شبكة ذي قار
عـاجـل










وسائل الإعلام السياسية تملكها أو تحكمها أو تديرها أو تؤثر فيها كيانات سياسية، بهدف الترويج لآراء هذه الكيانات.

إن نزاهة الانتخابات ليس في نجاحها لوجستيا , رغم أهميته لكن تكمن المشكلة في التحايل الذي تمارسه الالة الإعلامية في تغيير قناعات الناس ، والتي تستغل الثغرات التي يجدها في الطرف الاخر وهذا ما حصل لترامب وحملته الانتخابية وما جاءت به النتائج والذي سنناقش الامر بشكل أوسع.

يُعتبر الإعلام الموجّه الرئيسي لعقول الناس وتوجهاتهم في وقتنا الحالي، فهم محاطون بوسائله من كل الجهات وفي كل الأمكنة، وذلك ابتداءً من الوسائل المكتوبة والمسموعة كالإذاعة والتلفزيون، والمواقع الإلكترونيّة المختلفة التي أصبحت مُتاحة بفضل انتشار الإنترنت والتقدم التكنولوجي الهائل.كما يعد الإعلام السلطة الرابعة بعد السلطات التشريعيّة، والقضائيّة، والتنفيذيّة؛ نظراً لتأثيره الكبير على تغيير وصنع اتجاهات الناس الفكريّة، والسياسيّة، والاجتماعيّة التي تشكل الرأي العام في المحصلة ، ولقد لعبت وسائل الإعلام الامريكية وخاصة السي أن أن دورا مهما في توجيه الضربة القاضية لترامب ، ليس حباً بجو بايدين ولكن كرهاً بترامب وتصرفاته الرعناء ، حيث خلق له أعداء داخل المجتمع الأمريكي وشعوبه المختلفة ، والانكى من ذلك خلق له أعداء داخل الحزب الجمهوري وقسم منه صوت لصالح جو بايدن.
تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام يُقصد بالرأي العام مجموعة الأفكار والمعتقدات الفكريّة التي تعتنقها طائفة واسعة من الناس، أو تلك الآراء المشتركة التي يتقاسمها عامّة الناس حول مسألة من مسائل الحياة وقضاياها، وللرأي العام الدور الأكبر في تشكيل سياسات المسؤولين والقادة في الدول الديمقراطية ( وأصبحت أشك ان هنالك ديمقراطية حقيقية ) ،الاعلام نصب ال جور رئيس للولايات المتحدة عام ٢٠٠٠ ومن ثم الغت المحكمة الانتخابات ليكون بوش الابن رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ، هل يحق لنا أن نقول ان الانتخابات الامريكية لم تنهي بعد ؟

صحيح ان لوسائل الإعلام دور بارز في التأثير على الناس كون الإعلام وسيلة مهمة وساحرة وان الإعلامي قدوةً وموثراً ، وبأنّه يقول الحقيقة التي يجب أن يسير عليها كُثر، لذا حريٌ بالإعلاميين توخي الدقة والأمانة عند نشر الوعي في قضيّة ما، أو بث الأفكار الإيجابيّة بين عموم الناس، فالضمير الحيّ والشعور بالمسؤوليّة هما الدافع الأهم في هذه الناحية.

قد تكون الانتخابات نزيهة بكل المقاييس لكن ما اعد لها من حملات اعلامية بارعة تعمل على غسيل الادمغة وتحويلها نحو مرشحين معينين دون علم مباشر من الناس انهم كانوا مخدوعين .. وبالتالي يكون التزوير قد حصل فعلا وكان اكثر ضراوة واتساعا من التزوير التقليدي عبر التلاعب بالاصوات.

إن حقيقة الامر تقودنا إلى القول ليس هنالك إعلاماً نزيهاً صادقاً ، والاعلام الأمريكي نفسه الذي كذب على العالم في افتراء الأكاذيب ضد العراق ونظامه الوطني عام ١٩٩٠ قبلها وما بعدها وقبل وبعد عام ٢٠٠٣ ، إعلام صهيوني بامتياز يخدم كل من يدعوا الى تدمير الأمم والحفاظ على امن الكيان الصهيوني.

شكرا لك ترامب لانك كشفت لنا حقيقتكم المزيفة وزيف الديمقراطية الامريكية ، كلكم نصابون ، ومع الأسف أكثرنا جاهلون وأن القلة منا عجز عجزنا ونحن نخبر العالم ان الديمقراطية كذبة كبيرة لا وجود لها في العالم من اجل الفوز، يضحي المرشح بكل مايمتلكه من القيم والأخلاق.

العراق الجديد نموذج طبق الأصل من ديمقراطية أمريكا، والتي خربت بلدنا الجميل.

الامريكان صوتوا ضد ترامب وتصرفاته السيئة ، ولم يصوتوا لجو بايدن ، لان جو بايدن كان نائب الرئيس اوباما ولم يقدم شيئا غير سياسة الكراهية للعرب والمسلمين والوفاء والولاء للصهيونية.واوباما اسوء رئيس امريكي يكرهنا وبايدين من شارك معه في اظهار عداءه للامة العربية وعملوا الكثير ومنها اكذوبة الربيع العربي ومولوها باموال الخليج ،و فتح الباب لايران في التوسع والتمدد في الوطن العربي ، كما سمح للروس من توسيع نفوذهم في سوريا ، وسيكون لاوباما دوراً كبيراً في وضع الخطط والسياسات لتدمير الامة العربية والاسلامية ستكون لبايدين مشاكل كبيرة مع عالمنا العربي ، واتمنى ان لا يفرح كثيرا من فرح بمقدمه كلامه عسل مغشوش بالسم ، وعلى الامة ان تتوحد ضد كل مشروع امريكي صهيوني لانه صهيوني اكثر من ترامب.

وأخيراً نقول أن الإعلامي له تأثير على مَنْ يخاطب الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة،و هو أحد أفراد المُجتمع الذي يؤثّر ويتأثّر به، لذا يجب عليه التأثير بموضوعيّة بما يرفع من وعيهم تجاه إحدى القضايا دون مواربة أو كذب، كما لا يصح أن ينحاز لمصالحه، ولا يحابي أحداً من أصحاب النفوذ، أو يسعى وراء شعبية الجماهير عبر التكلم بما يحبون سماعه، كما يجب عليه عدم اللجوء للتجريح أو تقديم فكرٍ يتصادم به مع المجتمع بصورةٍ مباشرة؛ لأنّ ذلك سيُبعد الناس عن رسالته، ويُخسره إمكانيّة التأثير في رأيهم.

المطلوب من إعلامنا العربي أن يتعامل مع مرحلة بايدن إذا تم اختياره رئيساً للولايات المتحدة الامريكية بشكل قطعي برؤية المصالح العربية الكبرى لا بمنظار الرؤية القطرية الضيقة كما يفعل بعض من إعلامنا العربي في ظل كراهية ترامب ورعونته ، فالقادم سيئ في كل زوايا الرؤية السياسية ، مالم يكن هنالك موقفاً عربياً موحداً ، وعلينا أن نعلم علم اليقين أن بايدن سيقدم الولاء والانحناء والانبطاح للصهيونية ودولتها المسخ وستكشف الأيام ما ذهبت إليه.






الاثنين ٢٣ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور وليد الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة