شبكة ذي قار
عـاجـل










صمموا غزو العراق واحتلاله واغتيال رجاله ليكون حزب البعث العربي الاشتراكي محض صفحة قرأها العراق والأمة ثم طواها الغيب والنسيان.

ظنوا أن قوانين الاجتثاث واغتيال القائد الشهيد الرفيق الأمين العام صدام حسين رحمة الله تغشاه والحظر الدستوري الذي سنوه في دستور الاحتلال كفيلة بإنهاء البعث فكراً وتنظيماً.

ظنوا واهمين وخيل لهم أن رفاق الشهيد صدام حسين لا حول لهم ولا قوة بعد أن صدقوا فرية الدكتاتورية وأخطأوا قراءة الصلة العضوية النضالية بين القائد صدام حسين ورفاقه وشعبه، فتصرفوا على أساس أن الكاريزما القيادية ستعدم مع إعدام صدام حسين وأن التميز والتفرد البعثي القيادي الفكري سينتهي مع نهاية حياة القائد صدام حسين، غير أن الحقيقة التي لا تغطى بغربال أن رفاق صدام حسين كانوا قادة مقتدرين ثقافياً وفكرياً وإدارياً وفي كل خصالهم وسماتهم الإنسانية العظيمة، يقودهم من انتخبوه قائداً وأحبوه أخاً ورفيقاً وأنهم جميعاً قادة تاريخيين وأولهم في اقتدار القيادة والفكر من كان نائبه ورفيق عمره الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم.

فالرفيق المجاهد الأمين العام لم يمثل شرعية القيادة بعد أن غيبت الأقدار القائد صدام حسين فحسب بل أثبت ميدانياً أنه قائد شجاع من طراز فريد، وأنه يمتلك مزايا خاصة به هي ما تحتاجها مرحلة مقاومة الاحتلال والعمل السري وإعادة هيكلة الحزب بعد ما تعرض له من إبادة.

لقد أيقن البعثيون وشعب العراق وأبناء أمتنا العربية المجيدة أن الرفيق عزة إبراهيم يمتلك قدرات قيادية لا يمتلكها أحد غيره، وهي الخصال والمزايا والقدرات التي تحتاجها أهداف فرضتها نتائج الغزو الغاشم والاحتلال المركب المجرم وما أفضت له من نتائج كارثية، فيقينه بالله ناصر المؤمنين والحق لا يدانى وقدرته على الثبات على العقيدة والمبادئ له بداية غير أن لا نهاية له، وقدرته على إعادة لم شمل رفاقه مجربة ليس فقط لخبرته التنظيمية التي لا تدانيها خبرة بل لأن رفاقه يحبونه ويثقون به، فسجل وصفحات تاريخه ناصعة لا تشوهها ولا واقعة واحدة، بل هي وقائع الاحترام والاعتزاز، ويده بيضاء كبياض الثلج نزيهة كنزاهة القمر في منح الأنوار التي تقوض الظلام، صريح لا يخشى في المصالح العامة وأولها مصالح الوطن والأمة والحزب قول قائل ولا ملامة لائم، ثم إنه قرر بجنان ثابت أن يقابل الله جل في علاه ساعة يحين الوعد الحق وهو في العراق.

من تعرف على عائلة الرفيق عزة ومنهم أولاده الكرام فقد عرف معاني النبل وسمو الأخلاق ورفعة النفوس والتواضع والصدق التي لا يمكن أن تمتلكها أسرة إلا من أب مؤمن بالله إيماناً راسخاً، قرأ القران وجعله تراتيل مقدسة بألسن العائلة، وحفظ السنة وحفظها لهم وتملك الجميع بحب واحترام وطاعة لا ينالها إلا الأولياء الصالحين.

وأولاد الرفيق عزة يحملون قناعة نهائية أن رزقهم في جهدهم وعرق جبينهم فلا اتكالية ولا مصادر غير ما تدره عقولهم وأياديهم وسعيهم المبارك، والعراقيون عموماً حساسون جداً ويتفاعلون بقوة عظيمة مع الوضع العائلي للقائد وقدرته على بسط سطوة الاحترام والطاعة الواعية والتمسك بالأخلاق الفاضلة.

للعراق وللأمة العربية أن تفخر وتزهو بحزب البعث في العراق بعد ٢٠٠٣ م كحزب قاتل الفناء وانتصر عليه بإرادة الله ودماء الشهداء، وقاتل العملية الاحتلالية وما زال يبعثرها وينخر مساراتها وتشكيلاتها ومخرجاتها الإجرامية، وقاوم الاحتلال ولما يزل يقاوم، وسطع منه وفيه نجم قائد معجزة وهبه الله كرامات مضافة لكرامات كان يمتلكها بفضل الله قبل عام ٢٠٠٣ حين كان قائداً يتصدر قادة تطور العراق وازدهاره إنه القائد المجاهد الثابت الصابر الرفيق عزة إبراهيم أعزه الله وأمد في عمره ونصر به العراق والأمة نصراً مبيناً مؤزراً.

القائد الضرورة ليست عبارة ميكانيكية تنطقها عقول وألسن تحجرت عند ما يسمى بالديكتاتورية عند المرائين والكذابين، ولا هي لفظ سَخِر منه الفارغون بعد غزو العراق وتغييب اقتداره المجرب، بل هي قانون قيادي تفرضه حاجة الشعوب والأمم والأوطان إلى رجل شجاع يحمل الراية ويتقدم الصفوف ويلم الشمل ويرسم التكتيك والاستراتيجيا.

فقيادة الرفيق عزة إبراهيم كانت ضرورة لعبور محنة ما بعد الغزو التي اخترقت قلب الحزب وثقبت جسده وتطلبت ضرورة القائد ليضع المبضع على الجراح بمهارة الطبيب فيشفيها بعون الله.

القائد الضرورة وضرورة القائد مركبين من مركبات طاقة العبور وإعادة التشكيل ومسار من مسارات إعادة الهيكلة، والوطن المغدور بالغزو والاحتلال والممزق بحراب الغيلة والبغضاء والأحقاد يحتاج إلى حادي ركب المقاومين والثوار ينير دروبهم بفكره ويغذيهم بخبراته ويعوض نقص عددهم بحكمته ويبعث فيهم المعنويات من روحه التي لا تعرف الهوان.

الرفيق القائد عزة إبراهيم صورة من صور الرساليين الراقية النموذجية المثالية، نذر حياته ليبقى بعث العراق يبعث الآمال والرجاء في نفوس العراقيين والأمة، وليبقى منصة رفض الخنوع والاستسلام ورصاصة الرحمة في مشروع الفارسية الصهيونية وهي جاهزة للإطلاق من أية ساحة من ساحة ثورة تشرين التي تمثل ذروة من ذروات المقاومة التي تصدى لها بثبات قائد البعث عزة إبراهيم ورفاقه وشعبه وظل قائدها الضرورة ذلك أن إحدى أهم جدليات الثورة هي ضرورة القائد.







الجمعة ٢٢ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة