شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم، لو كان الانقلاب العسكري حلاً لمحنة وطننا وشعبنا لانقلبنا، لكنه ليس حلاً في حالة العراق القائمة بعد غزوه واحتلاله، ونحن ندرك إدراكاً تاماً أن من يفكر ويخطط وينقلب فإنه لن يكون سوى عميل وتابع للدول التي تحتل العراق.

الانقلاب لن يخرج الاحتلال الإيراني ولن يخرج الولايات المتحدة ولا بريطانيا، لأنه سيكون مجرد سيطرة على سلطة الخضراء، ذلك لأن السلطة القائمة في العراق منذ سنة الغزو إلى الآن حدودها في المنطقة الخضراء لا تمتلك مقومات سلطة ولا تحكم البلاد بل إن الحاكم الحقيقي هي دول الاحتلال وبالذات أميركا وبريطانيا وإيران وأحزاب وميليشيات هذه الدول التي لا يمثل الانقلاب العسكري حلاً لها بل التحرير الكامل ومنه إنهاء العملية السياسية وكل ما أنتجته من افرازات مدمرة، ومن يحكمون العراق ككانتونات ودكاكين نفعية هم مجموعة الدول العميقة التي لكل منها جيوشها ومصالحها وسفراءها.

أن يخرج علينا قرد مسخه الله سبحانه من قردة إيران ويدعي أن البعث يخطط لانقلاب عسكري فإنه لا يعدو أن يكون مهرج سيرك تافه، يحاول أن يظهر بمظهر العبقري والعارف بخبايا الأمن، وما لا يعلمه غير علام الغيوب، وهو في حقيقته دوني مصاب برهاب البعث وترتعد فرائصه في عز الصيف هلعاً من اسم البعث.

إن هذا الصعلوك وأمثاله يعبرون عن جهلهم الذي يعرفون تماماً إنه لا أحد يتعاطى به غير أشباههم من الجهلة والأغبياء والمغفلين، فمن يصدق أن البعث يخطط ( لانقلاب ) كمن يصدق أن الشمس تشرق من حيث تغرب.

ونؤكد القول ثانية أن البعث يعمل على تحرير العراق بكل ما أوتي من وسائل سياسية ومقاومة وإعلام، ويحشد شعبنا بهذا الطريق، والتحرير يعني أن يعود العراق حراً سيداً بجيش وطني قوي وحدود مصانة وقرار سياسي واقتصادي كما كان قبل الاحتلال.

التحرير يعني إلغاء الطائفية والمحاصصة التي خلقها وغذَّاها الغزاة وسلوقيتهم وضباعهم وزواحفهم القذرة.

التحرير يعني تأسيس دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة ينتخبها الشعب بكامل إرادته وبكامل النزاهة.

التحرير يعني إلغاء الدستور الاحتلالي وإعادة الأمن والوئام والصفاء واللحمة الاجتماعية الوطنية وهذه كلها لا يحققها انقلاب عسكري بل ثورة شعب عارمة.

غير هذا، فالبعث حزب الشعب والأمة، وطريقه المعتمد هو طريق الثورة، الثورة التي تنتج التغيير الجذري الشامل الواسع العميق.

البعث نسغ حياة السياسة الوطنية القومية التي تحتضن الشعب، والشعب يحتضنها، وهو دون شك يصوغ ويحوك شبكة اصطياد حقبة الغدر والخيانة بكل تشكيلها الشاذ المنحرف.

البعث مفجر الثورات وقائد الإنجازات ورحم الرجولة والبطولة والتضحيات والشهادة.

البعث وشعبه الأبي وأمتهم المجيدة هم من أسقط أحلام الغراب خميني وجعل سلاحفه يتمرغون بوحل الخيانة والعمالة في بؤر الظلام الأمريكي الصهيوني الامبريالي، ثم فضحهم الله وأخزاهم في الدنيا قبل الآخرة.
لو كان الانقلاب العسكري ينقذ وطننا من محنته انقاذاً شاملاً لانقلبنا دون تردد ولكان انقلابنا قبل ١٦ سنة وليس الآن.




الخميس ١٩ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة