شبكة ذي قار
عـاجـل










إن المرء ليعجب مما آلت إليه أحوال العراق، فبات مثلاً للبلدان الفاشلة والعاطلة والمضطربة .. إذ يحتله عدو كافر، أقام قواعد عسكرية لتحصين قواته المحتلة، عازما على بقاء طويل الأمد، حرصا على مصالحه، ولحماية نظام فرضه على العراقيين، فسادت في البلد شريعة الغاب ولم يعد للدولة وجود، ولا للعدل معنى، إذ تسيدت فيه العصابات المسلحة، وشاعت التجارة المحرمة، ولم يبق لأحد هيبة مهما سما منصبه إلا بقدر ما نهبه من أموال الشعب، وتحصن بأزلام لحمايته، فشاع الخطف والقتل والسجون السرية، وارتفعت أصوات المعذبين، فماذا يتوقع من بلد هذا حاله؟!وفور تكليفه، أطلق رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وعوداً متكررةً بشأن مضي حكومته بالكشف عن المتورطين بعمليات قتل واختطاف واعتداء ضد المحتجين، وسبقت ( لن ) أكثر الجمل في تصريحاته، : لن نسمح .. لن نرضى .. لن نكون .. الخ، إلا أن وعود الكاظمي المتكرّرة و ( لناته ) لم تمنع اعتداء المليشيات الولائية على محتجين في محافظات جنوبية، خلال تظاهراتهم في الأيام الماضية للمطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين في زمن حكومة عادل عبد المهدي السابقة، والتي استخدمت مختلف الوسائل لقمع الاحتجاجات، ولم يجر أي تحقيق في ذلك، وما جرى في كربلاء خلال زيارة اربعينية الإمام الحسين ( عليه السلام ) والاعتداء الذي تعرض له المتظاهرون هناك يؤكد لنا بما لا يقبل الشك أن وعود الكاظمي مجرد هواء في شبك، وكما قالت منظمة العفو الدولية، في تقريرها بمناسبة مرور عام على الاحتجاجات العراقية، حيث وصفت “وعود السلطات بتحقيق العدالة" بأنها "لم تكن سوى حبر على ورق، حيث يستمر المسلحون باستهداف الناشطين والمتظاهرين، ويفلتون من العقاب، إذ قتلوا وأخفوا العشرات في بغداد والبصرة ( جنوب ) حتى الآن”.إن سقوط جرحى في كربلاء، عندما رفع موكب مؤيد لتظاهرات تشرين شعارات مناهضة لأميركا وإيران، وتفريق قوة من المليشيات الولائية وحماية المكان جموع المتظاهرين بالضرب يؤكد أن هذه الحكومة لا تختلف عن سابقاتها في القمع والقتل .. فهل يستحق موكب مؤيد لتظاهرات تشرين يرفع الأعلام العراقية وصور ضحايا التظاهرات، ويهتف بشعارات مناهضة لأميركا وإيران، هذه الاهانات والضرب والتعنيف كلها.ويقول ناشطون في احتجاجات ساحة التحرير إنّ الكاظمي أكثر من "الأقوال من دون أفعال"، مؤكدين أن رئيس الوزراء لم يحاسب مسؤولاً واحداً، ولا ضابطاً واحداً، ولا أياً من الفصائل المسلحة، التي قتلت المتظاهرين وقمعت التظاهرات، وخرجت بمقاطع فيديو تتباهى بذلك.وأكدوا أيضا أن جميع "العراقيين ضد مليشيات القتل والاغتيال والاختطاف و ضرورة تخليص العراق من المليشيات الإجرامية.إن أحداث كربلاء أكدت أن مستر ( لن ) مصطفى الكاظمي لم يختلف عن سابقيه وإن جاء بوجه مخادع جديد يدعي احترام ثورة تشرين والوقوف إلى جانب الثوار.






الجمعة ٢٢ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة