شبكة ذي قار
عـاجـل










رغم مرور ما يزيد على أربعين سنة منذ إعلان خميني عن مشروعه لتصدير ما يسمى بالثورة الإيرانية لتأسيس امبراطورية فارسية تحت ستار وغطاء مزيف هو الغطاء المذهبي ( الشيعي ) إلا إن هذا المشروع لم ينته بعد من تعريف نفسه ولم يتمكن من ترسيخ أقدامه في أي أرض عربية وطئها رغم أنه حظي ولما يزل بشراكة واسناد وتعاون تكتيكي واستراتيجي من الامبريالية العالمية المتصهينة وصل ذروته في قرار أميركا غزو العراق وتسليمه إلى إيران عبر أحزاب وميليشيات إيرانية وأخرى موالية لإيران، لا العراق سقط واستسلم لمشروع خميني الصفوي الطائفي الصهيوني ولا أي من بلاد العرب التي أعلنت طهران أنها صارت جزءاً من هيمنها قد صارت فعلاً كذلك ذلك لأن المقاومة العربية الإسلامية لهذا المشروع تتصاعد وتستمد غذاءها الروحي المعنوي الاعتباري من الانتصار العراقي التاريخي في حرب الدفاع عن العروبة والإسلام التي دامت ٨ سنوات وتجرع خميني ومشروعه في نهايتها السم الزعاف.

وعلى المستوى الإعلامي، وهو بعد هام وخطير في مشروع إقامة الامبراطورية الفارسية المتصهينة، مازالت الأقلام والأفواه الفارسية والذيول المعوجة تحاول مستميتة تقديم التعريف ( definition ) الذي استمرت محاولات صياغته للاحتلال الفارسي وخاصة في شقه المتعلق بالدين والمذهب من جهة وبرفعه لشعار مخزوق هو المقاومة والممانعة، فالعالم يشهد الآن تواصل الجهد المستقتل لتمرير التعريف في نفس الوقت الذي انحدر فيه المشروع إلى حافات الموت.

إن دخول حزب الله اللبناني الذي هو أحد أخطر أذرع المشروع الاستعماري الفارسي والذي يهيمن عملياً على القرار الرسمي اللبناني وكذلك حركة أمل الشريك الأول لهذا الحزب في مفاوضات ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني إن هو إلا انتحار سياسي للمشروع القومي الفارسي المتستر بالدين والمقاومة وانهيار عملي له وهو لما يزل في مرحلة التعريف بنفسه وتقديمها في سابقة قد تكون غير مسبوقة في أن يتواصل مشروع احتلال لأكثر من أربعين سنة ولا يتمكن من الانتهاء لا من التعريف ولا من توطين أقدامه ويستقر.

بديهي أن نقول الآن إن الانتصار العراقي في قادسية العرب والمسلمين الثانية ( قادسية صدام ) عام ١٩٨٨ قد أصابت المشروع الفارسي بالشلل، وإن مشروع احتلال العراق قد منحه فرصة استعادة بعض لياقته مظهراً وشكلاً فقط إذ سرعان ما انكشفت عوراته وهزالته الناتجة عن تحالفه مع الغزاة الإمبرياليين الصهاينة الذين وصلوا مع إعلان صفقة القرن إلى محطة الافصاح الكامل عن أسماء الشركاء والعملاء وعن رفع درجات الصلة السرية إلى العلن في ما يخص الشراكة مع الكيان الصهيوني ورفع مستويات فرضه كدولة وواقع حال في الشرق الأوسط عبر رفع مستويات التطبيع وعدد الدول المطبعة.
إن بدء مفاوضات ترسيم الحدود تعني :

١ - أن حزب الله وحركة أمل ومن ورائهم إيران صاحبة القرار الفعلي إنما يعلنون الاعتراف بالكيان الصهيوني.
٢ - أن السلطة اللبنانية التي يسيطر عليها الذيل الفارسي تعلن بدخول المفاوضات عن موت ما يسمونه وتبجحوا به وتمترسوا خلفه وخدعوا به كثيرين وهو ما يسمونه المقاومة والممانعة.
٣ - النقطتين أعلاه تلخصان الكثير مما هو ظاهر وما هو باطن في هرولة إيران للحفاظ على نظامها على حساب مشروعها الذي بدأ يتداعى عملياً.

الهرولة الإيرانية الآن هي للحاق بقافلة التطبيع التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذاً لصفقة القرن ولضمان فوز ترامب بدورة رئاسة جديدة.

خلاصة القول هنا : إن المشروع الفارسي قد سقط، وهو الآن يرفس قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وذلك بسبب ما واجهه من مقاومة عربية إسلامية باسلة ولانكشاف كذبه وزيفه في محاولاته التستر على حقيقته الاحتلالية وحقيقة شراكته مع المشروع الصهيوني الاستيطاني على حساب أرض العرب وسيادتهم وكرامتهم، على العرب أن يُصعدوا جهدهم وجهادهم لطرد إيران من أي موطئ قدم حققوه على أرض العرب.




الاربعاء ٤ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الحسنين علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة