شبكة ذي قار
عـاجـل










انطلقت شرارة ثورة الشعب المجيدة في الأول من تشرين الأول من السنة الفائتة، أي فقد مر عام على المطالبة بعودة الوطن ورفض الظلم والطغيان، والمطالبة بالحقوق المشروعة للشعب، وتحقيق العدالة بين أبناء الشعب الواحد، وكذلك نتيجة المعاناة الإنسانية والعيش لسنوات طويلة من الحرمان والتفرقة والاضطهاد والاقصاء والتهجير، في أوقات عسيرة وصعبة وعصبية مر بها أغلب العراقيين عامة وفئة الشباب خاصة، حتى أصبحت الثورة واجبة ومهمة وضرورة ملحة، ووصول يوم النخوة العراقية للثوار بعد أن أكدوا وأصروا بقوة وثبات على مبدأ الوطنية العراقية والشرف الرفيع وذروة الغيرة العربية للدفاع عن العراق والعراقيين ومكتسبات الشعب والحفاظ على منجزات وكرامة وهيبة العراقيين، بالرغم مما وقع وجرى من أحداث ومتغيرات كثيرة جراء العدوان والغزو والاحتلال، ويوم تجمع وتكالب أعداء العراق والحاقدين من الخونة والعملاء والمتآمرين.

مر على الثورة التشرينية الأبية، عام من الصمود الأسطوري والتضحيات والصبر الذي لا يلين، وهم في ساحات التظاهرات والاعتصامات، ساحات المجد والعزة والكرامة، وهم يقدمون الدروس تلو الدروس بالوطنية والإخلاص والحب الأفلاطوني المصيري للعراق والثقافة والإبداع ورفض القتل والإجرام والخطف والظلم والطائفية السياسية والتزوير والفساد والانحطاط الأخلاقي والاجتماعي، وخرق الأنظمة والقوانين والأعراف والتقاليد وموازين وقواعد التاريخ والتراث الحضاري المزدهر، والدعوة إلى التغيير والإصلاح والعدالة والإنصاف ورفض الذل والهوان والارتهان على الأحزاب السارقة الفاسدة العميلة.

إن الوقوف واستذكار المناسبة الأولى للثورة واجب وطني وقومي مقدس للتأمل واستلهام القيم والمواقف بالصمود والتحدي وعرض صور البطولات، بأن شباب الوطن والثورة اليوم أكثر إصراراً وتضحية وعطاء في أجمل وأرقى وأنظف ثورة شبابية شعبية سلمية بيضاء عرفها تاريخ العراق المعاصر.

مر عام والثوار الأباة الغيارى الأحرار في ساحات التظاهرات والاعتصامات رغم الصعاب والمعاناة المؤلمة وهم أكثر ثباتاً وعزيمة وبأساً شديداً، ما دام فيهم عرق ينبض، لأنهم أرادوا الحياة وأحبوا العراق واستجابوا للقدر، يقابله موت الضمير العربي الرسمي، لا الشعبي، والصمت الدولي والعالمي المخزي المريع المتعمد إلى حد المشاركة في الإجرام والمزايدة في بيع القضية وتزوير الحقائق.

مر عام على وشباب الثورة الأحرار في الساحات، وهم يتعرضون إلى أبشع صور الموت والخطف والاقتحام والاغتيال وهدم وحرق الخيم الخاصة بالسكن والطبابة الذي انعكس وعبر وحشية القوات الرسمية من عصابات ومليشيات، والشباب أنفسهم وبأم أعينهم وهم يشاهدون زملاءهم أشلاء متناثرة ومخضبين بالدماء.

عام يمر على ثورة العراقيين الصابرين، في أجمل لوحات الصمود والصبر اللذان عجزت الأقلام عن وصفه والتعبير عنه، لما ضم هذا العام من أحداث ومواقف وبطولات وقصص وحكايات، بعد أن التف أغلب الشعب وساند ودعم وأيد الثورة والثوار.




الاثنين ١٨ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. رافد رشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة