شبكة ذي قار
عـاجـل










في العرف السياسي زيارة رئيس دولة أو من يمثله إلى دولة أخرى لها دلالات وأهداف ومصالح، وزيارة رئيس فرنسا إلى بيروت بعد المأساة التي حلت بشعب لبنان كأنما يريد أن يعلن أن الأمر يهمه ويعنيه أكثر من غيره، وأنه الحامي له، لتمثيل دور البطل المنقذ.

وإلا بماذا يفسر مجيئه؟ هل لاستعمار بيروت مرة أخرى؟ وكأنها تابعة للإمبراطورية الفرنسية .. وهل نسينا تاريخ فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر العروبة في عهد الزعيم عبد الناصر، وما عملته في لبنان وفي سوريا، وفي ثورة الشعب الجزائري البطل، من قتل وتدمير وإبادة بشرية لا يقرها قانون أو أخلاق، وهل تذكر مسؤولو فرنسا أنهم يدافعون عن الإنسانية والحقوق واحترام البشر حالياً؟ أم تناسوا أعمالهم الإجرامية بحق الشعب العربي؟ وهل تناسى سياسيو فرنسا أيضاً احتضانهم ( الخميني ) الدجال عندما كان في فرنسا وسوقوا له إعلامياً وسياسياً وجاءوا به على متن طائرة خاصة إلى إيران بتنسيق وتوافق أوروبي صهيوني معادي ضد العراق لمواقفه العروبية وانجازاته العملاقة لإحباطها، وهل يمكن استبعاد ما حصل لبيروت مؤخراً بتدبير فرنسي أمريكي صهيوني إيراني وذيلها حزب اللات لتضع فرنسا قدمها من جديد وتعود إلى لبنان وفقاً لمخطط دولي معادي لإحياء معاهدة سايكس بيكو جديدة من بنودها تقاسم الأقطار العربية إلى حصص للنفوذ الأجنبي المعادي لها ..

وهل إن ( إيمانويل ماكرون ) أكثر حماساً وإنسانية من الزعماء العرب؟ ومع الأسف الكبير لم نسمع ملك أو رئيس أو أمير دولة عربية انتفضت غيرته العربية ومشاعره الإنسانية على أشقائه في بيروت وزارهم لتطييب خاطرهم ومواساتهم للنكبة التي حلت بهم، أم أن ( إمبراطوريتهم ) أكبر من امبراطورية فرنسا؟ أم أنهم أقوى منها في الساحة الدولية؟ بينما زار مسؤولون من دول غير عربية بيروت وقدموا لها مساعدات إنسانية وغذائية وطبية، والموضوع الأكثر سوءاً عندما نسمع بأن ( جامعة الأموات العربية ) تعلن أنها على استعداد لتقديم مساعدات إلى بيروت!!!وكأن بيروت لا تعنيها، وكان عليها أول من يبادر بتقديم مساعدات ومعونات كواجب عربي، ولبنان قطر عربي مقاوم ودائماً ما يكون خط الصد الأمامي ضد العدوان الصهيوني، وكان على الجامعة العربية أيضاً أن تعلن وتتبنى تشكيل لجان تحقيقيه في انفجار بيروت، فإن تعذر عليها لأسباب فنية أو غيرها الطلب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تشكيل لجان وتشترك معها للتحقيق في هذه الجريمة، وانتداب خبراء متفجرات وفنيين وضباط استخبارات ورجال قانون وفقاً للقانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية حسب اختصاصها في المادة ( ٥،٦،٧ ) لاعتبار أن هذه الجريمة هي الأكثر خطورة، تشكل جريمة إبادة جماعية يقصد منها إهلاك جماعة قومية اهلاكاً كلياً أو جزئياً وهي موضوع اهتمام المجتمع الدولي، وجريمة ضد الإنسانية لارتكابها في إطار هجوم واسع النطاق ومنهجي منظم موجه ضد مجموعة من السكان المدنيين، وعن علم بالهجوم تستوجب المسائلة القانونية كل من ساهم أو نفذ أو خطط لهذه الجريمة، ام ستبقى الجامعة العربية جامعة ( أموات ) وأنظمة عربية بعيدة عما يجري من قضايا مصيرية في أمتنا العربية؟.




الثلاثاء ٢٩ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة