شبكة ذي قار
عـاجـل










الأخ والصديق الوطني الليبي – كمال المدني – الذي انتقل للرفيق الأعلى قبل سنة، كنا نلتقي يومياً ونتحدث في الشأن العام الليبي، يوماً قال : ( أخي نصري ليبيا تطاردها لعنة ادريس السنوسي ) ، والحقيقة تقال بظل الراحل معمر القذافي كان كل شيء متوفر وليبيا بخير والمواطن الليبي يعيش برفاهية وكرامة، لم يكن نبي ولكن كان الناس بارتياح في حياتهم بالشكل العام، وأنا في ليبيا من سنة ٢٠٠٥، فيمكن القول لعنة القذافي جاءت متممة للعنة الملك السنوسي، رحمهما الله.

اغتال الغرب الصليبي الجديد معمر القذافي، والدوافع لست بصدد الاستطراق لها ومعروفة للمتتبع للسياسة والواقع الليبي، ودور ساركوزي أدانته المحاكم الفرنسية ( مرتشي فاسد ) ، والمضحك اليوم :

في الوقت الذي تجتمع فيه الطبقة السياسية الليبية من يسميهم المجتمع الدولي بالفاعلين الرئيسيين في عواصم العالم من أجل تقاسم السلطة واستمرار مشروع نهب وافتراس ليبيا، فإن المواطنين في ( الإمارات ) الليبية المتصارعة والمعزولة يعيشون أسوأ حقبة في تاريخهم على الإطلاق، حيث لا يوجد أثر لأولئك الفاعلين وتكاد تنعدم سبل الحياة في بعض المناطق الليبية، وثمة نقص كبير فيها لدى البقية لا سيما المدن الرئيسية، إذ لم تتوقف الحياة في ليبيا عند غياب الخدمات وتشظي الكيان، بل حتى بشائر الخير كالغيث النافع المرتبط بالمخيال الليبي ومواريثه الشعبية في الزراعة ومناحي الحياة العامة كوصف ( عام الصابة ) نسبة للوفرة في المحاصيل الزراعية، أضحى مطراً وغضباً وأزاح اللثام عن وجه بشع للفساد الليبي، لقد غرق المواطنون وخسروا أرزاقهم واقتحمت المياه بيوتهم بدون إذن، في كارثة طبيعية لم يعرفها الليبيون من قبل.

إن قمة الصفاقة – إن صح وصفها – هي حديث بعضهم واتهام المواطنين بأنهم السبب في تكدس المياه في الشوارع وعدم مرورها إلى أنابيب البنية التحتية، فبحسب مدونين ومسؤولين في أحزاب سياسية – هي جزء أساسي في المفاوضات – فإن المواطنين هم من يرمون القمامة في الشوارع وأكواب القهوة وأكياس النايلون وبقايا السجائر، ولذلك غرقت المحلات والبيوت وأتلفَت الممتلكات، إن هذه الاتهامات هي دليل قاطع على أن من تمكنوا من ليبيا لم يعد من اهتماماتهم تقديم الخدمات وتنظيف الشوارع والاهتمام بالبنية التحتية، ونسو أو تناسوا أن تغيير الثقافة الشعبية يتم من خلال حملات التوعية وتشجيع المواطنين نحو الخيارات الأفضل، لقد نسي هؤلاء اللصوص أن ليبيا منذ تسع سنوات توقف فيها أي تطوير أو تنمية وأن المواطنين لم يعودوا قادرين على الوصول للقمة عيشهم، وأنهم لا يدخلون المقاهي تقريباً وإن دخلوها فإن مطلبهم البسيط سيدخل قائمة الديون اليومية الطويلة التي تبدأ صباحاً في المقاهي وتنتهي آخر النهار في الصيدلية مروراً بمحل المواد الغذائية والخضراوات وموادّ التنظيف وترفاً شهرياً - ربما محل اللحوم - ، وفي النهاية لن يصل المرتب في حينه وستتراكم الديون، وإن وصل فإن السيولة – المكنوزة في خزائنهم – لن تكون موجودة بالمصارف.

زعران دمروا ليبيا ولم يقدموا أي خدمات وبعد الراحل القذافي شارع واحد في طرابلس لم يزفت ويتهمون الشعب بأنه السبب فيما آلت إليه الأوضاع!




الثلاثاء ٥ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيلول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصري حسين كساب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة