شبكة ذي قار
عـاجـل










مهما تهربنا وابتعدنا وادعينا بأن نترك الفلسطينيين يقررون ما يريدون، فإننا نغالط أنفسنا ونكذب ونحاول تصديق كذبتنا.

لم تكن فلسطين سبب مشاكلنا، مشكلة فلسطين واحتلالها من قبل الكيان الصهيوني الغاصب بمساعدة بريطانيا والغرب كله ثم رعاية أمريكا لها، كل ذلك لم يأت من فراغ.

هذا الأمر كان مخططاً له منذ بداية القرن العشرين، والذي أخره ووقف بوجهه، هم العرب بسبب وحدتهم وأصالتهم وشجاعتهم ومواقفهم العربية والقومية وشعورهم بقوة توحدهم ومصالحهم المشتركة كونهم أشقاء، في وحدتهم قوة وفي افتراقهم ضعف.

هنا زرع الكيان الصهيوني وبدأت كل المؤامرات تحاك ضد الأمة العربية لاستشعارهم بخطورة وقوة وحدتها، الضحية كانت فلسطين العربية، وعشنا وعاش آباؤنا وأجدادنا مآسي الظلم الذي وقع عليها، ومع الأسف فإن الجيل الجديد الذي نشأ في ظل احتلال العراق والمؤامرات الكبيرة ضد بعض الدول العربية من أجل تفتيتها وتقسيمها، ولد هذا الجيل بعيداً جداً عن الشعور العروبي والقومي وقوته للعرب.

لا بل ليس هذا فقط بل نشأ جيل كبير في دول مهمة كالعراق واليمن وسوريا ولبنان، يميل بدون وعي إلى أمم هي من خارج المنظومة العربية كإيران وأمريكا والكيان الصهيوني، ما أدى إلى اضعاف الأمة العربية بأدنى درجات الضعف، وارتقاء الكيان الغاصب والاستعمار الأمريكي والغربي ظهور البعض ليحقق مراده في تنفيذ المؤامرة بصفقة القرن التي صمدت أكثر من سبعين عاماً مضت واليوم تتحقق بعدة شهور.

كل ما أراه أن العرب يميلون برؤوسهم يميناً وشمالاً متفاجئين من هول الصدمة التي صدموا بها جراء تسارع الأحداث والتهاوي السريع نحو القاع، وهؤلاء الذين صدموا كانوا ينعتون الآخرين بمحبي نظرية المؤامرة.

واليوم عندما كشفوا صدق هذه النظرية كانت الفأس قد وقعت بالرأس، ولا مهرب ولا منجى لهم منها!

أرادوا الهروب من الورطة بالتطبيع، فسقطوا بورطة أكبر من السابقات، والجميع يعلم أن التطبيع مع العدو الصهيوني هو تطبيع الجبناء الأذلاء الخائفين، ولا يقدم لهم شيئاً، لأن الكيان الصهيوني الغاصب، يعلم أنه قد ساقهم نحو مذبح انتصاره ونهايتهم المذلة.
ستبقى فلسطين حرة عربية، لن يتنازل الشرفاء يوماً عن العودة إليها، وستزول "دولة اسرائيل" كما زالت عاد وثمود وأخواتها، وهذا هو من الإيمان بالله وكتبه ورسله.




الاربعاء ٤ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة