شبكة ذي قار
عـاجـل










أين يكمن وجه الخطورة؟ بدءاً وقبل إعادة التذكير بما قد مضى في حقبة ما بعد غزو الوطن وتدنيس النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء، وكان مقتدى جذلاً سعيداً بها علناً وعلى رؤوس الأشهاد، بل ومارس في أسبوعها الأول فطرته المتوحشة في القتل وحماه الغزاة بقرارات خاصة؟ حيث أن بريمر أوقف تنفيذ القرار الصادر من محكمة عراقية وقاضي عراقي بإلقاء القبض عليه!

هذا ما يمثل علاقته بالأمريكان، أما علاقته بدولة ولاية الفقيه إيران فإنه من دون الآخرين أول من أصبح يقلد خامنئي من خلال اعتبار كاظم الشيرازي ( الحائري ) هو مرجعه والذي هو وكيل خامنئي في العراق.

إنه الأخطر لأن هناك من شعبنا البسيط الطيب من لا يرى عيوبه وخطاياه وجرائمه وفساده، ليس لأنه قائد سحر أفئدة الشعب ولا لأنه ملهم ولا عبقري ولا رجل دين ولا سياسة بل إذعاناً وطاعة عمياء لوالده وابن عم والده، وما لهما من سطوة مذهبية، ولأن اسميهما قد استخدما بطرائق مريبة للتأسيس للباطل والكذب والتزوير وإلباس الباطل لباس الحق، التأييد الشعبي الذي يحظى به مقتدى والذي يصل إلى التقديس لإنسان غير مقدس بل مدنس ومخترق بكل ولاءاته الدينية والمذهبية والوطنية والمحلية، لكن من يوالونه ويقدسونه هم فئة من شعبنا لا تجهد نفسها بالتفكير، إن كانت لها القدرة على التفكير، ولا تشغل نفسها بدراسة الشخصية وفحواها وجوهرها وقدراتها، بل توالي بلا مراجعة، وبعضها يوالي لمنافع شخصية مادية ولإثبات قدرات التكييف وآخرين يسوقهم شعار متصخر يعبر عن فراغ عقلي نصه ( ذبها براس عالم واطلع منها سالم ) وهو شعار ساقط أصلاً في حالة مقتدى لأنه ليس عالماً ولن يكون عالماً قدر ما امتلك من رصيد الوراثة، ليركب زمن الفجور والفساد، فتصير له طائرة خاصة وموكب سيارات لا عد ولا حصر له وحمايات لا يجندها إلا مرعوب مرهوب تحيط به حاشية من الأفاعي والعقارب والسلاحف.

مقتدى هو الأخطر على العراق لأنه جند القاعدة الشعبية البسيطة المحبة لآل البيت والمذهب لحماية العملية السياسية منذ يومها الأول، وجند حاشيته من اللصوص والقتلة والسراق والفاسدين، كما البيض الفاسد، ليصولوا ويجولوا بها مستثمراً ولاية الفقيه في شقيها :

الشق القاعد في النجف والشق المتسلط على طهران، وكلا المرجعيتين قد وظفا الدين والمذهب لخدمة الغزو والعملية السياسية لإدراكهما إنهما الطريق الأوحد لتسليط وترسيخ الاحتلال الإيراني، ولأن مقتدى يعرف أن قاعدته الشعبية التي ساعد النظام الوطني قبل الاحتلال في تأسيسها وتوسيعها لوالده ( رحمه الله ) هم عرب العراق المعتزين فطرياً وعفوياً بوطنيتهم، فإن مقتدى وبتلقين من الفرس يعلن أحياناً عن نوع من الاستقلال في القرار عن إيران وهو إعلان لا يعدو كونه ذر للرماد في العيون وإيغال في منهج الخداع الذي جربه مقتدى وأفلح فيه.

مقتدى هو الخطر الأعظم المحدق بالعراق سيادة ووحدة جغرافية وشعبية لأنه طائفي ومجند من قبل الطائفية السياسية لا يزيد على غرقه في هذا المستنقع النتن المتعفن إلا نوري المالكي والدعوة وعمار الحكيم وشلته وهادي المدرسي ومنظمته الإرهابية وطائفيته المقيتة التي زرعها نبتاً مراً ساماً في جيش المهدي وسرايا السلام قد تفوق طائفية المرتزق الإيراني الناقص عقلاً وديناً هادي العامري وعصاباته.

مقتدى الصدر يجيد إدارة البسطاء متحزماً باسم والده بلغة تطغى عليها السذاجة رغم إنها منقوعة ومشبعة بالحقد والضغائن ومتعكزاً على القبول المسبق من جحافل البسطاء التي تحركها غرائزها وبطونها وحواسها الجنسية، غير إنهم عراقيون ليس كمثل فيلق هادي القادم من أرض الارتزاق والكراهية والعيش الذليل، ولا هم كمثل حيوانات المجلس الطبطبائي ولا قردة هادي مدرسي.

مقتدى عينة شاخصة لاستخدام التحشيد المذهبي بالباطل والغدر والخسة والفساد وفي زمن صار لهذا التحشيد معنى واحداً هو تكريس الفرقة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد وزرع اليأس من احتمالات الخلاص منها.

مقتدى هو معول التغيير الديموغرافي الذي سنته إيران سنة لاستيطانها المقيت الإجرامي الاحتلالي.

غير هذا، مقتدى دمية تحركها الحرباء الإيرانية متوحدة مع مصالحه المتوحشة جشعاً، وهذه الدمية بوسعها أن تلبس جلد الثورة والثوار لتمارس قتل الثورة والثوار، وهذا هو بالضبط ما قام به مقتدى ضد ثورة وثوار تشرين وما زال يقوم به.

إن ما حصل في كربلاء ليلة الزيارة الأربعينية من عدوان على موكب ثوار تشرين القاصد إحياء الذكرى الحسينية المباركة والاستقواء بثورة الإمام الحسين عليه السلام والموقف البذيء المعلن من مقتدى المساند للأذى الجسدي والعدوان السافر على الثوار وهم في حضرة الإمام الحسين له هدف خبيث مبيت هو عزل الثورة والثوار عن انتمائهم الوطني والتزامهم الديني والمذهبي المترافق جدلياً مع وطنيتهم.

وهنا كان مقتدى عود ثقاب الفتنة ووقود اشتعالها غير آبهٍ ولا مدرك إلا لمصلحة إيران وعدائه المنهجي لمن يقول لإيران اخرجي من بلادنا.

إذا كنا نخشى على ثورة تشرين وشبابها الأبطال فعلينا أن نخشى غدر مقتدى وقدرته على النفاذ بين ضلوع الثوار بقصد قتلهم وتشتيت جمعهم وتيئيسهم.

إذا كنا نريد تحرير العراق فعلينا أن نبذل جهداً متعدد المسالك والقنوات لنوقف ماكينة مقتدى التي تحرق شعب العراق والعراق كوقود لها.

مقتدى الصدر هو إيران ومشروعها الاحتلالي للعراق.

هو أميركا والأرض التي تم تمهيدها لأقدام الغزاة.

هو عمود خيمة العملية السياسية المدمرة للعراق وهو حاميها الأول.

هو الطائفية بأعلى درجات غلوها وبشاعتها وإجرامها.

هو الجهل وسكاكينه التي تمزق جسد العراق.

هو العدو الأعظم لثوار تشرين، لأنه الأكثر خوفاً على المشروع الإيراني التوسعي والأكثر قلقاً على المكاسب التي حققتها الطائفية المجرمة، وهو الأكثر قلقاً على انجازات الاحتلال في العراق التي أسست لتشظية العراق أو إضعافه ليكون عاجزاً عن حماية نفسه والخنوع لإيران.

مقتدى الصدر غول الجهل الماسك بعصا تشظية العراق مذهبياً إن لم يتمكن مع أسياده من اخضاعه كاملاً.

مقتدى الصدر سيف سيقطع رقبة العراق إن لم يجد شعبنا كله والجنوبيون والفراتيون بالذات حلاً ينهي تغوله ويطفئ ناره المجوسية.

مقتدى لا يمثل شعبنا، واللاهثون وراءه سينسحبون إلى ساحة الوطن فور انتهاء تأثيراته العائلية التي صدق البسطاء إنها مقدسة.







الخميس ٢٨ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الحسنين علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة