شبكة ذي قار
عـاجـل










ندرك جيدا كم هي الآثار المدمرة والمؤلمة التي خلفها الأنفجار المروع الذي شهدته بيروت الحبيبة في الرابع من شهر آب الجاري، وندرك كم هي الاعباء التي وقعت على كاهل شعب لبنان الشقيق نتيجة الحجم الهائل للخسائر المادية والاقتصادية والبشرية والنفسيه وخاصة الاعداد الكبيرة من ضحايا الشهداء والجرحى و المفقودين.

وندرك أيضا بأن الكارثة قد وقعت في اصعب وأحلك الظروف التي يمر بها شعب لبنان وهو يواجهه أزمات وتحديات كثيرة وكبيره ومعقدة لا قدرة له على تحملها وهي أزمات وتحديات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية وصحية، داخلية واقليمية و دولية، باتت تهدد وجود لبنان القوي بتلاحمه الوطني وسلمه الاهلي ودوره العربي ووجهه الحضاري المشهود على مر التاريخ.

أيها الشعب اللبناني الصامد الصابر المظلوم :
لقد عانينا كما عانيتم من فتك واجرام ووصاية النظام السوري الحاكم وذلك قبل عقد من تدخله العسكري في لبنان عام ١٩٧٥م ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذآ وهو يعبث بأمن وسيادة واستقرار لبنان ويصادر حريتة وحقوقه المشروعة ويفرض وصايته على قراراته ومقدراته وما يزال ينفذ الحلقات الأخطر في مشروعه التخريبي عبر وكلائه وادواته ووسائله الخبيثه المعروفه.

نجد اليوم ان من واجبنا ايها الأشقاء ان نوضح بعض الحقائق حول الدور الوظيفي الخطير الذي قام به النظام السوري للوصول بلبنان إلى وضعه الحالي مستخدما شعاراته الكاذبه و زاعما انه يدافع عن لبنان وعن الأمن القومي لان أمن لبنان جزء من الأمن السوري وبالعكس ، وغيرها من الشعارات والمزايدات التي يطرحها للاستهلاك المحلي والخديعة المكشوفه.لقد كان هذآ النظام وما يزال المعول الهدام لمقومات وركائز الأمن القومي العربي سواء في سوريا أو لبنان أو العراق والأمن القومي العربي عموما.

كنا نتسائل في سوريا اذا كان هذآ النظام حريصا على الأمن القومي العربي فأن عليه أن يبدأ بتحرير الهضبة السورية المحتلة بدلا من احتلاله لبنان ونتسائل أيضا اذا كان حريصا على تحرير فلسطين فلماذا يتآمر على المقاومة الفلسطينيه ويشتبك مع قواتها ويحاصر المخيمات الفلسطينية المتواجده في لبنان أليست هذه امثله على خياناته لسوريا كما لبنان كما العراق كما كل قضايا الأمة المصيرية والعادلة ، بل ودليلا شاخصا على شراكته وتحالفاته مع القوى الإقليمية والدولية المعادية وفي مقدمتها العدو الصهيوني والنظام الإيراني.

نعم ايها الأشقاء لقد بدأ الخط البياني للانحدار بلبنان نحو الهلاك مع التدخل العسكري للنظام السوري ومع الوصاية الأمنية على لبنان وايضا مع تنفيذ مشروع استبدال العمل الوطني بالعمل الطائفي والكفاح المسلح بالمليشيات والعصابات المسلحة، وبالحرس الإيراني وغيرها وكل ذلك على حساب سيادة واستقرار ووحدة لبنان أرضا وشعبا وتاريخا وانتماء وحضارة.ألم يقم العدو الصهيوني مثلا بأجتياحين عسكريين للبنان في الأعوام ١٩٧٨م و ١٩٨٢م حينما كان لبنان تحت الوصاية الأمنية والعسكرية السورية دون أن يدافع جيش النظام عن السيادة اللبنانية بل نذكر بأن النظام السوري عقد تفاهمات سرية وعلنية مع العدو الصهيوني تخص الأمن الوطني اللبناني.

ونذكر أيضا بأن هذآ النوع من التفاهمات السرية والضمنية امتدت إلى مليشيات حزب الله وحركة امل التي اسمتها بتفاهمات قواعد الاشتباك بينما هي في الحقيقة والواقع قواعد التفاهم على توزيع الأدوار وتقسيم المهام وتبادل المصالح بين الأطراف الأساسية واذرعها ومخالبها وادواتها التي جعلت هذآ المحور الممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت هو البديل عن المحور القومي العربي الذي يفترض ان يدافع عن الأمن القومي العربي وعن الحقوق العربية.

إننا ايها الأشقاء واثقون كل الثقه بأن النظام المجرم والمتآمر والفاسد بدأ ينهار ويتهاوى ويتآكل.وان ساعة الخلاص قد دنت وان شعب سوريا المجاهد على موعد قريب مع النصر وان هذآ النصر سيترك بظلاله الايجابية على اشقائه العرب دون تمييز وان الجوار العربي سيكون اول من يرحب بهذا الانتصار.

شعبكم في سوريا يشد على أيديكم وهو معكم والى جانبكم في السراء والضراء فلا تدعو اليأس يضعف عزيمتكم ولا تدعو الفتن تفرق صفوفكم احذروا من المؤامرات التي تحاك ضدكم واخطرها مؤامرة التدويل التي تروجها جهات داخلية وخارجية مشبوهه.صمودكم هو الذي يبدد سحب الظلام ويحرق أصابع الظالمين والفاسدين.لبنان سيعود حاضرة العرب كما كان.عشتم وعاشت الأمة العربية المجيده.

القيادة القطرية المؤقتة
لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا
دمشق ٨ / ٨ / ٢٠٢٠






الاحد ٢٠ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة