شبكة ذي قار
عـاجـل










لظروف نضالية غادرنا أرض الوطن سوريا ( مسقط الرأس ومن نحمل هويتها ) إلى الوطن الثاني العراق، أمضينا نصف عمرنا في العراق وتقاسمنا مع أهلنا في العراق لقمة العيش ولم نشعر يوماً بالغربة باستثناء البعد عمّن بقي من أهلنا في سوريا.

بعد أن تم مهاجمة العراق في عام ٢٠٠٣ من كل قِوَى البغي والشر في العالم غادر غالبية السوريين العراق وبعضٌ منهم دخلوا لسوريا وقليل ٌ منهم من بقي خارج سوريا وتوزعوا في دول الجوار العربي أو الإقليمي ( تركيا ) وفي دول العالم ( المهجر ).

من دخل منهم إلى سوريا وأصبح تحت سيطرة النظام وأسيراً لقمع أجهزته الأمنية لا مجال لمحاكمتهم عما صرحوا أو ما قبل بعضهم من تعامل مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية فكلنا نعلم إجرام وممارسات هذه الأجهزة، ولم نجلد في تقييمنا أحد على ما تصرف أو قال وهو تحت رحمة هذه الأجهزة.

ولكن؟
ندخل صفحات حكام العراق الذين جاؤوا إلى الحكم تحت حراب أمريكا ومن معها من قِوَى العدوان ونقرأ منشوراتهم المليئة بالحقد على الحكم الوطني السابق في العراق، وغالبيتهم يمارسون العهر والدعارة بكل مواصفاتها، وهم مجبولون لقمة رأسهم في مستنقع الخيانة وبكل وقاحة يتهمون الحكم الوطني بأبشع التهم وهم وشعبنا العربي من المحيط للخليج يعرف أنهم جاؤوا للحكم تحت حراب المحتلين ورغم عهرهم وبذاءة تصريحاتهم فنقسم أبداً لا يزعجنا ما يقولون وما ينشرون بل نستخف بهم!

أما؟
عندما نقرأ منشوراً أو نتابع فيديو أو تصريح لمن كانوا في مواقع وظيفية حكومية عالية أو مواقع حزبية قيادية ويتهجمون على نهج ومسيرة التجربة الوطنية الناصعة التي صنعها الحزب في العراق وعلى الشهيد الفارس صدام حسين ورفاقه في القيادة والحزب تحت عنوان النقد والاستفادة من الأخطاء الماضية فذلك سقوط نحو الهاوية.

البعض يقدم على ذلك عن دراية ويعبر عن نفس خسيسة يلهث خلف مكسب مادي أو غيره، والبعض نوع من الانسياق المهين وذلك عيب أيضاً.

من يعمل في بناء دولة وأمة غالباً ما يصيب ولكن ممكن خلال زحمة العمل أن يخطئ خاصةً عندما يكون البناء بيد والبندقية باليد الثانية يحمي الثورة وتجربته بالبناء من القُوى المعادية التي تستهدف التجربة وتحاول أن تعطل التنمية وتدمر عملية البناء.

الحزب نجح في تجربته وثورته ومنهجه العمراني والتنموي نجاحاً باهراً وكاد أن يوصل العراق إلى مصاف الدول المتقدمة عالمياً مضافاً إلى إنجازاته القومية، ولكن هذه التجربة لم يكتب لها الاستمرار فقد تكالب على العراق وعلى ثورته وثواره كل قوى الشر في العالم وبما فيهم الحكام العرب وحكام الدول الإقليمية.

تعرض حزب البعث الذي استلم الحكم في العراق وسوريا إلى كل أشكال التآمر وصولاً إلى شن حروب من دول إقليمية ودولية.

ففي سوريا تم التآمر والغدر من قبل من كنا نعتقد أنهم رفاق لنا وسيطروا على السلطة وحاربوا الرفاق والقيادات البعثية، والأهم من كل ذلك أنهم استمروا وطوال عقود من الزمن يسيئون للحزب كونهم استمروا يحكمون باسم البعث في حين كان البعثيون الحقيقيون في السجون والمعتقلات أو فروا خارج سوريا خوفاً من بطش النظام القمعي وأجهزته المخابراتية، وغالبية رفاقنا قتلوا أو ماتوا في سجون النظام، وبذلك وباسم البعث تم تشويه مبادئ وقيم البعث ووصل الحال بكثير من أبناء شعبنا في سوريا أن يعتبروا البعث شيء مخيف ورهيب ومعادي لمصالح الشعب والوطن.

أما في العراق فقد شنت حرب من أقسى أنواع الحروب نفذها حكام إيران بالوكالة استمرت ثمانِ سنوات وبالرغم من الثَّبات والنصر الذي تحقق في ٨ ٨ ١٩٨٨ إلا أن هذه الحرب كلفت العراق الغالي من الشهداء والإمكانات ومن بعدها حرب قادتها أمريكا تلاها حصار جائر ورهيب استمر لـ ١٣ سنة وتخلله عدوان متكرر لقصف المواطنين والبنى التحتية وعلى العراق وصولاً إلى احتلال العراق.
رحم الله الشهيد صدام حسين وأسكنه جنات النعيم.
رحم الله شهداء العراق وشهداء الأمة العربية.




الجمعة ٢٢ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خالد مصطفى رستم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة