شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أربعة عشر عاما فى يوم السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٦ م ، دخلت على والدتى رحمة الله عليها والتى كانت تبلغ من العمر قرابة السبعين عاما كى اهنئها بعيد الأضحى فقلت لها كل سنة وانتى طيبة ياأمى وان شاء الله على جبل عرفات ، كل سنة وانتى طيبة يا بنت العمد حيث كان جدها أول عمدة رسمى لناحية الشيخية التي كانت تتبع مركز قوص بمديرية قنا فى العهد الملكى والتى تقع فى صعيد مصر الأعلى ولكنني وجدتها تبكى بحرقة شديدة.وعينيها محمرة جدا.وقالت لى أى عيد يا ولدى و أعدموا رئيس العراق صدام حسين فى يوم عيد الضحية زى خروف العيد كانت تلك كلماتها العامية باللهجة الصعيدية.

كانت تلك الرسالة التى حولت منزلنا من عيد الى حزن وكرب شديد وكأن تلك المرأة الأمية التي لم تذهب الى مدرسة فى حياتها تعرف معنى العروبة أكثر من دارسى الجامعات وأصحاب المناصب الذين خانوا وطنهم ليدخلوا على دبابات الأمريكان.

" قالت لى مفيش حد من العرب راجل يقلهم ده حرام ، مفيش دين ".

لم تكن أمى تعرف حزبية ولم أكن من أنصار حزب البعث الحاكم ولكنى من أنصار العراق الموحد فكلمات أمى كل عيد أضحى تتردد فى أذنى.

فعندما سقط العراق فى يد الأمريكان قطع ذراعى الأمة العربية.

كل من تهاون وتعاون ضد العراق أصبح ذليلا فلا صوت يسمع ، وسعت أمريكا وزبانيتها فى تحقيق مخطط تدمير العروبة قبل العرب ، و أوصلت رسالة الى الجميع كل من يرفع راسه فجزاؤه جزاء صدام حسين.

أى حلم تحقق فى العراق فلا ديمقراطية ، لا عدالة اجتماعية ، فلا شيعة عاشوا فى رخاء ، ولا سنه وجدوا الخير ، لا أكراد أحسوا بقوميتهم ، ولا تركمان.

لك الله ياعراق
لك الله ياعراق
فكل يوما كربلاء
وكل يوم حسين شهيد
وأخيرا عاش العراق ، فمجدك لا ينسى ، وتاريخك مكتوب ، وشعرائك يترنمون بقصائد الوطنية.






الثلاثاء ١٥ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد الجارد عمار نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة