فأن من أستهدف في العراق هو تجربة الحكم الجديده والتي يقودها البعث وصدام حسين والتي باتت تشكل عائقا تجاه طموحات ومشاريغ المستعمرين الجدد.

والى اللقاء في الحلقة القادمة ..

بغداد
٦ كانون الاول ٢٠٢٠







السبت ١٩ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الفريق الركن محمد صالح علوان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة