شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما يكون الشباب الأحرار الثائرين عراقيين أصلاء أباة في ساحة ميدان التحرير وساحات الشرف والعزة والكرامة في المحافظات متظاهرين ومعتصمين منذ عام وكلهم إصرار وتحد وثبات لا مثل له على المواصلة والمطالبة بعودة الوطن إلى أهله النجباء ونصابه العربي وإعادة الهيبة والكرامة والمجد والعز والشموخ للعراقيين، ورفض المحاصصة الطائفية المقيتة والمطالبة بمحاكمة القتلة والمجرمين ومحاسبة السراق والفاسدين، وإعادة العراق للعراقيين كما كان قبيل العدوان والغزو والاحتلال، وهم يعرضون حياتهم وأنفسهم يومياً وكل ساعة إلى الخطر والعقاب وربما كما وصل إلى القتل والموت والجرح والخطف وكل أنواع الإجرام المنظم والانتقام واتباع طريقة الترغيب والترهيب، كما حصل في بغداد والمحافظات الجنوبية والفرات الأوسط، وبالرغم من كل تلك الاعتداءات والمعاناة والتعدي وما روج من اتهامات كاذبة باطلة ظالمة مفضوحة، وما حيك ضد الثوار من مؤامرات ومخططات خارجية، وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان، وما تعرضت له ساحات التظاهرات والاعتصام من عدة اقتحامات وحرق الخيم التي يقيم بها الثائرون، واستشهاد عدد كبير من الشهداء الأبرياء ووقوع الجرحى من الشباب، فضلاً عن المعاناة من برودة وأمطار وحرارة والنقص بالمستلزمات الحياتية اليومية.

بعد أن مرت وتعاقبت تلك الأيام والأشهر على الثورة الشعبية المجيدة حتى وصلنا إلى الذكرى السنوية الأولى وما يزال الثوار في الساحات وفي معنويات عالية وإصرار لا يلين بالمطالبة لنيل الحقوق وتحقيق العدالة والرفاهية والمساواة وإعادة كل شيء جميل للعراقيين، ومقارعة الظلم والعدوان والفساد والتخلف والتصدي لكل من يريد النيل والانتقام وإذلال العراقي الشهم الغيور الذي لا ينام على ضيم ولا يقبل الظالمين، بعدما استباحت الدماء وزهقت الأرواح وخطف وتغيب الشباب الثوار والشابات الماجدات في سجون ودهاليز العصابات والميلشيات الرسمية الولائية لإيران وفقدان الأمن والأمان ونشر الفوضى، بقيت واستمرت الإرادة والإصرار عند الثوار والتصميم في إعادة الفرحة والسعادة والبسمة في محيا كل عراقي غيور وشهم.

تبقى الثورة التي قادها خيرة الشباب العراقي الوطني الواعي المثقف والتي فتحت لهم آفاقاً جيدة والأجيال اللاحقة قدمت بصيغ نبيلة لكل ثائر كريم وهو يستعد أن يقدم روحه الزكية ويضحي بدمه الطاهر من أجل العيش البسيط الرغيد والكرامة للبقية، فهؤلاء النشامى كانوا ولا يزالوا لا يعرفون الخوف ولا اليأس ولا التراجع ولا التردد ولا الملل والكلل فقد واجهوا بصدور عارية يحفها الإيمان بهدف وقضية أعتى قوة متغطرسة ظالمة حاقدة، لكن بقيت المعنويات عالية شامخة تصد وتقهر الأعداء والخصوم، بالرغم من مرور فترة طويلة راهن عليها الكثيرون، إلا أنهم فشلوا وخابت آمالهم وماتت أحلامهم، لأن الثوار على ثقة وأمل بالمستقبل الواعد الجميل المنتظر الحافل بالنجاح والفوز والتقدم والنصر المؤزر وطرد الخونة والعملاء والجواسيس من العراق، والدليل القاطع، أنهم ومنذ الأيام الأولى للثورة وقد صنع الثوار برنامجاً متميزاً لهم من خلال تقديم الأنشطة والفعاليات اليومية المنوعة ومنها كتابة المقالات ورسم اللوحات وإصدار المجلات والصحف الدورية، حتى وصل الأمر أن الثوار اليوم أصبحوا أصحاب قرار وشأن سياسي كبير في العراق، وقد قرروا أن لا يعودوا إلى بيوتهم حتى تحقيق أهداف الثورة ومطالب العراقيين وتحقيق الآمال وكل الأحلام، وإن غداً لناظره قريب.





الثلاثاء ٥ صفر ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيلول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. رافد رشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة