تمر علينا ذكرى ثورة ١٧ / ٣٠ تموز المجيدة وهي تعانق عيد الأضحى المبارك .. هذه الثورة الخالدة التي جسدت في نظرية العمل البعثي فكر ومبادئ البعث في الانقلاب على الواقع الفاسد بعنفوان ثوري ضمن سياقها التاريخي .. إذ قدمت ثورة تموز لحركات التحرر الوطني والقومي نموذجا يتجاوز حدود الوطن العربي في تعزيز الإستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي في مواجهة تكتلات ومعسكرات العولمة والإلحاق التي افرزتها الحرب العالمية الثانية وارتقت بمبدأ عدم الانحياز وترجمته على أرض الواقع في تعزيز الاستقلالية ومواجهة التبعية والاستلاب الثقافي والاستغلال الاقتصادي ونهب ثروات بلدان العالم الثالث والى ذلك فقد قاومت محاولات السيطرة على قرارها السياسي ومقدراتها الوطنية ومصالحها القومية بجرأة وثبات.

جراء ذلك دفع العراق ثمنآ باهظآ فقد تعرض للتآمر والعدوان المتكرر من قوى الإمبريالية والصهيونية العالمية والقوى الإقليمية انتهى بشن حرب كونية علية في ظل سيادة القطب الدولي الواحد أدت لاحتلاله والعمل على اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي عراب التجربة النهضوية وقائدها .. والآن تدين كل شعوب العالم التي تتطلع للسيطرة على مقدراتها وتوظيف ثرواتها لتحقيق مصالحها الوطنية للعراق وشعبه العظيم .. وإذ حطم طغاة العصر مقدرات العراق المادية وانجازات ثورة تموز العظيمة فقد فشلوا في تحطيم إرادة شعب العراق الوطنية والقومية التقدمية التي تجلت في صمود حزب البعث وفي شجاعة وجسارة مناضليه وفي انتفاضاته الشعبية المتواصلة والمتصاعدة والمنتصرة بإذن الله على قوى الردة قوى التجزئة والتخلف والتبعية.

واذ نرفع اليكم التهاني رفيقي القائد المناضل ولرفاق البعث ولأبناء أمتنا المجيدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك .. فاننا نكرر دعوانا الى الله سبحانه وتعالى أن يعيده عليكم وعلى أمتنا العربية المجيدة بما يحقق أماني وتطلعات أوسع جماهير شعبنا في الوحدة والتحرر والتقدم .. وان يحفظكم ويوفقكم لإعلاء راية رسالتها الخالدة لبناء مجتمع انساني معافى من الجائحات والكوارث ومن النزعات العدوانية والعنصرية لقوى الإمبريالية العالمية والصهيونية والقوى الإقليمية الطامحة في التوسع والنفوذ في اقطار الوطن العربي.

وأن تسود مبادئ البعث النيرة لبناء مجتمع عربي ديمقراطي تقدمي موحد وتشع بالخير والسلم والعدل والتقدم على الإنسانية جمعاء.
ودمتم والبعثيبن كافة مناضلين شرفاء لا يغويكم اغراء ولا يرهبكم قمع الطغاة والعتاة من اعداء الحزب والأمة.

وأن ينصركم الله فلا غالب لكم.