شبكة ذي قار
عـاجـل










تأسس المؤتمر عام ١٩١٢م في مدينة ( بلومفونتيف ) من أعضاء ذات البشرة السوداء من سكان البلد الأصليين للضغط على الحكومة ذات الأقلية من ذوي البشرة البيضاء للحصول على حقوقهم، وكان الحزب يعمل ضمن الوسائل الدستورية للبلاد من خلال الوفود المفوضة من قبله للتباحث مع الحكومة لتحقيق مطالبهم، وكان الحزب يتمتع بقوة انضباطية وإيديولوجية ديمقراطية اشتراكية وموقف سياسي، ويعرف نفسه بأنه يسار الوسط، انضم للحزب ( نلسن مانديلا ) عام ١٩٤٢م وعند إجراء الانتخابات العامة ونتيجة للسياسات العنصرية وسياسة الفصل العنصري فاز ( الحزب القومي ) الذي كان يحكم البلاد من ذوي البشرة البيضاء بالتزوير مع أنهم الأقلية، فعارض حزب المؤتمر السياسات العنصرية معارضة شديدة وحملة واسعة ضد نتائج الانتخابات، وبين عام ١٩٥١م وعام ١٩٥٨م استمرت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية بصورة واسعة وكبيرة ضد القوانين والإجراءات التعسفية ضد ذوي البشرة السوداء مع فقدان الأمن وانتشار المجاعة وفيروس نقص المناعة وأزمة اقتصادية وفرض رقابة على المواطنين بإجراءات قسرية، وحقق حزب المؤتمر مسيرة شعبية في جوهانسبرج عام ١٩٦٠م جوبهت بإطلاق الرصاص الحي عليها من قبل الشرطة، سقط على أثرها عدد من القتلى والجرحى، وأصدرت الحكومة قراراً بحظر نشاط حزب المؤتمر الوطني، مما دفع قادة الحزب إلى اللجوء إلى النشاط السري، وتشكيل جناح عسكري أطلق عليه ( حربة الأمة ) أصبح مانديلا أول قائد له، إذ باشر النضال المسلح ضد أجهزة الدولة العسكرية والأمنية ومنشآتها المهمة، والوقوف ضدها لنيل حريتهم وإجبارها على تحقيق مطالبهم.

وفي عام ١٩٦٢م قامت السلطة باعتقال قادة الجناح العسكري لحزب المؤتمر من ضمنهم ( مانديلا ووالتر سيسيلو ) وغيرهما وصدر الحكم عليهم بالسجن خمس سنوات ثم أطلق سراح مانديلا بعد سنة واعتقل مرة ثانية عام ١٩٦٤م بسبب نشاطه وحماسته ونضاله ضد السلطة وسياسة التميز العنصري واتهامه بالتخطيط لعمل عسكري مسلح، أدى ذلك إلى الحكم عليه بالسجن المؤبد، مما تسبب في تدهور حالته الصحية والنفسية، إلا أن حزب المؤتمر استمر بنشاطه السياسي والعسكري، ثم نقل قيادته إلى ( لوساكا ) في زامبيا بزعامة ( أو ليفر تامو ) مع استمرار عمله داخل جنوب أفريقيا، وعمل على توحيد القوى المعارضة من النقابات العمالية والتنظيمات السياسية والقيادات الدينية.

وعام ١٩٨٩م شنت المعارضة حملة واسعة ضد سياسة التميز العنصري والمناداة بإطلاق سراح ( مانديلا ) الذي بقى في السجن ( ٢٧ ) عاماً، وبتأثير العقوبات الدولية التي فرضت على حكومة جنوب أفريقيا ورئيسها ( فريدريك دي كليرك ) تم إطلاق سراح مانديلا من السجن مع إيقاف حظر العمل السياسي لحزب المؤتمر الوطني، وعندما جرت انتخابات بصورة ديمقراطية شارك فيها حزب المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي ونقابات العمال، مقابل حزب السلطة ( الحزب القومي ) فاز فيها ( مانديلا ) برئاسة دولة جنوب أفريقيا عام ١٩٩٤م وبذلك انتهت حقبة التمييز العنصري، والبدء بقيام اصلاحات سياسية واقتصادية ومدنية والمشاركة بالحكم دون تمييز، ومن أسباب وعوامل نجاح الثورة الشعبية في جنوب أفريقيا :

١-يشكل سكان جنوب أفريقيا من ذوي البشرة السوداء ٧٥% من مجموع السكان، وهذه النسبة تجعلهم قوة بشرية للثورة ضد النظام العنصري.

٢- لجوء المعارضة الشعبية في جنوب أفريقيا إلى الأسلوب السلمي والأسلوب العسكري باستهداف عناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية، مما جعلها قوة ذات تأثير حسب المتغيرات السياسية الداخلية والخارجية وخطوات نحو تحقيق أهدافها.

٣- تشكيل تحالف الأحزاب والنقابات والقيام بمظاهرات احتجاجات توسعت إلى ثورة شعبية ضد النظام.

٤- سياسة التمييز العنصري التي اتبعتها الحكومة وحزبها القومي في التعامل مع الشعب وعدم احترام كرامته.

٥- الإجراءات الأمنية القاسية ضد المعارضة السياسية من قبل أجهزة السلطات الأمنية.

٦- اتساع الفوضى الأمنية وسوء إدارة الاقتصاد أثرت على وضع البلاد بصورة عامة.

٧- بقاء مانديلا ٢٧ سنة في السجن آثار احتجاج الرأي العام الداخلي والخارجي والتعاطف معه ومع قضيته.

٨- إجراء انتخابات ديمقراطية فاز فيها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وتولى ( مانديلا ) رئاسة الحكومة بعد إطلاق سراحه من السجن.




الثلاثاء ٨ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة