شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يهم المراقب والمتابع لسلوك النظام الإيراني، ليس هذه تهديداته وهذا التخويف الغبي الذي يمارسه، إنما المهم هو إعتراف إيران الضمني بإرتباطها وأجهزة مخابراتها وحرسها الإرهابي وفيلق قدسها، بعمليات إرهابية شملت عواصم أوربية – باريس وبلجيكا ومدريد وعواصم دول اسكندنافية .. إلخ

هذه العمليات الارهابية تديرها محطات اسستها مخابرات الحرس الايراني تحت اغطية دبلوماسية وموظفين يعملون في ملحقياتها التجارية والثقافية والإعلامية والمذهبية ( الحسينيات ) و ( البنوك والمصارف الايرانية ) ، والتي تكون مسؤولة عن تجنيد عناصر من الجالية الإيرانية المقيمة في عواصم العالم المختلفة بوسائل إلإرهاب والإبتزاز.والتهديدات الإيرانية من هذا النوع المقرف، سواء صدرت من ايران الدولة أو أحد قادتها العسكريين والإستخباراتيين أو أحد دبلوماسييها، هي تصريحات تعبر عن ثلاث حالات

 ١ - إعتراف ضمني برعاية الإرهاب من خلال جماعات إرهابية مسلحة منتشرة في مناطق العالم المختلفة منها ( العراق وسوريا ولبنان واليمن وإيران ) ، تهدد بها العواصم الأوربية ومنها باريس وبروكسل.

٢ - تَهَرْبْ النظام إلإيراني من مسؤولية ردود الأفعال الناجمة عن أعمال الإرهاب، بدعوى عدم مسؤوليته عن جرائم مليشياته الارهابية التي يحركها 

٣ - تعريض الجاليات الإيرانية المقيمة في الخارج إلى إتهامات بالإرهاب.

تصريحات النظام الايراني، تشكل في جوهرها اعترافاً ضمنياً واضحاً وصريحاً بأن الدولة الايرانية هي دولة إرهابية من الطراز الأول في التاريخ الحديث، فلا الدولة الهتلوية ولا الدولة الموسولونية ولا الدولة الإستالينية ، على مستوى ارهاب دولة الإرهاب الايرانية فحسب، إنما دبلوماسييها وعناصرها الفارسية في الخارجي ايضاً .. كيف ؟

اولاً - " أسد الله الأسدي " ، دبلوماسي إيراني، هو في حقيقته من مخابرات الحرس في واجهة دبلواسية ومحمي بالحصانة الدبلوماسية في حركته وتنقلاته واتصالاته ، خطط بتوجيه مركزي حين كان في النمسا تحت غطاء القنصل، لتفجير اجتماع للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومقره باريس، والذي كان سيحضره مسؤولون بارزون امريكيون واوربيون ومسؤولون عرب وغيرهم عام ٢٠١٨ .. جند هذا الدبلوماسي المعتمد كل من "امير سعدوني" و " نسيمه نعامي " وهما زوجان إيرانيان مقيمان في الخارج من اجل القيام بفعل التفجير، سلمهما قنبلة ( TATP ) في لوكسمبرغ عام ٢٠١٨ وقد اعترفا صراحة اثناء التحقيق في بركسل، فيما وجه ممثلوا الادعاء العام في بلجيكا اتهامات ثابتة للدبلوماسي " أسد الله الأسدي " بالإرهاب المنظم وحدد يوم ٢٧ / ١٠ / ٢٠٢٠ موعداً لمحاكمته، حيث كان مسؤولاً عن عمليات المخابرات في منطقة جنوب اوربا ويتلقى أوامر من طهران.

هذا المحتجز الايراني وبمنهى الصلافة والعجرفة يهدد السلطات البلجيكية وحتى الفرنسية من ( أن قضيته تحظى بمتابعة وثيقة من جماعات لم يكشف عنها في ايران ودول مجاورة .. واضاف ( ان بلجيكا لا تدرك ما سيحدث في حال صدور حكم غير مرغوب فيه ضده ) وتابع يقول ( إن جماعات مسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا اضافة الى ايران مهتمة بنتيجة قضيته ) .. وهو بهذا التصريح يربط موضوع احتجازه أو صدور الحكم بحقه بمجاميع مليشياتية إرهابية مسلحة يقودها الحرس الإيراني، سواء كانت هذه المجاميع في العراق او سوريا او لبنان أو اليمن وحتى إيران نفسها، وإنها ستنتقم له بعمليات إرهابية في عواصم اوربية ومنها على وجه الخصوص ( باريس وبروكسل ) .. فأي صفاقة هذه التي يتحلى بها عنصر الدبلوماسية الإرهابي هذا؟ وأية دولة ارسلته مبعوثاً للإرهاب في اوربا؟

ثانياً - " محمد رضا نقدي " المنسق العام للحرس الايراني يقول ( إن قواته تمتلك جيشاً كبيراً وخفياً في أنحاء العالم .. وإن شباناً من افغانستان والعراق ودول مختلفة حتى اوربا شاركت في معارك عسكرية في سوريا والعراق تحت رعاية فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الايراني .. وإن هذا الجيش الكبير لا يمكن التعرف عليه أو رصده، إنه إذا وجه ضربات لا يعرف الأعداء من أين تتلقى الضربة، وستأتيه الأخبار في أية لحظة من أي جزء من العالم .. إن تلك القوات تحاصر الأمريكيين والإسرائيليين في الوقت نفسه ) - وكما نرى ان حسن نصر الله وحزبه الآن يتفاوضان مع الكيان الصهيوني بشأن ترسيم الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بأمر من طهران تمهيداً للمفاوضات الإيرانية الأمريكية -.!!

نعود إلى هذا المسؤول الإيراني وهو على مستوى مهم في سلم قيادة الحرس الايراني يتساوق تصريحه مع تصريح " أسد الله الأسدي " في بعده الإرهابي لأوربا وللعالم .. ألم يكن التصريحان بمثابة إعتراف قوي ومباشر بأعمال الإرهاب التي جرت في اوربا والتي ستجري تحت ذرائع التخويف الفارغ.؟ ألم يشكل التصريحان إدانة مباشرة لنظام طهران الدموي وهو يباشر فعل التهديد والوعيد والإصرار على فعل الإرهاب بدون عقاب.؟

ثالثاً - " عبد العزي المحمداوي " رئيس أركان الحشد الشعبي في العراق، يهدد بحرق العراق ( إذا تعرضت ايران إلى عدوان ) .. وأسماء كثر ممن رهنوا ارض العراق وشعب العراق ومصالحه للأجنبي الإيراني، وباتوا يهددون ويلعبون على المكشوف وهم في سلوكهم مرعوبون من مصير أسود، فلا الشعب العراقي يتقبلهم ولا دول المنطقة العربية ترتضيهم ولا شعوب العالم ودولها قابلة عنهم، فهم منبوذون ومحاصرون حتى إيران الداعمة لهم سوف لن تتقبلهم وستتنكر لهم ولا تريد الإعتراف بهم، فكيف بإيوائهم.

إن سلوك النظام الإيراني، الذي تعاون في حقبة ( باراك أوباما ) الإخوانية، التي لم تكن لدعم الأخوان المسلمين فحسب، إنما لشق وحدة المسلمين لأغراض الأمن الإسرائيلي أولاً ولمصلحة تأسيس شرق أوسطي جديد ثانياً.بيد أن مثل هذا السلوك المرضي والغبي يتصور أن العالم غبي وساذج لا يدرك أين وصل الحال بالنظام وبالدولة الإيرانية ، والمثل على ذلك : روحاني يبشر الإيرانيين بأن إيران ستنتعش من بيع وعقد صفقات السلاح مع الخارج، فيما تقف طوابير الإيرانيين أمام المخابز والمحال التجارية والصيدليات والمستشفيات والمصارف والبنوك في معانات كشفها الإعلام الايراني الذي اكد على ان استهلاك المواطنين من المواد الغذائية تراجع إلى دون ٥٠% فيما شحت السيولة النقدية وتراجعت بصورة كبيرة امام العملات الأجنبية .. هذا الواقع لا يخجل منه روحاني ولا خامنئي ، لأنهما يؤمنان بخرافة (( الصبر الإستراتيجي )) ، هذا الوهم الذي يجر الشعوب الإيرانية إلى الهاوية عما قريب .. وملامح الحرب الأذربيجانية - الأرمينية ستتمدد إلى الداخل الإيرانية نتيجة الظلم الذي يعاني منه الأذريين في ايران وباقي الشعوب الإيرانية .. الإنفجار يبدأ من هناك ومن العراق ولبنان وسوريا واليمن أيها الأغبياء.!!






الخميس ٢٨ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة