شبكة ذي قار
عـاجـل










بمزيد من الإيمان والرضى بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعضو قيادة قطر العراق هذا اليوم.
وبهذا المصاب الجلل، وإذ ننعى رحيل الرفيق المناضل الشهم الفذ عبد الصمد الغريري لجماهير أمتنا العربية المجيدة ولرفاقنا على امتداد ساحات الوطن العربي وفي المهجر، فإنه سيكون لزاما علينا الوقوف عند مسيرة أحد أبطال أمتنا وأحد أبرز فرسانها الأصلاء الشجعان الثابتين المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

لقد خبر الرفيق المناضل الفقيد عبد الصمد الغريري ساحات النضال مبكرا، وخبرته سوح الوغى والمنازلات الكبرى والمعارك القومية الحاسمة والمصيرية، حيث كان مقاتلا نوعيا من مقاتلي جيش العراق الباسل وأحد طلائع نخبه في القوات الخاصة تميز بحرفيته الكبيرة ومهنيته العالية وانضباطه الصارم وشجاعته النادرة ومواهبه ومهاراته وخصاله القتالية الفريدة، ولقد شارك في الدفاع عن حرمة العراق ببسالة كبرى في كل فترات حياته حيث تصدى للعدوان الإيراني الشعوبي إلحاق على العراق في ثمانينات القرن الماضي كما تصدى بشجاعة لعدوان التحالف الثلاثيني على بلاد ما بين النهرين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مطلع تسعينات القرن العشرين ولما تلقاها من اعتداءات امبريالية ظالمة كما تصدى للغزو الأمريكي الوحشي للعراق سنة ٢٠٠٣ واستمر في المقاومة بأشكالها المختلفة لحين رحيله.

هذا، وكان رفيقنا الفقيد عبد الصمد الغريري مناضلا بعثيا عقائديا صميميا مبدئيا لا يهادن ولا يساوم ولا يتأخر عن تلبية نداء واجب الحزب وواجب الوطن والأمة.

ولمّا جمع رحمة الله تغشاه بين كل هذه المواهب والخصال النادرة، استحق وبجدارة لا تُنازع، التدرج لأعلى المراتب الحزبية فنال ثقة رفاقه وانتخب عضوا لقيادة قطر العراق ثم عضوا للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وكان مستودع أسرار الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير وذراعه الأيمن.

ولقد أغنى الرفيق الراحل الكبير عبد الصمد الغريري مسيرة الحزب الجهادية والنضالية ومسيرته المقاومة بعطاء لم ينضب لحين أسلم الروح لبارئها، حيث ورغم المخاطر والخطوب التي حافت بالعراق والحزب على حد السواء منذ الغزو الأمريكي الغاشم للعراق، فلقد كان شعلة وقادة من النضال والحركية والعطاء الثر المقدام الأصيل.

تحمل الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري رحمه الله، إلى جانب رفاقه الشجعان في قيادة قطر العراق المجاهدة وعلى رأسهم الرفيق الشهيد خالد الذكر المناضل شيخ المجاهدين عزة إبراهيم أمين عام الحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير، مصاعب تنوء بها الجبال في ظروف شديدة التعقيد لا يكاد يتخيلها العقل البشري .. فكان يصل الليل بالنهار ويحرث آفاق العراق وساحات الوطن العربي الكبير وساحات أخرى ساعيا لدفع مسيرة الحزب الجهادية الكفاحية والنضالية في العراق وفي الأمة، وباذلا قصارى جهده من أجل تثوير الجماهير وتوسيع المقاومة للغزو الأمريكي ومن بعده للاحتلال الإيراني البغيض.

ولقد أسهمت التركيبة العسكرية والخبرة الميدانية للرفيق الفقيد عبد الصمد الغريري رحمة الله تغشاه في نجاحه المبهر في كل المهمات السرية الحساسة والمعقدة التي تم تكليفه بها من الحزب، فأداها بتفان كبير وإخلاص أكبر يشهد له بهما الأعداء قبل الأصدقاء.

إنه وإن كان ترجل الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري في هذا الظرف الشائك وبُعَيد رحيل رفيقه وقائده الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير رحمة الله عليه، مصابا جلل بلا شك، فإن مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي ومقاومته الباسلة ستستمر وقّادة تصاعدية لا تفتر ولا تتراجع، ذلك أن حزبا عَجّ ويعجّ بأطواد نضالية وهامات جهادية فريدة وبمفكرين أفذاذ عباقرة بمثل هذه المعايير والإمكانات والخصال والمناقب لا يمكنهم إلا أن يكونوا قد أعدوا مئات الطاقات المبدعة الخلاقة لتستلم المشعل من بعدهم ولتتصدى لمهمة إبقاء الراية شامخة خفاقة وإبقاء أصابع المقاومين على الزناد أبدا لحين النصر المؤزر للعراق وللأمة العربية جمعاء، سواء غيبهم الموت أو ظروف الجهاد وأحكامه من اعتقالات واغتيالات وغيرها.

رحم الله الرفيق المناضل الفقيد عبد الصمد الغريري وغفر له وتجاوز عنه وأسكنه فراديس جناته وألهم أهله وعائلته ورفاقه وألهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان ..
إنا لله وإنا إليه راجعون.







الثلاثاء ١ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة