شبكة ذي قار
عـاجـل










هي وقفة دخلت في مخزونات التاريخ ، ستبقى محفوظة في سجلات الزمن ،ستجلو معانيها ودلالاتها أجيال عراقية وعربية لا بل مراكز أبحاث ودراسات عالمية تتمتع بمصداقية البحث العلمي والقدرة المنهجية على التوصيف لصدام حسين - الظاهرة التاريخية في الألتزام العقيدي بمبادىء الحزب الذي انتمى اليه ، وبالقدرة الخارقة على قيادة الدولة الوطنية في العراق ، وبالدفاع عن مستقبل الأمة العربية بالانتصار لكل قضاياها في التحرر والوحدة وقيام مجتمعها القومي على أسس العدالة الاجتماعية الراقية ..

في وقفته شامخا كالطود أمام مأصلة نصبها الحاقدون وهم كثر بهوياتهم وألوانهم وولاءاتهم الشيطانية الدخيلة ، نصبوها مع فجر الحج الأكبر ، يوم يستعد فيه المؤمنون من المسلمين حقا لرجم شياطين الشر والباطل في طقسهم السنوي المعتاد في عمل تتويجي للمراسم التي تواصلت بعد نبي الرحمة ، النبي العربي مبشرا برسالة السماء الى العالمين.

في هذا اليوم المشهود وقف صدام حسين متحديا الموت بالحياة المتجددة ، متحديا الأحقاد بكل تلاوينها بسمو المبادىء وخلودها ، متحدياً شياطين الشر بفيضٍ من الايمان والعزيمة على الانتصار وزهق الباطل لا محالة.

مع فجر الحج الأكبر تبرز بقوةٍ تضاهي سطوع الشمس التي تمنح الحقائق الجلاء الكلي دالاتان اختزنها التاريخ في سجلاته الزمنية :

الدالة الأولى ، من هو صدام حسين بقامته المتعالية على مأصلة الموت ؟

١ - هو قائد عربي شب على أمجاد التاريخ العربي ، أمجاد القادة الرواد الذين حملوا بايمان رسالة الاسلام العربي المحمدي وشيدوا صرح الوحدة العربية في ظل الدعوة الجديدة فوحدوا الجغرافية العربية وأقاموا مجتمعا عربيا في ظل دولة عربية اسلامية واحدة ، هم القادة - الرواد من بعد رسول الرحمة من الخلفاء الراشدين وقادة المراحل اللاحقة ، فصدام حسين استعاد عبقرية صلاح الدين في تحرير بيت المقدس بعد اغتصابه من زحف أوروبا الصليبية لأكثر من مئتين وخمسين سنة، استعاد في وقوفه أمام المأصلة روحية الامام الحسين في دفاعه عن قيم ومبادىء الرسالة المحمدية في كربلاء ، حيث كان مدفوعا بقوة الاعتقاد بأن النصر النهائي هو لدمه الطاهر وليس لسيف الطغاة الذين احتشدوا لقتله ثم راحوا يعلنون الندم كذباًوتزويراً ..

صدام حسين كان في فجر الحج الأكبر لعام ٢٠٠٦ يستعيد فتح المعتصم لعمورية من القوى البيزنطية الحالمة بالهيمنة على المجال العربي ، يستعيد النصر الذي تحقق في القادسيتين الأولى والثانية ، و في فتح القسطنطينية ، أي كان يستعيد المعارك الخالدة في تاريخ الأمة في الدفاع عن وجودها وبقائها أمة حية متجددة صاحبة رسالة.

٢ - صدام حسين باني العراق بعد ثورة تموز ١٩٦٨ فكان القائد الأبرز في تحقيق أهداف الثورة في الواقع الوطني العراقي وتكامله مع الواقع القومي العربي.

٣ - صدام حسين الذي أسس لتجربة عراقية غير مسبوقة في مجالات البناء الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري والاجتماعي والطبي والتربوي والثقافي والسياسي والدبلوماسي ، هذه التجربة لا يمكن للوطنيين الشرفاء من أبناء العراق وسائر العرب أن ينسوا علاماتها المضيئة ..

٤ - صدام حسين أظهر التزاماً بالقول والفعل بقضية فلسطين الى جانب سائر قضايا العرب القومية الأخرى في النفط والاقتصاد وتطوير التفاعلات العربية البينية في كل المجالات وتلاتجاهات.

٥ - صدام حسين كان أسداً حامياً للبوابة الشرقية للوطن العربي عندما أوقف الزحف الفارسي الصفوي باتجاه العراق والخليج العربي وسائر أقطار الأمة ، مانعاً عليه تأسيس مراكز اختراق وايجاد نقاط ارتكاز لمشروعه التدميري لنسيج الأمة تحت شعار تصدير الأيدولوجية المذهبية كغطاء لمشروع استراتيجي جيوسياسي يهدف الى احتواء الأمة العربية في قيام امبراطورية كسرى التاريخية التي تربط بين الخليج والبحر المتوسط ..

على أساس الدالة المشار اليها كانت مأصلة فجر الحج الأكبر لعام ٢٠٠٦ .. ترى من نصب هذه المأصلة ؟ انهم خليط شرير معادٍوحاقدٍ على صدام حسين ونهجه وقيادته وحزبه وأمته وعلى المبادىء التي يلتزمها كعقيدة راسخة ..

١ - العدو الصهيوني الذي أراد الانتقام من مواقف صدام حسين الثابتة تجاه فلسطين ، والثأر للصواريخ ال ٣٩ التي أمر صدام حسين بها لدك الكيان الصهيوني عام ١٩٩١.

٢ - الاستعمار الأميركي لا سيما مع وصول جماعة المحافظين الجدد الى حكم الدولة الأقوى في العالم ، الذين رأوا في صدام حسين العائق الأكبر أمام استحواذهم على المنطقة العربية وثرواتها الطبيعية المخزونة فيها من نفط ومياه وموقع جيواستراتيجي.وكذلك وجدوا فيه الصادق الأكبر تجاه الانتصار لقضية فلسطين وتحريرها من العدو الصهيوني الغاصب ..

٣ - الرجعية العربية المتخلفة التابعة لقوى الغرب الأميركي والأوروبي من أجل المحافظة على عروشها الحاكمة ، والتي لا ترغب في أي تحول نحو نهضة الأمة وتطورها وتحررها ..

٥ - من القوى الدينية الظلامية التي وصلت الى سدة السلطة في طهران ، والتي كانت مدفوعة بحقد تاريخي يمتد لأكثر من ألفي سنة على المجال العربي ، والتي وجدت في قيادة صدام حسين للعراق بمثابة العائق الأكبر الذي يحول دون تحقيق طموحاتها في الاحتواء والهيمنة، لاسيما وأنها تجرعت كأس السم في هزيمتها في الحرب التي شنتها على العراق ودامت لثماني سنوات متواصلة ..

٦ - العملاء الذيول الذين جاءوا من أحضان ومطابخ الصهيونية والاستعمارية الأميركية وغيرها والرجعية العربية المتخلفة والصفوية الحاقدة ، هؤلاء الذين نصبوا المأصلة ليسوا سوى أذناب وأدوات رخيصة نفذوا جريمتهم فجر الحج الأكبر ظنا منهم أنهم أسدوا خدمة زبائنية لأسيادهم ، دون أن يدركوا أنهم حفنة من اللصوص والجبناء والعلوج الأنذال ..

هو الصراع بين الدالتين المشار اليهما ، واذا كانت الدالة على صدام حسين تمثل الحق والحقيقة ، والدالة الأخرى تمثل قوى الشر والباطل، فان نتيجة المعركة حاصلة بتأكيد مؤكد هي بانتصار دم صدام حسين الحر المبدئي الثابت على القيم الحامل لرسالة العراق الدولة الوطنية العظيمة ، ورسالة الأمة العربية في حضورها الانساني ، فهذا الدم هو الذي انتصر حتما في فجر الحج الأكبر وسيبقى نصره يطل في مستقبل العراق والأمة انتصارات متتالية ..

أنه الدم المنتصر على السيف ، والحق المنتصر حتما على الباطل ، وما كان الباطل الا زهوقا ..









الجمعة ١١ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طارق العربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة