شبكة ذي قار
عـاجـل










للأزمات والشدائد رجال سيدخلون التأريخ من أوسع أبوابه مثلما دخلها الآباء والأجداد بعد أن شهد التأريخ لمآثرهم وبطولاتهم في سبيل الوطن والعزة والكرامة ..

وفي ليلة من ليالي المنازلة بعد أن تجرأ رتل من أرتال الهمجية من عساكر الإحتلال مداهمة إحدى القرى من قرى الوطن الحبيب إقترب شيخا من فرسه المتعبة ليخاطبها بكلمات تلهب مشاعرها وتقوية لعزائمها بعد أن تمنطق الشيخ بخنجر يعتز به كان قد ورثه من أبيه قبل وفاته .. وبين لحضة واخرى بدى على الفرس إضطرابا يوحي بأن هناك من تسلل خفية لينال من أهل القرية مما أعار إهتمام الشيخ بالخروج للتأكد وإذا به يرى أرتال من جنود الإحتلال قادمة باتجاه القرية وقف الشيخ يخاطب فرسه وعيناه أشبه باللهب تنتظر الإنطلاقه دون توقف بأن لحضات المنازلة قد بدأت وعليه إحاطة رجال العهد علما بما هو آت , تطلعت اليه فرسه وكأنها تخاطبه وتوعده بأنها ستبذل قصارى جهدها.إنطلقت به تتسابق مع الريح ولكن بدأت عساكر الهمجية تقترب من القرية

وفجأة أوقفه رجل مهيبا ذات القامة الضخمة والذقن الأبيض والوجه الملائكي يمتطي جوادا لونه لون الثلج حمل على جوانبه أمتعة .. سأله أيها الشيخ لماذ تسرع وكأنك على رهان مع الريح إجدك مهموما.قال له نعم هناك أمرا أود ايصاله الى رجال العهد لكن فرسي متعبه وطوابير الطغاة قادمة لنحر أمتي ووطني وقريتي أجابه .. لاتحزن إن الله معنا إمتطي جوادي وأنطلق وسأنتظر عودتك وماهي لحضات حتى إنطلق الشيخ كالبرق تاركا فرسه خلفة بعد أن تركها متعبة , إنطلق وكأنه رمحا يخترق الريح وعاصفة ورعد تزغرد لها الأرض ويأنس له القمر وتبتسم له الشمس , وماهي لحضات حتى إقترب من رجال غطت وجوههم الباسمة تعابير المواجهة وتدفقت من عيونهم شرارة تكاد أن تحرق أرتال العدو تمنطقوا بدعاء الوطن ومباركة الأمة وتمنطقوا بإيمان راسخ وعقيدة ثابته ومباديء سامية ليوصل لهم الرسالة , حملو بأيديهم ماسيمطرون به قوات الإحتلال ببوابل من الصواعق لينزلون بهم أشد ماأنزل ليثأرو إلى من سار على الدرب وأستشهد في سبيل الوطن , وبعد أن أكمل الشيخ مهمته عاد به الجواد مسرعا ليلتقي مرة اخرى بمن إستعان به وأقترب منه ليشكره ويتأكد من شخصيته واذا به يرى الرجل المسن قد إتكأ على أحد الصخور مهتما بتدوين صفحات واحدة تلوى الأخرى وبادر بسؤال بعد أن إرتجفت شفتاه من شدة التعب من أنت ايها الرجل المهيب وماهي مهمتك ومن أي بلد أنت قادم والى أين أنت متجها ولماذا مددت لي يد المساعدة .. واذا بالرجل المسن يجيبه أترغب حقا أن تعرفني من أنا قال له الشيخ نعم أستحلفك بالله عليك , فرد عليه بعد أن بدأت المنازله وأصوات القنابل وحممها تستبيح اراضي القرى وتكبير الرجال بكلمة ألله أكبر تعلو السماء وأصوات النساء تزغرد من شدة الفرح وتستغيث بالنشاما ورجال المقارعة وبكاء الأطفال إمتزج مع صعصعة الرصاص وصوت القنابل وأعقبتها زغاريد الأمهات لإستشهاد فلذة أكبادها .. قال له أنها ملحمة التأريخ فإن وددت أن تعرفني فأنا التأريخ أخلد هذه الصفحات وأخلد من إستشهد وسيستشهد في ميادين الحرية , أخلد ضراغيم الوغى ومن سقط شهيدا فداءا للوطن.إخلد من إستشهد دفاعا عن الكرامة والشرف.اخلد من سقط شهيدا دفاعا عن الأمة ومستقبلها .. هنيئا لكم إنكم رجال ونعم الرجال ستفتخر بكم الأمة وشعوبها إنكم رمزها وعزتها المجد والخلود لشهداء الأمة في كل مكان والخلود لكل من دافع عن الوطن وحريته واستقلاله وكرامته .. ثم إمتطى الرجل المهيب جواده ليسلم الشيخ رسالة شكر ليوصلها إلى كل عربي حاول المستعمر قهره تعلوها كلمة الله اكبر والعزة للعرب .





الثلاثاء ١٥ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة