شبكة ذي قار
عـاجـل










ان ما حصل ويحصل لثورة تشرين امر طبيعي حالة حال جميع الثورات التحررية التي تقارع الظلم والطغيان بالعالم .. حين تثور الشعوب ضد جلاديها نتيجة حياة البؤس والمذلة والجوع والاضطهاد ستلجا الحكومة بالتصدي لها بكل الوسائل المتاحة بالترهيب والقمع وباقذر مامتيسر لها من وسائل .. القنابل الحديدية والدخانية والقنص والاختطاف الى زج الفاجرات والطنطات وقذارة الشوارع كلها وسائل خسيسة من اجل اجهاض الثورة واطفاء جذوة تصاعدها واطفاء بريقها وتشتيتها وتفكيك قياداتها بالمال والاغراء بوعود مناصب لينزلق ضعفاء النفوس والدخلاء ومن يلهث من اجل الجاه والمال والمنصب وليترشح زلال الثورة ليفرز نقاوة مياهه وليلفظ المياة الاسنة وهذا ما حصل لثورة اكتوبر الان .. وهذا ماوصلت الية جذوة الثورة المناضلة .. وهنا علينا وجوب التوقف قليلا لنتشخيص ونستقرأ بعمق وبتمعن ودقة ونحلل المشهد الذي ظهرت فية ثورة اكتوبر من حيث الاسباب والاهداف والنتائج

لاشك ان انبثاق ثورة اكتوبر كان رد فعل لسوء ادارة الدولة ولما وصلت الية حياة الشعب من ظروف ماساوية لم يشهدها العراق منذ تاسيس الدولة العراقية من محاصصة طائفية عرقية تهميش احزاب فاسدة عميلة لايران والغرب امية التعليم لصوصية السلوك مجرمة المهنية قتلت سرقت هجرة دمرت مدن باكملها انهت كل مستقبل الطبقة الشابة بعطالتها انهت الصناعة والزراعة عن عمد ليبقى العراق اسير استيراد البضاعة الايرانية، صرفت مئات الملايين من الدولارات على قطاع الكهرباء وهميا ليبقى العراق مرتبط مجبرا مع ايران لتبتز اموالة، مياه شرب مفقودة كل هذه العوامل ادت الى انسلاخ جزء كبير من قواعد هذه الاحزاب والتحاقها بسفينة الشعب الهادفة الى اسقاط العملية السياسية برمتها واعادة تاهيل كل مرافق الدولة السياسية والعسكرية والتعليم والصحة والزراعة والصناعة والغاء جميع الاحزاب والكتل التي ظهرت بعد ٢٠٠٣والغاء دستورها الصهيوني وكل ماصدر .. اذن انها ثورة شعبية تحررية شبابية وطنية خالصة لاتمثل جهة ولاطائفة بعينها .. وهذا ماجعلها تكسب تاييد واسع من جميع ابناء الشعب وعندما تصاعدت وتيرتها الجماهيرية وبين خطرها على زعزعة اركان العملية السياسية دق ناقوس الخطر في طهران ودول اخرى واوجب عليها التحرك السريع قبل فوات الاوان .. فبعد ان اصبحت اهداف الثورة واضحة تمس الجميع تغير جذري تهادن الفرقاء من اجل تجاوز الخطر .. فالكرد متهمين قناصيهم مع زمر المليشيات الولائية بقتل المتظاهرين .. مكافحة الشغب متهمة بقتل المتظاهرين بالقنابل الحديدية الدخانية .. بلاسخارت متهمة كشيطان اخرس وشاهد زور على جرائمهم كل هذا حصل يؤكد بوجود ثورة شعبية اصيلة تمثل الشارع العراقي كلة .. بأستثناء المنتفعين من اركان السلطة حيث ارعبهم التلاحم الاسطوري بين الشباب والشابات من طلبة الجامعات زهرة بغداد ومسكها واريجها قادة المستقبل كيف يتحركون مع الطاقم الطبي واللوجستي بكل دقة وشجاعة لاترهبهم قنابل الغدر ولارصاص الجبناء مما زاد من قلقهم من جدية الثورة وعزيمتها واصرارها وثباتها .. بل وضع المرجعية المنافقة في جيب ضيق وموقف محرج لانها هي من دعمت العملية السياسية طيلة ١٧عام وهي من افتت بوجوب انتخابهم وهي من تسرق معهم اموال الشعب وتشرعن سرقتهم لذلك اصبحت الساحة خندقين الاول للثوار والاخر للمليشيات واحزاب السلطة .. محاولين اكتشاف طريقة التنسيق كيف تحصل ومن هي القيادات الموجهه للثورة ومن اين تمويلها فلما عجزت عن لي ذراع الثوار رغم استخدامهم كل ما بجعبتهم من وسائل خبث وخسة استفادوا من ظهور جائحة كورونا وتاجيج اعلامهم بتهويل الحالة لتخويف الشعب وخلق ذريعة لانهاء الاعتصامات رسميا بهذه الوسيلة الرسمية المقبولة للجميع على انها من اجل خدمة وحماية المواطنين لهذا صدر ممنوع التجوال لاشهر واحراق الخيم من قبل رعاعهم لمرات كل ذلك لكسر عود الثورة .. كما ارتكبوا عملية اجرامية في ساحة السنك من اجل رمي الكرة بملعب الثورة لكنها فشلت واحرقوا البنايات الحكومية وتعرضوا بالملتوف لضرب الجيش والشرطة كل هذا من اجل حرف الثورة عن خطها السلمي ولاعطاء الحكومة ومليشياتها ذريعة قمعها عسكريا لكن كان صبر الثوار اكبر منهم وثباتهم اقوى من رياحهم الصفراء .. وماحصل في ذي قار العز ونجف الكرار حيدر وواسط وغيرها دليل على تالق الثورة ومشروعيتها وقوتها التي ارعبتهم وجعلتهم يتصرفون بهذه الهستيرية والبربرية .. لهذا زجوا كل ثقلهم بالساحة من كل قذر وساقط وناقص متاع ليستفز الثوار بشعارات وهوسات من اجل جر الثورة للدخول بمعركة جانبية تبعدها عن معركتها الرئيسية وهي اسقاط نظام الحكم فعندما فشلت جميعها للوصول لغاياتها لعبوا ورقة الاغواء فتارة يظهر الدكتور علاء الركابي واخرى ضرغام وجميعهم لايمثلون الثورة ولا يؤمنون باهدافها وان وجودهم مجرد عبارة عن شضية خشب في جسد اسد.

لكن يجب ان نؤشر هفوات واخطاء ظهرت خلال مسيرة الثورة وهي كثرة المتحدثين باسم الثوار وتناقض المواقف بين محافظة واخرى ومنطقة واخرى وغياب القيادة المثقفة الناضجة السياسية الواعية ذات الباع الطويل والخبرة بهذا الميدان وهذا ما حكمت على نفسها الثور بالاعدام حين رفعت شعار رفضها لاي توجه اوجهة سياسية.وهذا شيء غير معقول ولا منطقي ولم يحصل لأي ثورة شعبية بالعالم.فجميع الثورات تقودها احزاب ثورية وطنية ذات خبرة بالعمل السياسي الشعبي الثوري وكيفية التعامل مع اجهزة السلطة وان غيابها هو غياب القلب النابض للجسد وهذا يسجل على من قاد الثورة من خلف الكواليس ودفعها لاغراضه الشخصية والحزبية بهذا الاتجاة ليوصلها الى هذه المرحلة من التشظي والتشرذم وخروج عناصر كثيرة كانت محسوبة على الثورة .. بالرغم من ان صفاء خط الثورة وتخلصه من كل الشوائب العالقة بمسيرتها هو كسب قوة للثورة ويجعلها اكثر تماسك وأنسجام .. وهنا نكرر ونعيد بان الثورة مستمرة وشعلتها ستحرق كل من يقف بوجهها مادامت تمثل طموحات الشعب ومطالبة المشروعة لكن على من يهمه الامر من قيادات الثورة الاستفادة من ماحصل من هفوات واخطاء لتجاوزها بخطط رصينه تتاقلم وتتكيف مع الظروف وقادرة على تجاوز كل مراحل المواجهة لاعدائها كما يجب تطوير اساليب وخطط لمواجهة رعاع وذيول السلطة والاستعانة بالقوى الوطنية العريقة المجربة من اجل رسم الخط البياني لمراحل نضال الثورة وانضاج برامجها وخططها واهدافها فبدونها ستتقوقع الثورة وتدخل في متاهات وتتبعثر الجهود وتتناثر اجنحتها والندم لاينفع .. الابتعاد عن الانانية وحب الظهور واستجداء المناصب وجعل قضية العراق بين عيوننا وشغاف قلوبنا .. ومن يتوكل على الله فهو حسبة وما النصر الا من عند الله.






الاحد ١٥ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يزن اصيل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة