شبكة ذي قار
عـاجـل










كلمات تهجم على البعث "الطاغي" و"المجرم"، مثل هذه أقرأها في بعض التعليقات على بعض المنشورات!

وفي الغالب يحدث سجال يصل أحياناً إلى السب والشتم والتعصب بين المعلقين لتمسك كل منهم برأيه.

الأطراف التي تتهجم على البعث –أغلبها - عندما تناقشها لا تجد عندهم سبباً مقنعاً، مجرد تعصب وتبعية عمياء دون وعي .. وهناك آخرين يحملون البعث مسؤولية كل ما جرى ويجري على العراق!

جميع المتهجمين لديهم أسباب مشتركة باتهام البعث إنه أدخلهم بحروب أطلقوا عليها "عبثية" أدت إلى تدمير العراق، وأنكروا أن المؤامرة الدولية كانت ضد العراق بوجود البعث أو غيره في سدة الحكم، وهي مقررة منذ عقود لتأمين وجود الكيان الصهيوني والسيطرة على منابع النفط العربي طويلة الأمد.
ولهؤلاء الذين يهددون ويحذرون من عودة البعث إلى الحكم في العراق.

سأتحدث هنا بصراحة وبروح وطنية خالصة وأوجه حديثي لأخوتي من العراقيين الذين عاشوا زمن حكم البعث والذين ولدوا في السنوات الأخيرة من حكم البعث ولم يتعرفوا عليه جيداً ونضجوا خلال فترة حكم الاحتلال وذيوله.

بدءاً نقول إن العراق للعراقيين وحدهم، وهو مهبط الأنبياء والأولياء وصاحب التاريخ المجيد ذي السبعة آلاف عام، تعرض هذا البلد لأبشع حالات التدمير والتخريب على مر التاريخ، وهذه أقسى الحالات جميعاً.

كل العراقيين من أي قومية أو دين أو مذهب أو طائفة هم سواسية في الحقوق والواجبات، لا فضل لأحد على أحد إلا بخدمة البلد والولاء الكامل له.

وعندما نقول أن العراق للعراقيين بمعنى عدم السماح بتهميش أي عراقي وتفضيل عراقي أخر عليه مهما كانت الأسباب، وكل عراقي له الحق بالانتماء لأي فكر يراه ملائم لآرائه ومعتقداته وقناعاته ومفاهيمه، ومن غير المسموح قانوناً الضغط بالقوة والتهديد والترهيب لأي مواطن بتغيير عقيدته وفكره وقناعاته.
نعود إلى نقطة البعث والبعثيين .. فهؤلاء هم عراقيون أولاً وهم جماعات كبيرة وليسوا أقلية، ومازالوا يحملون نفس الفكر بانتمائهم للبعث وقناعتهم به، وكل الإجراءات الحكومية من اجتثاث ومصادرة أموال وحقوق لم تثنهم عن التمسك به، بل زادتهم إيماناً بأحقيته ووجوده وتوثقت قناعتهم به نظراً للفوارق الكبيرة بين الأمس واليوم في احترام البلاد وسيادتها وكرامتها واحترام المواطن وما قدمته حكومات البعث من بناء وتطور وازدهار يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء.

ونشير هنا وليس من باب التعصب الأعمى لنوضح للذين أعمت الأحقاد قلوبهم أن يحكموا ضمائرهم ويضعوا بين أعينهم الخوف من الله ليقارنوا بين دولة البعث العظيمة التي بنت بلداً مزدهراً متطوراً احترمه الجميع وأرهبت قوته كل طامع ومتآمر عليه، ووفرت دولته كل وسائل العيش الكريم من صحة وتعليم وصناعة وزراعة وتجارة، والمهم أن النفط كان عراقياً ولكل العراق، ولاوجود لشركات واستثمار بهيئة سرقة، وكانت العدالة تأخذ مجراها على الجميع دون استثناء أو مجاملات، وقد خلا البلد من الفساد والفاسدين الذين كان لهم القانون بالمرصاد وهم ذاتهم اليوم الذين اعتبروا من ضحايا النظام الذي يشهد له الجميع بالنزاهة والاستقلال التام.

دولة البعث أخرجت رجال دولة وعلماء ومثقفين في كل الجوانب، وهم اليوم منتشرون في بعض الدول العربية والعالم وبالكاد يسدون رمق عيش عوائلهم، لم يسمع أحد بوجود أية أملاك وأموال لهم خلال فترة عملهم في دولة البعث.

بل أن أغلبهم صودرت دورهم الوحيدة التي يملكونها والتي لم تمنح لهم من دولة البعث بل هي من أملاكهم وأموالهم الخاصة.

وهذا محمد مهدي صالح وزير التجارة في عهد دولة البعث تصادر داره الوحيدة وتباع مقطعة وهو لا يملك غيرها، وكذلك طارق عزيز أكبر مسؤول بعثي يستولي عمار الحكيم على داره الوحيدة الشرعية دون وجه حق شرعي أو قانوني.

كذلك محمد سعيد الصحاف وهمام عبد الخالق والسيدة هدى مهدي صالح عماش، والمشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والعلمية والأهلية في حكم دولة البعث.

ويصادف أن دولة الاحتلال حاولت البحث عن أية ثغرة ضد الدكتور ناجي صبري الحديثي وزير خارجية دولة البعث لتحاول تشويه صورته الجميلة ليس عند العراقيين فحسب بل للعالم أجمع فلم تتمكن، عندها وجدت أن أحد عجلات وزارة الخارجية التابعة لمكتبه قد سرقت بعد الاحتلال فحملت السيد الوزير المسؤولية وقاضته وصدر قرار بتغريمه عشرين مليون دينار، فما كان من الدكتور ناجي صبري إلا أن يدفع هذه الغرامة الباطلة كاملة لكيلا يقال عنه أنه متهم أو سارق، حاشاه.

تحدثنا بتحكيم الضمير الحي والمسؤولية الشرعية أمام الله والأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها العراقيون وهي متجذرة فيهم، فمن هو الأفضل والأجدر لحكم العراق؟

نحن هنا كبعثيين لا نبحث عن سلطة أو جاه أو مناصب لأن البعث صاحب رسالة خالدة، وهو مشروع أمة للنهوض والبناء، ولهم كل الحق بالمشاركة في بناء البلد وتطويره والمحافظة على استقلاله وسيادته وكرامته.

ومن حق ملايين المنتمين له سابقاً وحالياً المشاركة مع أخوتهم في الوطن في بنائه وإعماره وإنقاذه من براثن المحتل وأذنابه العملاء وخلاصه من الخونة والعملاء والفاسدين.

ومن يتهجم على البعث لمنفعة شخصية أو قضية شخصية له ليعطينا ويوضح لنا ماذا قدم عهد الاحتلال الجديد للعراق، للشعب والوطن.

كل الامور تسير نحو الأسوأ وإلى الهاوية السحيقة وإلى الاقتتال والحروب بين أبناء البلد والتفتيت والتدمير والتبعية للأجنبي المحتل.

لنحكم ضمائرنا عند المقارنة وعند الحكم، والبعث لا يُجتث بهذه السهولة من قلوب وعقول وضمائر المخلصين، وهو ليس طالباً للسلطة، وليس ضعيفاً، بل مازال قوياً صامداً، وإنه يعمل بحكمة كبيرة لكي يصل بالبلاد إلى بر الأمان.




الخميس ٢٨ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمود العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة