شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد قيام بما تسمى ( الثورة الإسلامية ) في إيران التي أنتجتها أجهزة المخابرات "البريطانية والأمريكية والفرنسية والموساد الإسرائيلي عام ١٩٧٩ في فرنسا لسببين :

الأول : ضرب الثورة الوطنية الشعبية الإيرانية التي كانت مشتعلة وتهيمن عليها الطبقة العاملة والأحزاب الوطنية الثورية بقيادة الحزب الشيوعي الإيراني الذي كان يسمى بحزب "توده" والتي كانت تهدد نظام الشاه بالسقوط من خلال الدعم الذي كان يصله من الحزب الشيوعي الأفغاني الذي استلم الحكم عام ١٩٧٨ في أفغانستان وفي ٢٥ ديسمبر / كانون الأول من عام ١٩٧٩ جاء الغزو السوفيتي لأفغانستان ليشعل نار الصراع بين القطبين على النفوذ النفطي والاقتصادي في منطقة الخليج العربي وحلم الاتحاد السوفيتي التاريخي في الوصول إلى المياه الدافئة وخاصة بعد نجاح الوحدة في اليمن وطرد نفوذ الشيوعيين من جنوبها، فكان تخوف الغرب الرأسمالي الغاشم وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا من نجاح الثورة الوطنية العلمانية التي تقودها الطبقة العمالية اليسارية في إيران، لأن نجاحها كان سيؤدي إلى هيمنة نفوذ الاتحاد السوفيتي على أقطار الخليج العربي وعندها ستكون خسارة الغرب كبيرة لا تعوض إضافة إلى خسارة مكانة إيران شرطي الخليج.

السبب الثاني : هو التخلص من النظام الوطني العراقي الذي يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي القومي العروبي الذي تجاوز الخطوط الحمراء، حيث بدأ بتنفيذ أول خطوة ثورية أرعبت دول الغرب ففي يوم الاثنين ٢٧ / ١ / ١٩٦٩ تم إعدام الجواسيس في ساحة التحرير في بغداد وفي ساحة أم البروم في محافظة البصرة.

ثم إصدار قانون الحكم الذاتي لأكراد ال عراق١١ آذار ١٩٧٠ ثم إصدار قانون رقم ٦٩ في الاول من حزيران ١٩٧٢.

إضافة إلى توطيد علاقة الصداقة والتعاون بين العراق والاتحاد السوفيتي إلى مجالات أوسع وأهمها يبيع العراق أحدث الأسلحة الروسية المتطورة وهذا أدى إلى بناء الجيش العراقي بناء علمياً وتكنولوجياً حديثاً وهذا ما كان يرعب الكيان الصهيوني الغاصب.

فقام نظام الملالي الديني الطائفي الشعوبي الذي يمثل هرطقة كهنة القرون الوسطى بتأزيم علاقات حسن الجوار مع النظام الوطني العراقي مع "سبق الإصرار والترصد" من خلال الرد الوقح والخارج عن كل الأعراف الدبلوماسية المعروفة على رسالة التهنئة التي بعثت بها القيادة العراقية للخميني الدجال.

وبدأ بسلسلة من التصرفات العدائية العسكرية المسلحة وضربة مخافر حدودية واحتلاله لبعض المدن الحدودية وسقوط شهداء وجرحى من الجيش العراقي مما أدى إلى تأزم كبير في العلاقات حيث تبادل البلدان سحب السفراء في مارس / آذار ١٩٨٠ وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى أدنى مستوى.

في ٤ أيلول / ١٩٨٠ أعلنت إيران الخميني الحرب على العراق من خلال تصاعد قصف البلدات الحدودية العراقية بشكل عنيف وتقدم الجيش الإيراني إلى داخل الأراضي العراقية واحتلالها قرى حدودية عديدة وكان أبرزها مدينة سيف سعد والمخافر الحدودية وقصفت كل البلدات والمدن الحدودية وقام الطيران الحربي الإيراني بغارات جوية عليها، وتم إسقاط إحدى طائراته الحربية نوع أف ١٤، وتم أسر طيارها الإيراني، الذي بقي أسيراً في بغداد حتى انتهاء الحرب عام ١٩٨٨ واعتبر العراق ذلك بداية للحرب.

فقام الرئيس الشهيد صدام حسين بإلغاء اتفاقية الجزائر الموقعة عام ١٩٧٥ مع إيران واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءاً من المياه الإقليمية العراقية، واستمرت الأعمال الحربية العدائية للجيش الإيراني في الاعتداء على الأراضي العراقية وفي المياه والجو، بكل عنجهية وصلف وتنمر واستهتار بالقيم والأعراف الدولية والقانونية قدم العراق العشرات من الاحتجاجات والشكاوى إلى مجلس الأمن الدولي والى السكرتير العام للأمم المتحدة بشأن ذلك، لكن إيران لم تعر أهمية ولا أذن صاغية لكل تلك الاحتجاجات، ولا إلى دعاوى السلام والحكمة والأخلاق الإسلامية وضرورة الالتزام بحسن الجيرة لكنها اعتبرت ذلك ضعفا من العراق،

فقام الجيش العراقي البطل بالرد على تلك الاعتداءات الحربية في يوم " ٢٢ أيلول ١٩٨٠ " وتم طرد القوات المسلحة الإيرانية المعتدية التي دخلت الأراضي العرقية بالقوة.
وسجل التاريخ ذلك اليوم كأول حرب عربية لتحرير الأرض من الغزاة ويكون العرب هم أصحاب المبادأة في الرد على امتداد التاريخ العربي القديم والحديث.

فكانت البداية لمعركة قادسية صدام المجيدة التي دامت ثمان سنوات، والتي قدمت أمريكا والكيان الصهيوني وكوريا الشمالية أحدث الأسلحة والمساعدات العسكرية السرية لنظام خميني.

في ٨ / ٨ / ١٩٨٨ وافق الخميني الدجال مرغماً على وقف إطلاق النار بعد أن أفشل النظام الوطني البعثي العراقي مشروعه الصهيوني في الهيمنة على دول الخليج والأقطار العربية خدمة للكيان الصهيوني بعد التخلص من نظام ثورة ١٧ تموز الذي كان شوكة في عيونه ورمحاً في خاصرته، وتجرع كأس سُمّ الهزيمة مرغماً مهزوماً مكسوراً، أما عظمة الجيش العراقي جيش الأمة العربية جيش كل الشعب الذي التف حول نظامه وجيشه الوطني.

ما أعطرها من ذكرى تدلل على رجاحة عقل رجال قادة العراق البعثيين.





الثلاثاء ٢٢ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. إياد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة