شبكة ذي قار
عـاجـل










مشكلة الإسلام السياسي ليست متعلقة فقط بموقف الجماعات من العنف والديمقراطية ، ولكنها قضية تخص علاقة المسلمين بالدين والدولة والمجتمعات وتنظيم حياتهم وشأنهم الروحي وبالنظر إلى ما تؤول إليه عمليات الأسلمة الرسمية منها والجما عاتية يبدو واضحا اليوم أنها أدخلت العالم الإسلامي في حالة من الصراع والكراهية والانهيار!ولم يعد ممكناً النظر إلى مواجهة هذه الحالة في عالم العرب والمسلمين اليوم في معزل عن المنظومة الإسلامية المنشئة لها رغم ما في ذلك من مغامرة ، ذلك أن الأنظمة السياسية والجماعات والمجتمعات تصير حتماً في مواجهة مع الذات ، ولكن مواجهة التطرف لن تكون فاعلة أو ناجحة من غير هذه المواجهة ، ولم يعد أمامنا حكوماتٍ ومجتمعاتٍ وأفراداً سوى أن نكف عما نحسبه مكافحة للتطرف مما لا يعدو كونه هجاء المتطرفين أو نضيف إليه إعادة النظر في المنظومة المنشئة لتصوراتنا وتطبيقاتنا الدينية ، والتي نتشارك فيها مع المتطرفين ولا نكاد نختلف عنهم في فهمها وتطبيقها في شيء يذكر والحال أن كل أو معظم ما بذل في المواجهة الفكرية والأيديولوجية مع المتطرفين يتحول إلى نتيجتين { أرباح صافية للمتطرفين ، أو يجعل الدول وحلفاءها يظهرون وكأنهم في مواجهة مع الإسلام وليس مع المتطرفين } ولم تعد ثمة فرصة للخروج من دوامة الكراهية والتطرف والعنف سوى إعادة فهم وصياغة العلاقة بين الدين والحياة والأفراد والدول والمجتمعات في منظومة فكرية مختلفة عما درجت عليه الدول والجماعات والمؤسسات الدينية منذ أوائل القرن التاسع عشر ومختلفة بطبيعة الحال عن منظومة الحياة الاجتماعية والسياسية وعلاقتها بالدين حسب ما تشكلت عليه قبل القرن التاسع عشر وتكون المواجهة بطبيعة الحال في مدونة جديدة تعيد صياغة المحتوى والمبادئ التي قامت عليها المؤسسات الدينية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية والثقافية ، حيث تنشئ استراتيجيات بديلة وجديدة للمحتوى الديني وفلسفته وأهدافه واتجاهاته ، وتؤسس لبيئة فكرية ودينية واجتماعية جديدة تقوم على الأفراد والمجتمعات وليس الحكومات والمؤسسات والجماعات ، وعلى علاقات جديدة ومختلفة بين الدين والدولة والمجتمعات والأفراد هي مدونة يمكن إجمال فكرتها وفلسفتها في أنها تنبذ الكراهية وتؤصل لعلاقات الأفراد والمجتمعات والعالم على أساس من التعاون والتقبل المتبادل لجميع الناس والأمم والحضارات والأفكار ، واحترام التعددية والتنوع ، والإعلاء من شأن العقل والفلسفة والمنطق والمناهج العلمية والفكر الناقد والفنون والإبداع ، وتميز بوضوح وحسم بين الديني والإنساني ، وتقدم نفسها على أساس من الأنسنة والنسبية وعدم اليقين والقابلية الدائمة للمراجعة والتصحيح وليست على أنها من عند الله وتتبع ذلك حتماً إعادة صياغة مسألة الدين والدولة باعتبار الأنظمة السياسية والاقتصادية والإدارية والمناهج التعليمية منظومات إنسانية قابلة للاجتهاد والاقتباس والمراجعة والتطوير، وتظل منظومات علمية وإنسانية غير مقدسة وغير ملزمة دينياً للدولة والمجتمعات وعلى المستوى المجتمعي والفردي إعادة النظر في جميع المؤسسات والتطبيقات ( الإسلامية ) مثل البنوك والمدارس والكليات والفنون والثقافة واللباس والطعام والسلوك الاجتماعي وأسلوب الحياة لأجل تحويلها إلى منظومات إنسانية غير مقدسة تقتبس من العالم وتعطيه أيضاً على أساس من التبادل والتنافس ، وإعادة توجيه الإسلام الشعبي نحو الاتجاه الروحي والعلمي ، وفي ذلك تمكن مساعدة الأفراد والمجتمعات على اكتساب تدين يرتقي بتطلعات المتدينين الروحية ويعلمهم الدين على أسس علمية صحيحة ، وتجنيب الأفراد والمجتمعات التديين السياسي أو التوظيف السياسي والاقتصادي للدين ليكون مورداً روحياً واجتماعياً يخلو من المصالح والعيوب سوف تخسر السلطة السياسية مصدراً للدعم والشرعية الدينية ، وتحتاج إلى وقت لتكريس علاقة جديدة مع الدين تكون مقبولة في المجتمع وفي أوساط المتدينين ، ولكن وعلى أي حال لم يعد ذلك خسارة كبيرة بعد أن نجحت الجماعات الدينية في تحويل الشـرعية الدينية لمصلحتها ، ولم يعد مجال في الحقيقة ســوى التضحية بهذه الشرعية ( الضائعة ) والعمل على تأسيس شرعية سياسية وقانونية ودينية جديدة ومختلفة ، وهي وإن كانت مغامرة فلا مجال إلا لخوضها ربما يختلف الفاعلون والمراقبون في تفسير وإدانة السياسات الدينية القائمة في الدول العربية والإسلامية ، ولكن لا مجال للخلاف في أن التطرف والإرهاب في حالته الراهنة ينتمي إلى عالم الإسلام وأن ما هو خارج هذا العالم لا يمثل تحديا كبيرا للدول والمجتمعات ، ولا خلاف أيضا أن التطرف في الإرهاب في حالة نمو وانتشار ، ويحققان مكاسب كثيرة سواء على صعيد انتشار وزيادة الكراهية أو زيادة المؤيدين والمناصرين أو في مجال العنف الذي يجتاح أساسا عالم الإسلام نفسه ، ثم يمتد إلى خارجه على هيئات رشقات لا تضر الغرب بقدر ما ألحقت ضررا بالغا بالعرب والمسلمين المقيمين والمتوطنين في الغرب ، وليس من خلاف أيضا أن عالم الإسلام يواجه أزمات وتحديات كبرى تدفع به إلى الهشاشة والتفكك وأسوأ من ذلك أنه يتحول إلى جزء لا يتقبله العالم ولا يتقبل العالم أيضا ولم يعد ممكنا مواصلة التهرب بعد هذه السنوات الطويلة من مواجهة التطرف والإرهاب من ســؤال بديهي وأساسي {{ لماذا يواصل التطرف والإرهاب نموهما وانتشارهما ؟ }} وكيف نتأكد {{ أننا نحارب التطرف والإرهاب بالفعل أو أننا نمضي في هذا الاتجاه بالفعل ؟ }} وفي المواجهة الأيديولوجية والفكرية والثقافية لا مجال أيضا للهروب من السؤال الأساسي {{ كيف تكون الحالة الدينية القائمة في الدولة والمجتمع تخدم الإصلاح والتقدم وتعزز قيم التسامح والاعتدال والمشاركة العالمية أن نكون جزء امن العالم يتقبلنا ونتقبله ؟ }} والاجابة عن هذه الأسئلة والملاحظات يمكننا العودة الى مقررات المؤتمر القطري التاسع للحزب في العراق والمعالجات التي طرحت للتعامل مع المسألة الدينية بجوهرها والسلوك الطائفي المدان الذي لا يمت او يعبر عن الولاء الوطني الخالص ، كما ان العودة الى مضمون حديث الشهيد الحي صدام حسين في الدين والتراث تتكامل الرؤية التحليلية لما إرادة أعداء الامة من استخدام الدين والطائفة استخداما" مناهض للأمن القومي والوطني ، وها نحن اليوم نعيش الابعاد التدميرية التي حلت بالأمة والوطن العربي ما بعد الغزو والاحتلال للعراق ٢٠٠٣ والمجيء بأدوات ايران التي تمثل الصفوية الجديدة وعدوا نيتها المتجسدة بمفهوم عابر الحدود {{ تصدير الثورة الإسلامية }} ومن هنا الإرهاب وان تنوعت شعاراته وادواته فانه من صناعة ثالوث الشر امبريا صهيونية صفوية لانهم ملتقيين بهدف هو النيل من العروبة والإسلام المحمدي وان تظاهرى بالتناقض والاختلاف وحتى العداء ، وقد اجاد الشاعر عندما عبر عن عمق الجرح الذي سببته الأحزاب الإسلاموية وخيانتها للتراب الوطني وتنفيذ إرادة الشياطين أمريكا وبريطانيا وايران الصفوية والصهيونية بأبيات صادقة بمحتواها ومعانيها

بغـداد يـا أ مل الإسـلام وا أســــفي إن الـمـعـيـشـة فـيـه غـيـر مأمـون
ما بـال جرحك يا بغـداد دائمة إن الذي يـضني بغـدادا فـيـضنـيـني
إني لـيـزعجني ما صار في بلدي أضحى العـراق ملاذا لـلـشــــياطـيـن
تبكي الرصافة في حزن لصاحبها والكرخ أرقـه الـتـفـريـق في الـديـن
أسباب هذي البلايا اليوم مرجعها جهـل وفـسـق وطغـيـان الـفـراعـيـن


العزة للعروبة السيف المدافع عن جوهر الإسلام المحمدي النقي من كل البدع والضلال

الخزي والخيبة لكل المدعين والمتأسلمين





الاربعاء ٢٥ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة